آلاف اليمنيين يشاركون بإيقاد شعلة ثورة 14 أكتوبر في تعز

الرأي الثالث 

شهدت مدينة تعز، مساء اليوم الأحد، حفل إيقاد شعلة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر في منطقة الباب الكبير وسط المدينة. وتم إحياء المناسبة بإيقاد الشعلة وإقامة حفل فني وخطابي حاشد بتنظيم من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، بالتزامن مع إطلاق الألعاب النارية من قلعة القاهرة.

وشارك الآلاف من أبناء المحافظة في الاحتفاء بمراسم إيقاد الشعلة، وبحضور عدد من قيادات السلطة المحلية، والقيادات العسكرية والأمنية والقيادات الحزبية وقيادات منظمات المجتمع المدني والنقابات.

ورفع المحتفلون الأعلام الوطنية على وقع الأغاني الوطنية التي أحيتها فرقة فنية شبابية، ورددوا شعارات مشيدة بثورة 14 أكتوبر 1963 ضد المستعمر البريطاني كما رفعوا صور شهداء الثورة. وأكد المشاركون في حفل إيقاد الشعلة المضي قدماً نحو الحفاظ على أهداف ومكتسبات ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين، وإسقاط انقلاب مليشيا الحوثي، وتحقيق أهداف الثورة، وبناء الدولة المدنية الحديثة.

وقال عيسى المدهف، أحد المشاركين في الحفل، إن إحياء تعز لذكرى ثورة 14 أكتوبر هو تأكيد على الدور الريادي لتعز في ثورتي سبتمبر وأكتوبر، حيث مثلت تعز ملاذاً آمناً لثوار 14 أكتوبر في الجنوب، وكانت تمد الثوار بالسلاح، وشارك العديد من أبناء تعز في قيادة ثورة أكتوبر وأبرزهم الشهيد عبود الشرعبي الذي يعد من أبرز قيادات ثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني".

بدوره، قال المواطن عبدالمغني المقرمي ، إن احتفال تعز بذكرى ثورة 14 أكتوبر له أهمية خاصة في التأكيد على وحدة الشعب اليمني ووحدة نضاله ومصيره في مختلف مراحل التاريخ، ونأسف أن الجنوب اليوم لا يحتفل بذكرى الثورة بالزخم الذي يليق بها منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على معظم المحافظات الجنوبية، وبروز الصوت النادم على رحيل بريطانيا من الجنوب".
 
وأوضحت إيناس محمد، "خرجنا اليوم مع أطفالنا لنعلمهم حب الوطن ونعرفهم بتاريخ اليمن الذي سطره الآباء والأجداد بأحرف من نور، حين أشعلوا ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الاستبداد والاستعباد في شمال اليمن، وثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني البغيض ليدشن الثوار شرارة الثورة التي توجت بجلاء المستعمر من اليمن في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 بعد أن قدموا أعظم التضحيات التي ستظل خالدة في وجدان كل يمني حر".

وفي خطاب للشعب بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر، قال رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي "إن قيم أكتوبر، وسبتمبر، الاستحقاقات الوطنية الراهنة، تحتم علينا العمل بصورة تكاملية لإنجاز أهدافنا الأساسية، والعبور باليمن من هذا المنعطف الذي يزداد تعقيدا مع ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة". 

وأضاف في الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب: " في ظل التحديات المتشابكة، نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تستدعي توحيد الصف الجمهوري، والوقوف بحزم ضد المشاريع الاستعمارية الجديدة التي يسعى عبرها النظام الإيراني إلى مصادرة إرادة شعبنا، وتمزيق هويته، ونسيجه الاجتماعي".

وأكد العليمي أنه "رغم التحديات والأوضاع الصعبة التي صنعها انقلاب المليشيات الحوثية، إلا أن روح، سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر ما تزال ولادة مع كل فجر". وخاطب اليمنيين بالقول: عليكم أن تؤمنوا أيها الشعب العظيم، بأن المستقبل لكم، وأن اليمن سيتجاوز كل العقبات إذا توحدت قلوبنا، وجهودنا وسوف نفعل ذلك معا بكل ثقة، وإخلاص".

 وجدد العليمي التأكيد في هذا السياق على مضي الدولة في الوفاء بالتزاماتها الحتمية، وفي المقدمة استمرار صرف المرتبات، وتأمين فاتورة الوقود، والواردات السلعية، والخدمات الأساسية خصوصا في مجالات الكهرباء، والمياه، والتعليم، والرعاية الصحية.

العليمي يدعو إلى اصطفاف وطني

من جانبه، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الأحد، كافة القوى والمكونات السياسية والاجتماعية إلى تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة المتغيرات المحلية والإقليمية، والمضي قدما في جهود استعادة مؤسسات الدولة وإسقاط الانقلاب. 

ولفت العليمي إلى ما سماه "حماقات مليشيا الحوثي الإرهابية في استدعاء العدو الإسرائيلي لضرب مقدرات الوطن وبناه التحتية والاقتصادية، متناسية أن هجماتها في البحر الأحمر، والمياه المحيطة لم تغير شيئا في المعادلة، ولم تمنع تدمير غزة المنكوبة، أو تحدث فارقا حقيقيا على أرض المعركة، بل فاقمت من المعاناة، وأضرت بمصالح شعوب المنطقة".

وأوضح العليمي أن فداحة الدور الإيراني لن تدفع اليمن حكومة وشعبا إلى التغافل عن سلوك إسرائيل المتطرف في عموم المنطقة، وإدانة عدوانها المتكرر على اليمن ومقدرات شعبه، وسيادته الوطنية. 

وشدد العليمي على أن "وقف العدوان الإسرائيلي، وانتهاكاته الوحشية، هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران، ووكلائها لتأزيم الأوضاع، ومحاولاتها المستميتة لمصادرة الإرادات الوطنية لشعوب المنطقة".

وثورة 14 أكتوبر 1963 هي ثورة اشتعلت شرارتها في 14 أكتوبر 1963، في الجزء الجنوبي من اليمن ضد الاحتلال البريطاني، وانطلقت من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، بعد مشاركته في ثورة 26 سبتمبر ضد الحكم الإمامي في شمال اليمن. وقد نجحت الثورة في طرد المستعمر البريطاني من الجنوب، وإسقاط الحكم السلاطيني الذي يصنف بأنه رجعي، وإعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في جنوب اليمن، قبل أن يتم تغيير اسمها لاحقاً إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والتي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو/ أيار 1990 ليعلن عن قيام الجمهورية اليمنية.