مطالبات للجزائر بتفعيل دورها: العدوان لن يستثنينا

الرأي الثالث - وكالات

 ارتفعت في الجزائر أصوات تطالب السلطات السياسية في البلاد بلعب مزيد من الأدوار في هذه المرحلة الحساسة من الصراع العربي – الإسرائيلي، عبر استغلال موقعها في مجلس الأمن الدولي من أجل "تشكيل تحالف دولي"، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لحماية الشعبين الفلسطيني واللبناني من حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان بدعم أميركي غربي، وفرض وقف لإطلاق النار، وبدء الإعمار العاجل لقطاع غزة. 

وتأتي هذه المطالب بعد تصريحات لوزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، قال فيها إن "ما يحدث في غزة من حرب إبادة جماعية متواصلة منذ ما يقرب العام، ومن امتداد لهذه الحرب إلى الضفة الغربية مؤخراً، وإلى لبنان، ما كان ليتم لو أن المجموعة الدولية فرضت على الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني ما فُرِض على غيره من إجراءاتٍ عقابية وتدابير ردعية نص عليها ميثاق الأمم المتحدة في فصله السابع".

ودعت "حركة مجتمع السلم" الجزائرية، على لسان رئيسها حساني عبد العالي شريف، السلطات، إلى بذل جهود سياسية وديبلوماسية وإعلامية وإنسانية لدعم ضحايا العدوان الصهيوني، محذراً، في خطاب له خلال تجمع جماهيري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الأقصى"، من أن انكسار المقاومة سيؤثر سلباً على الجزائر. 

وأضاف، في التجمع الذي شارك فيه وفد عن "حركة حماس"، بقيادة عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، أنه "علينا أن نبحث عن أدوار متقدمة في دعم المقاومة"، 

لافتاً إلى أن "الجزائر المستهدفة من قبل القوى المرتبطة بالمشروع الصهيوني، يتوجب عليها دعم المقاومة والعمل على انتصارها لأن مصيرها ومصير توجهاتها مرتبط بنتائج معركة طوفان الأقصى".

 وبدوره، اعتبر أبو مرزوق أن أحد أهم إنجازات معركة "طوفان الأقصى"، هو "وقف مشروع التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني والمخطط التوسعي لاستعمار المنطقة العربية تحت مسميات جديدة، وعزلة الكيان دولياً"، 

لافتاً إلى أن الكيان الصهيوني "لم يعد يجد من يدافع عنه في الأمم المتحدة مثلاً، سوى الولايات المتحدة الأميركية".

ومن جهته، حيّا عبد القادر بن قرينة، رئيس" حركة البناء الوطني"، في كلمة له خلال نشاط نظمه حزبه بمناسبة ذكرى "طوفان الأقصى"، المقاومة في فلسطين ولبنان،

 داعياً إلى "مزيد من التنسيق والإسناد ضمن محور المقاومة والعمل على معالجة الفجوة بين الحكومات والشعوب، خاصة تلك التي تتخذ مواقف مشرفة من القضية الفلسطينية". 

وأضاف أن سوريا قد "دفعت فاتورة دعمها للقضية الفلسطينية"، منتقداً، في الوقت نفسه، موقف "جامعة الدول العربية" إزاء التطورات، معتبراً أنها "أمضت شهادة وفاتها" عندما دعت إلى طرد سوريا من عضويتها، مشيراً إلى أن هذا القرار ساهم في تعميق الأزمة العربية.

في غضون ذلك، أحيت السفارة الإيرانية في الجزائر، ذكرى مرور سنة على" طوفان الأقصى"، بحضور رئيس "لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الإيرانية" وقيادات حزبية داعمة للمقاومة، الخميس الماضي. 

وخلال إحياء الذكرى، تم الترحم على أرواح الشهداء، وخاصة سيد شهداء المقاومة حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، و إسماعيل هنية، قائد "حركة حماس"، والمستشار العسكري الإيراني ، العميد عباس نيلفوروشان، حسبما أوردت صحف جزائرية.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد السفير الإيراني لدى الجزائر، محمد رضا بابائي، أن "العدو الصهيوني تمادى في إجرامه ووحشيته، وسط صمت وسلبية الدول والمنظمات التي تدعي وترفع شعارات السلام وحقوق الإنسان"، 

مشدداً على أن هذا العدو "ليس عدو الشعب الإيراني أو الفلسطيني أو الجزائري أو اللبناني أو العراقي أو السوري فقط، بل هو عدو كل الدول الإسلامية". 

كما شدد على أن المقاومة حق مشروع للشعوب ضد الاحتلال، وهي حق معترف به من جميع الدول وتكفله القوانين الدولية.