السيسي خلال لقاء عراقجي: لا بد من وقف التصعيد وعدم توسيع دائرة الصراع

 الرأي الثالث - وكالات

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحضور وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبد العاطي. 

وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء ركز على استعراض التطورات الجارية في المنطقة، حيث أكد السيسي الموقف المصري الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع، وضرورة وقف التصعيد، للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة.

وأكد السيسي في هذا السياق ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين. 

من جانبه، أعرب الوزير الإيراني، بحسب البيان الرسمي المصري، عن تقدير بلاده للجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة، مشيداً بالدور المصري في هذا الصدد على جميع المسارات.

كما نقل وزير خارجية إيران تحيات وتقدير الرئيس مسعود بزشكيان للسيسي، وهو ما ثمنه الأخير، وتم الاتفاق على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين. 

وهذه أرفع زيارة لمسؤول إيراني إلى مصر منذ عام 2014، عندما زار وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان مصر للمشاركة في مراسم تنصيب السيسي، عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، وكان وقتها مساعداً لوزير الخارجية للعلاقات العربية.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في منشور على منصة إكس، إن وزير الخارجية عباس عراقجي أجرى "مباحثات مفيدة للغاية" مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن التطورات الإقليمية. 

وأضاف أن الجانبين أكدا "ضرورة وقف الاعتداءات والجرائم في غزة ولبنان بشكل عاجل، ومنع التصعيد الخطير الذي قد يجر المنطقة بأكملها إلى حرب لها تداعيات مدمرة على جميع دولها، كما طالبا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين على الفور".

ووصل عراقجي في وقت سابق إلى القاهرة ضمن جولته في المنطقة، حيث كان في استقباله مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة محمد سلطاني، وأحد مساعدي وزير الخارجية المصري. 

وستتضمن مباحثات وزير خارجية إيران في القاهرة ترتيب زيارة ستكون الأولى من نوعها للرئيس بزشكيان للقاهرة.
 
وتمثل القاهرة أهم محطة في زيارة عراقجي في جولته الدبلوماسية المكثفة التي شملت معظم الدول العربية في المنطقة، بدءاً من لبنان وسورية، ومروراً بالسعودية وقطر، والعراق وعُمان، ووصولاً إلى الأردن ومصر ثم تركيا.

وما يميز زيارة عراقجي للقاهرة أن لها سياقات مختلفة أيضاً في ما يتعلّق بالعلاقات بين البلدين والجهود التي تبذل منذ أكثر من عام لإحياء العلاقات الدبلوماسية، وذلك إضافة إلى سياق التطورات الإقليمية الساخنة التي شكلت العنوان الأبرز في الحراك الدبلوماسي الإيراني الذي يقوده عراقجي منذ نحو أسبوعين تقريباً. وتشهد العلاقات المصرية الإيرانية نشاطاً تصاعدياً نحو مزيد من التنسيق بشأن قضايا الإقليم، إضافة لتطوير مستويات العلاقات الثنائية. 

ويتضمن جدول هذه الزيارة لوزير الخارجية الإيراني مباحثات بشأن ملف الوضع في منطقة البحر الأحمر واليمن، وتطورات الوضع في قطاع غزّة، والعدوان الإسرائيلي على لبنان، إضافة إلى مناقشة سبل وقف التصعيد في ظل الرد الإسرائيلي العسكري المحتمل على إيران، حيث من المقرر أن ينقل عراقجي رسالة نصية من الرئيس الإيراني بشأن التحركات الرامية إلى تهدئة الوضع في الإقليم.