لقاء مصري إسرائيلي رفيع المستوى في القاهرة لبحث التهدئة في غزة

الرأي الثالث - وكالات

لأول مرة منذ فترة طويلة، شارك مسؤولون عسكريون مصريون رفيعو المستوى في اللقاءات الخاصة بالوضع في قطاع غزة ومفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في القطاع، والتي تجرى بحضور قيادات المخابرات العامة المصرية، وجهازي الموساد والشاباك الإسرائيليين. 

ويأتي ذلك في أعقاب رحيل اللواء عباس كامل عن رئاسة الجهاز.

وشارك أمس الخميس مسؤولون عسكريون، تقدمهم مدير المخابرات الحربية وأحد مساعدي وزير الدفاع، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات العامة الجديد حسن محمود رشاد، في اجتماع مع رئيسي جهازي الموساد ديفيد برنيع، والشاباك رونين بار في القاهرة، لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة. يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر أمني أن فريقاً أمنياً مصرياً وعسكرياً رفيع المستوى، التقى رئيس الموساد ووفداً من الشاباك. 

وأضاف المصدر الأمني المسؤول، أن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية المكثفة لعودة المفاوضات، ووقف إطلاق النار، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأشار المصادر الأمني المسؤول إلى أن مصر أكدت للوفد الإسرائيلي رفضها للعملية العسكرية الجارية في شمال قطاع غزة، كما أن مصر حذرت من خطورة استمرار إسرائيل في إعاقة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. 

وكان آخر لقاء شارك فيه مسؤول عسكري مصري في لقاءات من هذا النوع عُقد في إبريل/ نيسان الماضي، حينما شارك الفريق أسامة عسكر رئيس الأركان المصري وقتها، إلى جانب رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل في لقاء في القاهرة، نظراً لحضور رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي الاجتماع، إلى جانب رئيس جهاز الشاباك رونين بار.

وكانت مصادر قد أكدت لـ"العربي الجديد"، عقب القرار الرئاسي بإنهاء خدمة اللواء عباس كامل من جهاز المخابرات العامة، أن هذا القرار ستكون ضمن تداعياته عودة إدارة بعض الملفات إلى الجهات التي كانت تديرها في السابق، 

مشيرة إلى أن أول تلك الملفات، هو عودة ملف المناطق الحدودية إلى المؤسسة العسكرية.

وأفاد موقع والاه العبري، في وقت سابق اليوم الجمعة، نقلاً عن مصادر مطّلعة لم يسمها، بأن برنيع زار القاهرة، أمس الخميس، إلى جانب ممثلين عن جهاز الشاباك، والتقى رئيس المخابرات المصري اللواء حسن رشاد. 

وهذا أول لقاء بين الاثنين منذ تولّي رشاد منصبه قبل نحو عشرة أيام.
 
وقالت مصادر الموقع العبري إن اللقاء تناول مساعي تجديد المفاوضات للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلية وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وذلك على خلفية اقتراح مصر "صفقة صغيرة"، تشمل إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل نحو أسبوعين من وقف إطلاق النار في القطاع. 

وجاءت زيارة رئيس الموساد إلى القاهرة بالتزامن مع قيام وفد قيادي من حركة حماس ترأسه خليل الحية، رئيس وفد التفاوض بالحركة، بزيارة خاطفة إلى القاهرة أمس.
 
وتأتي زيارة رئيس الموساد إلى القاهرة قبل زيارة أخرى متوقّعة إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد المقبل، وهو ما أكده مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليل الخميس الجمعة، رغم معارضة أقطاب في حكومته إبرام صفقة في هذه المرحلة. 

وجاء في البيان الذي نشرته مواقع عبرية، منها موقع واينت: "بتوجيه من رئيس الوزراء نتنياهو، سيتوجه رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة، يوم الأحد، لعقد اجتماع مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني). 

وستناقش الأطراف خلال اللقاء الخيارات المختلفة لتحريك المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) من أسر حماس، على خلفية التطورات الأخيرة".

وعرض رئيس الشاباك رونين بار، في جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، المقترح الذي عرضه عليه رئيس المخابرات المصري خلال لقاء بينهما في القاهرة قبل أيام، كخطوة أولى لاستئناف مفاوضات الصفقة، وينص على إطلاق سراح عدد من المحتجزين مقابل بضعة أيام من وقف إطلاق النار. 

وبحسب موقع والاه، أعرب وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، خلال جلسة الكابنيت، عن دعمهما للمقترح، فيما أعرب الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش عن معارضتهما. 

لكن كانت هذه مجرد مناقشة أولية، ولم يتم التصويت على هذه القضية ولا اتخاذ قرارات.

وعلّق مكتب نتنياهو على ما نشره موقع والاه بالقول: "رحب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باستعداد مصر للعمل على صفقة لإطلاق سراح المخطوفين. 

وفي أعقاب الاجتماعات التي جرت في القاهرة، وجه رئيس الوزراء رئيس الموساد للتوجّه إلى الدوحة والعمل على سلسلة من المبادرات المطروحة، بدعم من أعضاء الكابنيت". 

يذكر أن نتنياهو سبق أن أبدى مواقف مشابهة طوال فترة الحرب الممتدة منذ أكثر من عام، كان بعدها يحبط جهود التوصل إلى صفقة كلما اقتربت من التوصل إليها.