تركيا تشنّ حرباً جوية ضد «قسد»: 130 غارة تستهدف النفط والغاز

الرأي الثالث -  الأخبار

 واصل الطيران التركي الحربي والمُسيّر هجماته على عموم مناطق سيطرة «قسد» شمال وشمال شرق سوريا، مخلّفاً خسائر بشرية ومادية، وذلك بعد تبني حزب «العمال الكردستاني» هجوم «توساش» في أنقرة، الأربعاء الفائت، على رغم نفي «قسد» أي صلة لها بالهجوم.

 وتُعد موجة التصعيد الجوي الحالية هي الأعنف، منذ عملية « نبع السلام» التي سيطر فيها الجيش التركي والفصائل الموالية له على مدينتي رأس العين وتل أبيض وأريافهما في محافظتي الحسكة والرقة قبل سنوات.

وركّز الطيران التركي هجماته على حقول ومحطات وآبار النفط الممتدة من جنوب القامشلي وصولاً إلى أطراف المالكية في محافظة الحسكة، وبامتداد يتجاوز 100 كيلومتر، بالإضافة إلى محطات الكهرباء والغاز والمعامل، في تصعيد يهدف إلى تدمير البنى التحتية للمنطقة وإضعافها اقتصادياً.

وشملت الهجمات أبرز محطات وحقول النفط الرئيسية التابعة لمنطقة رميلان النفطية، في كلّ من حقول عودة والسويدية وسعيّدة والطفلة ومحطة تجميع النفط في منطقة تل عدس، وسط تقديرات بخسارة كميات كبيرة من إنتاجها.

بدورها، قالت « قسد» إنها « نفّذت هجمات على قواعد ونقاط للجيش التركي في كلّ من رأس العين في الحسكة ومنبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين في صفوف الجيش التركي»، 

لافتة إلى أن «هجماتها تقع ضمن حق الدفاع المشروع عن النفس في وجه الهجمات التركية”.

وأكدت مصادر ميدانية ، أن “تركيا وخلال أربعة أيام من الهجمات، نفّذت أكثر من 130 ضربة جوية على غالبية مدن وبلدات الشريط الحدودي الشمالي من المالكية وحتى أطراف مدينة حلب”، 

لافتة إلى أن “الاستهداف تم بنحو 120 ضربة بالطيران المُسيّر، و13 ضربة بالطيران الحربي، وأكثر من 550 قذيفة هاون ومدفعية». 

وبيّنت أن «هدف تركيا من الهجمات واضح، وهو إضعاف الإدارة الذاتية وقسد وتدمير البنى التحتية التي تديرها، وتجفيف كل مصادر تمويلها وخاصة النفط والغاز»، 

مشيرة إلى أن «القصف ألحق أضراراً مادية كبيرة تُقدّر بملايين الدولارات، بعد خروج العديد من المنشآت النفطية والخدمية عن الخدمة بشكل كلي أو جزئي».

 وأضافت أن «لدى تركيا خطة للقضاء التدريجي على قسد والإدارة الذاتية، عبر إضعافها اقتصادياً وخدمياً، إلى حين إنجاز ترتيبات الهجمات البرية»، مرجّحة أن «تركيا تعتقد بأنّها تمتلك مبررات كافية لشن هجوم بري بعد تبني حزب العمال رسمياً الهجمات»، 

مستدركة بالقول إنه «لا يوجد على الأرض أي تحركات أو تعزيزات توحي بذلك حتى الآن”.
 
وبدأت آثار الهجمات التركية تظهر على أرض الواقع، من خلال تأكيد مدير المحروقات في «مقاطعة الجزيرة في الإدارة الذاتية»، جوان إبراهيم، أن «عمليات توزيع الغاز والمازوت توقّفت بسبب القصف التركي وتضرر مراكز النفط التي تغذي 20 مدينة بالمحروقات»، مرجّحاً أن «يتم تخفيض ساعات تشغيل المولدات الكهربائية خلال الفترة القادمة”.

كما اعتبر الرئيس المشترك لـ”هيئة الدفاع في الإدارة الذاتية”، عصمت حسن، أن “الإدارة الذاتية ترى في الصراع القائم في تركيا شأناً داخلياً، وليس مسألة سورية، ولا علاقة للإدارة الذاتية به، ومناطقنا ليست جزءاً منه”.

وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام كردية أن «تركيا تتذرّع بهجوم توساش لاستهداف المنطقة، وتستمر بهجماتها لتصدير أزماتها الداخلية»، داعياً إلى «تشكيل لجنة دولية لمراقبة الحدود السورية - التركية من مدينة المالكية وحتى منبج”.

بدوره، نفى القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، في تسجيل مصوّر بثته “قسد” على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أي ارتباط “لقواتنا بعملية أنقرة، ولم يدخل أي شخص من مناطقنا إلى الأراضي التركية”، داعياً “الدولة التركية إلى تقديم دليل على اتهاماتها بخصوص ذلك”.

 وكشف أن “لدينا قراراً في قيادة قسد بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية على أراضي تركيا، وساحة عملنا الوحيدة هي سوريا”، معتبراً أن “الهجوم التركي لا يستهدفنا فقط، إنما يستهدف من يعمل معنا سواء التحالف أو روسيا”. 

ورأى عبدي أن “تركيا تحاول منذ خمس سنوات احتلال المزيد من مناطقنا، ولكنها لم ولن تنجح في مسعاها”، لافتاً إلى أن “الهدف الرئيسي من الهجمات هو القضاء على الإدارة الذاتية، وإضعاف الأمن والاستقرار في مناطقنا”.

من جهتها، قالت مصادر أمنية تركية في تصريحات إعلامية، إن «جهاز الاستخبارات التركي سيواصل عملياته ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق  من دون انقطاع، حتى تحقيق الأهداف المخطّط لها»، 

مؤكدة استهداف 120 موقعاً لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب حتى ليل الجمعة”.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد ذكر أن «منفّذي هجوم أنقرة يتبعان لحزب العمال الكردستاني، وتسلّلا إلى تركيا من الحدود مع سوريا”.

أيهم مرعي