استئناف مفاوضات الدوحة اليوم : مقترح «صفقة جزئية» على الطاولة

الرأي الثالث -  وكالات

 بعد اجتماعات أجرتها القاهرة مع وفد حركة «حماس» ورئيسه القيادي خليل الحية الذي زارها الخميس، تُستأنف اليوم الأحد، في الدوحة، مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة إسرائيلية - أميركية، وبجدول أعمال متركز حول مقترح «الصفقة المصغرة»، والتي تنص على إرساء التهدئة وإنفاذ المساعدات لأيام، في مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين. 

واستبقت مصر المفاوضات المشار إليها بلقاءات مكثفة واتصالات مع المسؤولين الإسرائيليين، وسط تفاؤل حذر بما وصفه المسؤولون المصريون بـ«الترحيب الإيجابي» من قِبل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، باستئناف التفاوض.

 إذ تخشى القاهرة من أن يكون موقف نتنياهو بمنزلة «مناورة جديدة من أجل إضاعة مزيد من الوقت»، وسط «مخاوف من فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، بما سيجعل الأمور تتعقد أكثر سواء في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان»، بحسب ما أفاد به مسؤولون مصريون .

وينص مقترح الصفقة على «الإفراج عن عدد محدد من الأسرى الإسرائيليين داخل قطاع غزة، في مقابل شحنات غذاء ومساعدات طبية ستدخل إلى القطاع وتحديداً شماله».

 وإذ يتكتّم المسؤولون المصريون على مزيد من تفاصيل المقترح، فهم يوضحون أن الأخير «لا يتضمن أي رؤى مستقبلية واضحة للتعامل مع الوضع في قطاع غزة».

 ورغم تأكيد هؤلاء «وجود فرصة حقيقية لإنهاء الحرب، إلا أن القاهرة تخشى من التصرفات المفاجئة التي تعيق المفاوضات في اللحظات الأخيرة»، في الوقت الذي «لا تزال تعوّل فيه على الولايات المتحدة»، التي زار وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، المنطقة أخيراً، من أجل إحداث خرق في جدار المفاوضات العالقة.

وخلال اليومين الماضيين، زار وفد من «الشاباك»، القاهرة، للمرة الثانية، بعد زيارة سابقة أجراها إليها رئيسه، رونين بار. 

كما ناقش رئيس جهاز المخابرات المعيّن حديثاً، حسن رشاد، ومسؤولون آخرون، مع رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، عدداً من التفاصيل حول مقترح الصفقة وآليات تنفيذه. 

وفي هذا الإطار، يعتقد مسؤولو المخابرات المصرية أن «من شأن تحديد القضايا التي ستطرح على طاولة مفاوضات الدوحة بشكل دقيق، أن يجعلها قابلة للتنفيذ فوراً في حال وجود إرادة لذلك»، خصوصاً أن المقترح «يشمل بعض الأسرى من مزدوجي الجنسية».

وفي السياق ذكرت وسائل إعلام عبرية، السبت، أنّ رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع سيتوجه، البوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. 

وذكرت القناة "12" العبرية الخاصة أنّ "رئيس الموساد سيطير، الأحد، إلى قطر بهدف إجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى والرهائن مع حماس، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار".

وأفادت القناة على موقعها الإلكتروني بأنّ برنيع "سيلتقي رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة لوضع مخطط جديد لصفقة الرهائن بعد مقتل السنوار".

وكان ذوو الأسرى الإسرائيليين قد طالبوا نتنياهو بمنح الفريق المفاوض تفويضاً واسعاً للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى في قمة الدوحة. 

وأعلن الأهالي، في بيان على منصة «أكس»، أنهم سينظمون، الأحد، تظاهرات للضغط في هذا الاتجاه على نتنياهو، مشددين على أنه «لا بد من التوصل إلى اتفاق فوري لاستعادة الجميع، وإنقاذ حياة المختطفين الأحياء، وإعادة الموتى والقتلى إلى دفنهم اللائق في بلدهم».

 وأشار هؤلاء إلى أنه «إلى جانب المظاهرة الضخمة في تل أبيب، ستكون هناك عشرات المسيرات والوقفات الاحتجاجية الأخرى في جميع أنحاء البلاد»، 

علماً أن تلك التظاهرات ستتزامن مع الفعاليات التي حدّدتها الحكومة الإسرائيلية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر. 

وحذّرت عائلات الأسرى من مزيد من المماطلة بشأن إبرام صفقة، لافتة إلى أنه «في المفاوضات السابقة، كلف التباطؤ حياة» عدد من الأسرى.

والسبت، قال مصدر قيادي في حركة حماس ، إن "الحركة كانت ولا تزال تتعامل مع مقترحات وقف النار بغزة ومع جهود الوسطاء، سواء المصريين أو القطريين، بكل إيجابية"، مضيفاً: "لدينا خطوط حمراء أبلغنا بها كل الوسطاء على مدار الفترة الماضية، وهي تتعلق بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة كل النازحين إلى أماكن سكنهم من دون تفرقة بين الشمال والجنوب، 

وكذلك إدخال ما يلزم لشعبنا من إغاثة وإعادة إعمار".
 
وقال المصدر ، إنه "في نهاية المطاف، سيتم الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفق مفاتيح يُتفّق عليها بيننا وبين الاحتلال عبر الوسطاء، لكننا في الحقيقة نرى أن الاحتلال لا يزال مصراً على تعنته وإجرامه بحق شعبنا، وكل حديث عن هدوء أو تهدئة مجرد فقاعات غير متوافقة مع ما يحدث على أرض الواقع من مجازر".

ويأتي ذلك في وقت يتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمختلف مناطق محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي جيش الاحتلال لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري. 

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، 

بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
 
ورغم تواصل جهود وساطة قطر ومصر منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو آخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، يواصل نتنياهو وضع شروط جديدة تشمل "استمرار السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفي) الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)".

من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق. وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير بقطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.