أميركا تستنفر قواعدها في سوريا وسط استقدام تعزيزات عسكرية برية وجويّة
الرأي الثالث - الأخبار
تشهد القواعد الأميركية في سوريا استنفاراً متواصلاً، مع استقدام شبه يومي للتعزيزات العسكرية البرية والجويّة، تحسباً، على الأرجح، للردّ الإيراني المحتمل، وسط مخاوف من أن يطاول الأخير قواعد واشنطن في سوريا والعراق.
وبدا الاستنفار المشار إليه واضحاً، بعدما زادت التحركات غير الاعتيادية للأميركيين في اليومين الماضيين، في كلّ من الحسكة ودير الزور، هادفةً، بشكل رئيسي، إلى تحصين القواعد الأميركية، بمزيدٍ من الأسلحة والمعدات.
واستقدم « التحالف» الدولي، تعزيزات عسكرية جوية، السبت والأحد، إلى كلّ من قاعدة «الشدادي» في ريف الحسكة الجنوبي، وقاعدة «خراب الجير» في ريف الحسكة الشمالي.
كما وصلت نحو 30 شاحنة من الأسلحة والمعدات المختلفة، براً، عبر «معبر الوليد» الذي يربط سوريا بالعراق.
على أن التعزيزات الأخيرة شملت، أيضاً، العديد من الآليات الخاصة بنقل الجنود، ما يعكس رغبة في تكثيف الدوريات البرية في أرياف دير الزور، لرصد أيّ تحركات برية محتملة ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وإلى جانب تنفيذ المروحيات والمُسيّرات الأميركية دوريات جوية فوق قواعدها في «حقل العمر» ومعمل غاز «كونيكو» في ريف دير الزور وقاعدة «الشدادي»، لمراقبة أي تحركات تجري في محيطها، أو في الضفة المقابلة لها من نهر الفرات، والتي يسيطر عليها الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة التابعة له،
جدّدت المدفعية الأميركية المتواجدة في كلّ من قاعدتي «العمر» و»كونيكو» اعتداءاتها على قرى واقعة في الأطراف الشمالية والشمالية الشرقية لمدينة دير الزور، والتي يُرجّح أن المقاومة تستهدف القواعد الأميركية منها.
وتعقيباً على ذلك، تؤكد مصادر ميدانية ، أن «القواعد الأميركية غير الشرعية، بما في ذلك قاعدة التنف، تشهد استنفاراً وتتخذ إجرءات احترازية إضافية، تشمل تشغيل غالبية أنظمة التعقب والمراقبة والكاميرات الحرارية داخلها، تخوفاً من تعرضها لضربات متزامنة»، بعدما أصبحت واشنطن «تترقب الردّ الإيراني المتوقع على إسرائيل، وتتحسب أن يشمل قواعدها في سوريا أيضاً».
وتردف المصادر أنّ «استهداف قاعدتي (العمر) و(كونيكو)، والذي وقع تزامناً مع الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، ساهم في تأجيج تلك المخاوف»، مرجّحةً أن «تشهد الفترة القادمة تصعيداً إضافياً من جهة فصائل المقاومة على مختلف القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا».
ويصبح التوجّس الأميركي الأخير مفهوماً، بالنظر إلى الارتفاع الواضح في عدد الاستهدافات التي طاولت قواعد واشنطن في سوريا، والتي بلغت 13 استهدافاً في شهر تشرين الأوّل وحده، وسط مخاوف من مزيد من التصعيد هذا الشهر، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان.
وتضاف إلى ذلك، الخشية من أن يشمل الردّ الإيراني القواعد الأميركية في سوريا، خاصّة بعد اتهام العديد من المسؤولين الإيرانيين، في تصريحاتهم العلنية أخيراً، واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل في اعتداءاتها على الأراضي الإيرانية.
أيهم مرعي