العدو يعيد تموضعه في جباليا: طريق عودة النازحين مقطوع

الرأي الثالث - وكالات

دخلت حرب غزة يومها الـ396 على التوالي، وسط تواصل القصف الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع، وتحديداً في مناطق الشمال التي لم يستثن القصف شيئاً فيها، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإيواء، إذ أصيب ستة أطفال، بعد استهدف قوات الاحتلال الطابق الثالث من مستشفى كمال عدوان، ما دفع منظمة الصحة العالمية للتنديد باستمرار الهجمات على المستشفيات وإلحاق الأذى بالمرضى، واصفة الأمر بـ"المروع".

وبعد ثلاثة أيام من الإعلان عن الزج بـ«لواء كفير» للمشاركة في العملية البرية المستمرة في شمال قطاع غزة منذ شهر كامل، أعاد جيش العدو، أمس، انتشاره في كل مناطق الشمال التي توغّل فيها. 

إذ تراجعت الآليات من وسط مخيم جباليا ومنطقة الفاخورة غرب المخيم، ومنطقة الصفطاوي، وأبقت على تمركزها في النقاط التي تسمح لها بقطع الطريق أمام عودة النازحين إلى المخيم، 

علماً أنها تواصل فرض طوق ناري في كل مناطق الحيّز الجغرافي للعملية، والأحياء المحيطة بها. 

لكن هذا التراجع الذي ترافق مع بضع ساعات من الهدوء الاستثنائي، انقلب في وقت لاحق أمس، حيث استهدفت طائرات الـ«كواد كابتر» التي تحمل قنابل مقذوفة، الطابق الثالث من مستشفى «كمال عدوان» مجدداً، وأطلقت عدداً كبيراً من القذائف في اتجاه تجمعات المواطنين ومراكز الإيواء. 

كما واصلت ارتكاب المجازر الجماعية، عبر تقصّدها استهداف المنازل المتعددة الطبقات، والتي تؤوي المئات من النازحين. إذ قصفت منزلاً لعائلة الرضيع، وآخر لعائلة شاهين كانا يؤويان المئات من النازحين، ما تسبّب في وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.

وقفز هذا النسق من الإبادة الجماعية بأعداد الشهداء، منذ بداية الهجوم على جباليا ومحافظة شمال القطاع، إلى 1800 شهيد، إلى جانب المئات من المصابين وأكثر من 600 معتقل،

في غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال استخدم "سلاح التجويع" في شمالي القطاع، بعدما تعمّد تجويع قرابة 400 ألف إنسان، بينهم أكثر من 100 ألف طفل، ومنع عنهم الطعام والماء والدواء وحليب الأطفال، 

مشيراً إلى أن "محافظة شمال قطاع غزة محافظة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى".  

وفي آخر إحصائياتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع وصل إثرها إلى المستشفيات 33 شهيداً و156 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43.374 شهيداً و102.261 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 فيما تقدّر مصادر طبية ، أن تتجاوز أعداد الضحايا كل ما ذكر حتى اللحظة، لا سيما أن المئات من الشهداء تُركوا أسفل منازلهم بسبب تعطّل عمل وحدات الإسعاف والدفاع المدني. 

وتقول المصادر: «إننا نتحدّث عن منازل تقصف ويموت كل من بداخلها، ولا تصل إلينا أخبارهم إلا بعد يوم أو يومين. ما نعيشه في شمال القطاع كارثي جداً. نحن نُباد بالمعنى الحرفي للكلمة».


 
في مقابل ذلك، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ عدد من المهمات القتالية. إذ تحدّثت «كتائب القسام» عن تمكّن مقاوميها من استهداف قوة راجلة تحصّنت داخل أحد المنازل في محيط مركز إيواء «اليمن السعيد» في مخيم جباليا. 

وقالت الكتائب إن المقاومين أطلقوا قذيفتي «أر بي جي» و«تاندوم» على القوة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. 

كما أبلغت عن استهداف مقاوميها لحاجز «نتساريم» بقذائف الهاون، وبثّت مقطعاً مصوراً أظهر تمكّن المقاومين من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار بأربعة جنود ودبابة «ميركافا»، في حي القصاصيب وسط مخيم جباليا.

 ووفقاً لبيان «القسام»، فإن الجنود الأربعة كانوا هاربين من منزل استهدفه المقاومون بقذيفة «تي بي جي»، وحينما اقتربوا من الدبابة فجر المقاومون بها العبوة. 

كذلك، نشر «الإعلام العسكري» التابع للكتائب مقطعاً مصوراً أظهر إطلاق المقاومين رشقة صاروخية من عمق مناطق شمال غزة المحاصرة في اتجاه مستوطنة «سديروت». 

وبدورها، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير عبوة ناسفة من نوع «ثاقب»، بآلية عسكرية قرب موقع الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا.