تصاعد احتمالات استهداف العراق: السوداني يفشل في كبح الفصائل

الرأي الثالث - وكالات 

أفاد قيادي بارز في «الإطار التنسيقي» بأن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، لم يفلح في إقناع الفصائل المسلحة المتصدية لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية ضد العدو. 

مشيراً،   إلى أن السوداني «كثّف جهوده في التواصل مع أكثر من طرف للضغط على إسرائيل بغرض دفعها إلى التراجع عن تهديداتها بقصف مواقع عراقية، في مقابل عدم السماح لإيران باستخدام أرض بلاد الرافدين ساحة للرد على تل أبيب».

 وأكد القيادي أن «الحكومة تواجه حالياً تحدياً صعباً في إنجاح مسعاها إلى التهدئة، في ظل وجود فصائل تهدّد وتتوعد بقصف المصالح الأميركية والصهيونية، لكن في الوقت نفسه لا تُلام المقاومة لكونها تتصدى لجرائم الاحتلال». 

وكانت قد نقلت منصات مقربة من الحكومة أن الأخيرة في تواصل مستمر مع دول عدة، ومنها الولايات المتحدة، بهدف تحييد العراق عن ساحة الصراع، وذلك تجنباً لهجوم إسرائيلي يبدو وشيكاً على العراق، محذرة من استهداف منشآت نفطية أو موانىء، كما حصل في دول أخرى.
 
وسبق أن توقّع كثيرون أن يسعى رئيس الحكومة إلى الضغط على الفصائل عبر رجال دين مؤثرين كالمراجع، بينما يرى آخرون أن الحرب ضد العدو الإسرائيلي باتت ضرورة في ظل توسّع عدوانه على المنطقة، وتعنّته بعدم القبول بوقف إطلاق النار. 

وفي السياق قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت ، اليوم الثلاثاء، إن العراق تلقى المزيد من المعلومات والمؤشرات بشأن نية عدوان ينفذه الاحتلال الإسرائيلي على البلاد، في وقت جددت الفصائل العراقية المتحالفة تحت عنوان "المقاومة الإسلامية"، موقفها الرافض لوقف عملياتها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، والتي تنفذها بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ.

وأشار وتوت إلى أن العراق تلقى "تهديدات مباشرة وغير مباشرة بهذا الصدد (عدوان إسرائيلي). قرار الحرب والسلم بيد الدولة العراقية، والدولة لا تريد أي حرب مع الكيان الصهيوني، وهي تريد منع أي مساعٍ صهيونية لجر العراق إلى الحرب". 

وأضاف النائب العراقي أن "الخشية الحكومية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت وفق معلومات ومعطيات تؤكد وجود نية للاحتلال الإسرائيلي بضرب أهداف داخل العراق، ولهذا تم اتخاذ الكثير من الخطوات والاستعدادات على المستوى الأمني والعسكري لمواجهة أي عدوان أو طارئ قد تتعرض له البلاد خلال الأيام المقبلة".

من جهته، أكد المستشار العسكري السابق بوزارة الدفاع اللواء الركن صفاء الأعسم ، أن "التهديد الإسرائيلي حقيقي، والعدوان الصهيوني على العراق، قادم بما لا يقبل الشك، لكن الكيان ينتظر الوقت والفرصة المناسبة لذلك، خصوصاً مع استمرار عمليات الفصائل العراقية بالهجمات اليومية على الأراضي المحتلة". 

وأضاف الأعسم أن "الحكومة العراقية عملت بشكل حقيقي طيلة الفترة الماضية لعدم منح الاحتلال ذريعة لشن أي عدوان، لكن هذا الأمر لن يجدي نفعاً خاصة أن إسرائيل تريد توسعة دائرة الصراع مع كل الدول القريبة والحليفة لإيران".

وبيّن المستشار العسكري السابق أن "العراق لغاية الآن لا يملك منظومات دفاع جوي حقيقية يمكن أن تتصدى لأي هجوم إسرائيلي مرتقب، ولهذا الضرباتُ الإسرائيلية ستكون ناجحة بضرب الأهداف المحددة، سواء مقرات فصائل أو قيادات، بسبب عدم وجود سلاح جو رادع لأي انتهاك إسرائيلي سواء بالصواريخ أو الطيران الحربي أو حتى الطيران المسيّر المتطور".
 
إلى ذلك، قال القيادي البارز في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي ، إن "أي عدوان صهيوني على الأراضي العراقية سيلاقي رداً عسكرياً ونوعياً غير مسبوق ونملك القدرات الكافية ذلك". 

وبيّن الزيدي أن "إسرائيل تريد إيصال رسائل تهديد إلى الفصائل عبر التقارير الإعلامية بأنها ستستهدف العراق من أجل إيقاف عمليات الفصائل اليومية بدك معاقل الاحتلال، وهذه التهديدات لن توقف العمليات، بل سوف تزيد من الثبات والإصرار على مواصلة العمليات الجهادية وتصعيدها ضد هذا الكيان الغاضب".
 
واعتبر أن عمليات الفصائل "تكليف وطني وشرعي، ولا يمكن لأي جهة منعنا من ممارسة هذا الدور الجهادي في نصرة غزة ولبنان، ولهذا العمليات مستمرة، ولم ولن نهتم لأي تهديد أو وعيد صهيوني، والعمليات باقية وتتصاعد مع استمرار مجازر الكيان بحق لبنان وغزة".

والأحد، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن إسرائيل حذرت بغداد من استخدام الفصائل الأراضي العراقية لتوجيه ضربات ضدها، مضيفة أن "تل أبيب حددت أهدافاً في العراق لضربها إذا استمرت تلك الفصائل في مهاجمة دولة الاحتلال". 

وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي فادي الشمري، أمس الاثنين، أن "العراق لا يريد أن تتحول أرضه إلى مسرح عمليات لأي طرف، وفي الوقت نفسه لا يمكن استبعاد إمكانية حصول ضربة إسرائيلية للعراق، لكننا لا نريد إعطاء مبررات لإسرائيل للقيام بذلك".

وأضاف الشمري أن "الحكومة العراقية تتحرك سعياً لعدم إعطاء مبرر لإسرائيل لاستهداف الأراضي العراقية، خاصة أن إسرائيل تسعى لزيادة رقعة الصراع في المنطقة". 

وتعلن الفصائل المسلحة في العراق بشكل شبه يومي، مهاجمة أهداف إسرائيلية مختلفة، مع تأكيد استمرار عملياتها بضرب الأهداف الحيوية في الأراضي المحتلة. 

وتنفذ فصائل عراقية مختلفة، الهجمات بواسطة الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز المطوّرة، وتستهدف بالمجمل مواقع عسكرية للاحتلال في الجولان، وحيفا، وأم الرشراش (إيلات)، وغيرها.

وتتألف من فصائل عدة، أهمها كتائب سيد الشهداء، وكتائب حزب الله، وأنصار الله الأوفياء، وكتائب الإمام علي، والنجباء، وتنفذ هجماتها على الأهداف الإسرائيلية عبر الأراضي العراقية الحدودية المحاذية لكل من الأردن وسورية. 

وتتعهد الفصائل في العراق بمواصلة عملياتها حتى انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، وتوعدت أخيراً في بيان لها، بمواصلة تلك الهجمات بواسطة الطائرات المسيّرة المفخخة وصواريخ الكروز المطورة التي تطلق عليها اسم "الأرقب"، وهو نوع من الصواريخ الذي يصل إلى مديات تُقدَّر بنحو 700 إلى 800 كيلومتر وبرأس حربي متفجر طورته مصانع تلك الفصائل خلال سنوات ماضية.