دفاعات جوية جديدة إلى سوريا: واشنطن تواصل تحصين قواعدها

الرأي الثالث - الأخبار

 شهدت أرياف دير الزور الواقعة على خط التماس بين الجيش السوري و»قسد» ومن خلفها القوات الأميركية، هدوءاً حذراً، أعقب شهراً من التصعيد العسكري الذي بدأته فصائل المقاومة ضدّ الوجود الأميركي. 

ويبدو أن هذه الفصائل تراقب موقف الإدارة الأميركية الجديدة من الانسحاب من سوريا، في ظلّ تسريبات لنواب أميركيين عن وجود نيّة للانسحاب من هذا البلد، بعد تولّي دونالد ترامب مهامّه الرئاسية رسمياً.

وعلى رغم الهدوء المستمر منذ نحو أسبوع، والذي ترافق مع تعليق الهجمات على قواعد واشنطن في سوريا، إلا أن القوات الأميركية واصلت استقدام تعزيزات عسكرية برية وجوية إلى مختلف قواعدها في الحسكة ودير الزور. 

وفي هذا الإطار، وصلت، أول أمس، 20 آلية محمّلة بمختلف صنوف الأسلحة والمعدات العسكرية واللوجستية من معبر الوليد غير الشرعي مع العراق، لتوزيعها على القواعد الأميركية الموجودة شمال شرق سوريا. 

كما هبطت 6 طائرات شحن عسكرية داخل قاعدتَي «خراب الجير» في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، و»قسرك» في ريف الحسكة الشمالي الغربي، خلال اليومين الماضيين، محمَّلة بأسلحة وذخائر متنوعة، من بينها معدات خاصة بالدفاع الجوي.

ويأتي هذا الاستنفار في ضوء توجّس القوات الأميركية من تصعيد فصائل المقاومة ضدّها، أو لجوء إيران إلى الرد على إسرائيل. 

ووفقاً لمصادر ميدانية ، فإن «واشنطن نقلت، للمرة الأولى منذ فترة، معدات عسكرية متطوّرة، من بينها صواريخ مضادة للطائرات، بالإضافة إلى بطاريات دفاع جوي إلى قاعدة خراب الجير، ومنها إلى القواعد الأهم في العمر وكونيكو في ريف دير الزور»، 

مشيرة إلى أن «التعزيزات الأميركية لا تكاد تتوقّف في اتجاه القواعد، من أجل تحصينها دفاعياً، لمنع وصول مُسيّرات المقاومة وصواريخها إليها». 

ولفتت المصادر إلى أن «واشنطن لا تزال عاجزة عن خلق نظام دفاع داخل القواعد يضمن إسقاط أيّ هدف جوّي أو برّي، بسبب قدرات المقاومة ولجوئها إلى المناورة في الاستهدافات»، 

معتبرة أن «قدرة المقاومة على الوصول إلى القواعد تقلق الأميركيين لجهة الخوف من وقوع خسائر بشرية، وهو ما سيغيّر حساباتها حتماً».

 كذلك، نفت المصادر وجود «أيّ صلة بين التعزيزات العسكرية، وما تنشره بعض وسائل الإعلام عن نوايا أميركية لشن عملية برية هجومية لاحتلال ما يُعرف بالقرى السبع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي يسيطر عليها الجيش السوري، على رغم وجود عربات نقل جند ضمن المعدات»،

 لافتة إلى أن «القرى السبع منطقة تشهد تواجداً روسيّاً وفيها مركز تنسيق مصالحة، ولا توجد أيّ مؤشرات إلى أيّ تغيّرات ميدانية فيها».

أيهم مرعي