الاحتلال الإسرائيلي يشنّ سلسلة غارات تستهدف عدة بلدات في الجنوب اللبناني

الرأي الثالث - وكالات

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد أكثر من 20 شخصاً وإصابة 6 آخرين، معظمهم من الأطفال، من جرّاء العدوان الإسرائيلي على بلدة علمات قضاء جبيل، شمال بيروت، اليوم.
 
 وقال مصدر امني إنّ فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن مفقودين تحت أنقاض المنزل الذي دمّره الاحتلال في البلدة.
 
 وفي البقاع، ذكر مصدر أنّ غارة إسرائيلية استهدفت سهل سرعين، وأخرى استهدفت مدينة بعلبك. 
 
وقد ارتفع عدد الشهداء إلى 3 والجرحى إلى اثنين في الحصيلة النهائية لغارة الاحتلال، ليل أمس السبت، على مشغرة في البقاع الغربي، بحسب ما أكدت وزارة الصحة. 
 
وأشارت الوزارة إلى أنّ الحصيلة النهائية لغارة الاحتلال، أمس السبت، على سحمر في البقاع الغربي، وصلت إلى شهيد و4 جرحى. 

من جهتها، قالت مصادر في الجنوب، إنّ غارة إسرائيلية استهدفت أحد الأحياء الشمالية لجديدة مرجعيون.

وأشارت إلى أنّ الاحتلال نفّذ تفجيرات قرب مجرى نهر الوزاني جنوبي قرية الغجر.
 
 كما لفتت إلى أنّ الاحتلال نفّذ غارة من مسيّرة على منطقة واقعة بين كفرتبنيت وأرنون، إضافة إلى قصف مدفعي على بلدتي بيت ليف وأطراف عين إبل.

وفي قضاء صيدا، ذكر مصدر أن 3 شهداء ارتقوا من الدفاع المدني للهيئة الصحية الإسلامية من جراء غارة استهدفت بلدة عدلون اليوم. 

كما استهدف قصفاً مدفعياً إسرائيلياً أطراف بلدات الحنية والقليلة وصديقين والخيام في جنوب لبنان.

حيث أنّ 15 شهيداً ارتقوا وسقط جرحى من جرّاء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بلدة دير قانون رأس العين في قضاء صور، مساء أمس السبت. 

جمود يخيّم على العملية البرّية في الجنوب: جيش العدو يدفع باتجاه التسوية خشية قتال أوسع

ومنذ عدة أيام، لم تُقدم قوات العدو الإسرائيلي، في المنطقة الحدودية، على أي تحرّكات جدّية جديدة، باتجاه أيّ من محاور التوغّل المفترضة أو التي عملت فيها خلال الأسابيع الفائتة. 

بينما قصفت المقاومة تجمّعات ونقاط تموضع قوات العدو، سواء على أطراف القرى الحدودية التي لا يزال جنود العدو في أطرافها، أو داخل المستوطنات. 

وجعلت الوضعية، قوات العدو عرضة لنيران المقاومة بشكل دائم، عبر الصواريخ والقذائف والمُسيّرات، حتى إنه تم استهداف التجمّع نفسه، مرات متتالية على طول الحدود من الناقورة إلى مزارع شبعا المحتلّة، ما يدفع قيادة العدو إلى حسم خيارها، بإنهاء العملية العسكرية البرّية، أو توسيعها باتجاه خط القرى الثاني في الجنوب، حيث يُتوقّع أن تقع المواجهات الأكثر ضراوة بين المقاومين وجنود العدو.

وفي انتظار القرار السياسي، فإن قوات الاحتلال لا يمكن لها البقاء طويلاً في مواقع انتشارها الحالي، وهي بحاجة إلى التحرّك، إما الى الخلف، أو إلى الأمام. 

ومن هنا، ينتظر الجيش قرار الحكومة بخصوص الخطوة التالية. وهذا ما تحدّث عنه رئيس هيئة الأركان في جيش العدو، هرتسي هاليفي علناً، قبل أيام، حين قال إن القوات جاهزة لتنفيذ الخطوة التالية، في موازاة الاتصالات السياسية. 

كما هذا ما عبّر عنه مراسلو وسائل الإعلام العبرية، المقرّبون من هيئة الأركان، والذين روّجوا لمزاعم أن جيش العدو أنهى مهمته برياً، أو يكاد، وهنالك حاجة إلى تحرّك المستوى السياسي بالاتجاه الدبلوماسي، للوصول إلى تسوية. 

وقالت «القناة 13» إن «الجيش يقترب من إعلان انتهاء العملية البرية»، وإن «التقديرات تشير إلى أن أكثر من 90% من العمليات البرّية للجيش في لبنان قد انتهت (...) ولكنّ الجيش لن يُعلن انتهاء العملية البرية قبل التوصّل إلى اتفاق سياسي». 

ومع أن الكلام المنسوب إلى جيش الاحتلال بقرب انتهاء عمليّته البرية ليس بجديد، إلا أنه قُرئ على أنه رسالة من الجيش إلى الداخل الإسرائيلي، لأجل دعم توجّه حاضر لدى المؤسسة الأمنية يدعم الذهاب إلى تسوية سياسية. 

مع وجود مؤشرات إلى أن جيش الاحتلال لم يعد يملك بنكَ أهداف نوعياً في لبنان، وأنه لا يريد المغامرة بمواجهات ميدانية من دون أهداف واضحة، خصوصاً بعد المقاومة الشديدة التي واجهها في قرى الحافة. 

ويقول مراقبون إن «السردية التي قامت قبل شهر حول انهيار حزب الله، لم تعد موجودة في أي خطاب إسرائيلي رسمي أو عسكري أو سياسي»، وإن «الجيش يقول إن الحكومة قادرة على تسويق الاتفاق، بعدما حقّق الجيش إنجازات كبيرة»، وإن «ما تمّ تحقيقه يضمن عدم قدرة حزب الله على القيام بعملية شبيهة بعملية طوفان الأقصى في الشمال».

 لكنّ هذه السردية تشمل أيضاً كلاماً واضحاً عن أن حزب الله يستعيد عافيته، وأن المهمّ الآن، هو «الحصول على مكاسب تتعلّق بالترتيبات الأمنية على الحدود، وعدم الذهاب إلى رفع مطالب لا يمكن تحقيقها، لأن عودة السكان إلى الشمال لن تكون ممكنة من دون اتفاق سياسي مع لبنان». 

ونقلت «القناة 14» عن مصادر أمنية، قولها إن «إيقاف إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان يتم عن طريق تسوية سياسية فقط»، 

وكشفت «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن «حزب الله أطلق صواريخ نحو إيفن مناحم، تقريباً من خط الحدود، ومن أماكن كان يُفترض أن الجيش الإسرائيلي أنهى العمل فيها». 

وجرى تداول مقطع فيديو، على منصات تواصل المستوطنين، التُقط من داخل المستوطنات، يُظهر انطلاق صواريخ من منطقة حدودية قريبة داخل لبنان.
 
من جهتها قصفت المقاومة أمس تجمعات العدو في مستوطنات المنارة والمطلة وأفيفيم وموقع العباد وجنوب مارون الرأس بصليات صاروخية. كما شنّت هجوماً بالمُسيّرات الانقضاضيّة على تجمع للجنود شرقي مارون الرأس. كما استهدفت قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال حيفا، وقاعدة ‏ميرون لإدارة العمليّات الجويّة، ومرابض المدفعيّة في هغوشريم والبغدادي. 

كما تمكّن مجاهدو المقاومة من إسقاط مُسيّرة «هرمز 450» بصاروخ أرض – جو، وسقطت في بلدة دير سريان، ومن ثم قام الطيران الحربي المعادي بالإغارة عليها.

وفي إطار ‏سلسلة «عمليات خيبر» النوعية، استهدفت المُقاومة أول أمس، قاعدة حيفا التقنيّة (وهي قاعدة تتبع لسلاح الجو، وتحوي كليّة تدريب لإعداد التقنيين)، وقصفت للمرة الأولى مصنع «ملام» العسكري (صناعات ترتبط بمنظومات الدفاع الجوّي والصاروخي)، يبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 132 كلم، جنوبي مدينة تل أبيب، بصليتين من الصواريخ النوعية. 

ويوم أمس، وللمرّة الأولى أيضاً، شنّت المقاومة هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة عين خوزلوت (قاعدة اتصالات عسكرية)، التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 55 كلم، جنوبي بحيرة طبريّا، وقد أصابت أهدافها بدقّة.

وتابعت المقاومة، في إطار استراتيجية منع عودة المستوطنين إلى الشمال، وتهجير من بقي منهم، قصف مستوطنات الشمال عموماً. 

وأمس قصفت كلاً من مدينة صفد المحتلة ومستوطنات كريات شمونة وبرعام ومعالوت ترشيحا ونهاريا وكتسرين وحتسور هاجليليت وروش بينا، ومنطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا، بصليات صاروخية.
 
العدو يمارس «الرقابة» على تحرّكات «اليونيفل»

قالت مصادر في القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، إن «الجيش الإسرائيلي رفض الردّ على طلبات متكرّرة من قبل القوات الدولية لتوفير ضمانات بعدم التعرّض لمواقعها أو حركة جنودها».

 وأضافت المصادر أن «القوات الإسرائيلية ترفض إعطاء الإذن لفرق الإنقاذ، إلا بعد الحصول على ضمانات بأن لا يتمّ نقل جرحى من المقاتلين»، وأن «القوات الإسرائيلية تقول إن على القوات الدولية إخلاء مواقعها التي يعمل حزب الله من محيطها، في أكثر من منطقة»، وهو ما تنفيه القوات الدولية. 

وبحسب المصادر، فإن «قوات الاحتلال لم تعد تبلّغ القوات الدولية بأي إنذار مُسبق، بما في ذلك عندما تقوم بعمليات تفجير واسعة أو ضخمة في بعض القرى الحدودية».