قصف متجدّد في سوريا: أميركا تشدّد الضغوط

الرأي الثالث - الأخبار

للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، جددت طائرات أميركية قصفها على مواقع تابعة للقوات الرديفة للجيش السوري في مدينة البوكمال وأطراف دير الزور، وذلك في محاولة لتصعيد الضغوط على فصائل المقاومة، ودفعها إلى الحد من هجماتها على القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا أو إنهائها. 

وقالت «القيادة المركزية» الأميركية (سنتكوم)، في بيان، إن طائراتها نفّذت «ضربات استهدفت مستودعاً لجماعة مسلحة مدعومة من إيران في سوريا»،

 مضيفة أن تلك الضربات «جاءت رداً على هجوم صاروخي استهدف الجنود الأميركيين في قاعدة الشدادي في ريف محافظة الحسكة». 

وادّعت أن «الهجمات لم تلحق أي ضرر بالمنشآت الأميركية، ولم تقع أي إصابات بين القوات الأميركية أو القوات الشريكة».

وبالتوازي مع ذلك، استقدمت الولايات المتحدة دفعة جديدة من الأسلحة والمعدات إلى كل من قاعدة «الشدادي» في ريف الحسكة، وقاعدتَي «كونيكو» و«العمر» في ريف دير الزور الشمالي والشرقي، بعد ساعات قليلة من استهداف المقاومة للقواعد الثلاث المشار إليها، ليل الثلاثاء - الأربعاء. 

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «الولايات المتحدة تحاول استغلال توتر محدود بين أحد تشكيلات القوات الرديفة في البوكمال وبين شخصية عشائرية، لبث الفتنة، ومحاولة تأليب العشائر»،

 لافتة إلى أن «الجهود الرسمية والعشائرية أنهت التوتر من دون أي تطورات ميدانية، في ظل تأكيد التكاتف مع الجيش والقوات الرديفة». 

وترى المصادر أن «عمليات المقاومة لن تتأثر بالاعتداءات الأميركية الجوية والبرية»، مرجحة أن «تكثف من استهدافاتها على القواعد الأميركية، رداً على تصعيد واشنطن، ولتأكيد استمرار عملها من دون أي تأثير»، في ظل الدعم الكبير الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة، في حربها على قطاع غزة ولبنان، واستهدافاتها المتكررة لسوريا.
 
ويأتي هذا التصعيد في وقت أعلن فيه مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أن «بلاده مستعدة لاستئناف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن سوريا، في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب»، 

مشيراً إلى أنه «على الأرجح، موسكو سترد بشكل إيجابي إذا تلقت طلباً من واشنطن لاستئناف الحوار بخصوص سوريا». 

ومن جهتها، أفادت مصادر ديبلوماسية تركية بأن «السياسة الأميركية تجاه سوريا تمت إعادة مناقشتها أخيراً مع واشنطن»، مرجحةً أن «تنسحب القوات الأميركية في سوريا بين عامي 2025 و2026».

 وأضافت المصادر أن «الولايات المتحدة ليست لديها أجندة رسمية للانسحاب بعد، لكن تركيا تلقت رسالة مفادها أنه يجب حل المشكلة على أساس التعاون»، لافتة إلى أن «واشنطن لا يمكنها إنهاء وجودها في سوريا إلا باتفاق شامل مع أنقرة»، 

موضحة أن القضايا التي تجب مناقشتها في هذا السياق هي «مصير الآلاف من أسرى تنظيم داعش وعائلاتهم، وما إذا كانت فجوة انسحاب القوات الأميركية ستسدها حكومة دمشق أو تركيا والفصائل التي تدعمها».