واشنطن تستعرض: أول اختبار لـ«هيمارس» في سوريا
الرأي الثالث - الأخبار
في إطار مسعاها لإقلاق فصائل المقاومة، ومنعها من استهداف قواعدها المنتشرة في الأراضي السورية، لا تتوقّف الولايات المتحدة عن استعراض قدراتها العسكرية.
بدأ ذلك، في تشرين الأول الماضي، حين استقدمت واشنطن، للمرة الأولى منذ قدومها إلى سوريا قبل أكثر من عشر سنوات، 400 شاحنة و16 طائرة شحن في شهر واحد، في ما عُدَّ تطوّراً يعبّر عن قلقها إزاء الهجمات المكتررة التي تتعرّض لها قواعدها على أيدي الفصائل، والتي بلغ مجموعها نحو 100 استهداف خلال العام الجاري.
وأتبع الأميركيون خطوتهم تلك، بالإعلان عن استقدام دفعة إضافية من الطائرات الحربية المتطوّرة إلى الشرق الأوسط، والتي سرعان ما أُدخلت الخدمة من خلال شنّ أربعة اعتداءات جوية، في أقلّ من أسبوعين، على مقار ومواقع للمقاومة في ريف دير الزور، كان آخرها، يوم أمس، في الصالحية في ريف البوكمال.
ولجأت أخيراً إلى أعلى درجات التصعيد، من خلال الإعلان عن إجراء تدريبات بالذخيرة الحية، شملت صواريخ من طراز «m142»، المعروفة باسم «هيمارس»، والمخصّصة للدفاع الجوي.
ويَظهر ممّا تقدَّم، أن الولايات المتحدة تريد إيصال رسائل بالنار إلى المقاومة، مفادها بأن قواعد الاشتباك في المنطقة تغيّرت، وبأنها لن تسمح بأيّ تصعيد إضافي ضدّ قواعدها في شرق سوريا وجنوبها.
في المقابل، لم يتأخّر ردّ المقاومة، إذ استهدفت قاعدة معمل غاز «كونيكو» شمال دير الزور، بعدد من القذائف الصاروخية، في ما عُدَّ تأكيداً على تمسّكها بخط مقاومة الوجود الأميركي، إلى حين انسحابه من المنطقة.
وأقرّت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، بـ»تعرُّض القوات العسكرية في كلّ من سوريا والعراق لأكثر من 200 هجوم خلال 13 شهراً»،
مبيّنة أن «القوات الأميركية تعرّضت، منذ 18 تشرين الأول لغاية 21 الشهر الحالي، لـ 125 هجوماً في سوريا، و79 في العراق، ولهجومين في الأردن»
ورأت مصادر ميدانية ، أن «التحركات الأميركية لن تتوقّف إلا بعد انتهاء الحرب على لبنان وغزة، والتأكد من عدم امتدادها إلى سوريا»،
مشيرة إلى أن «كلّ هذه التعزيزات هدفها بشكل رئيسيّ تخويف المقاومة، ومحاولة إنهاء نشاطها في الشرق السوري ومحيط قاعدة التنف، وحتى في اتجاه الجولان المحتل».
وتوقعت المصادر «استمرار نشاط المقاومة، بدليل تعمّدها تكرار استهداف القواعد الأميركية بعد كلّ اعتداء أميركي، للتأكيد أن مسيرتها مستمرة»،
مضيفة أن «المؤشرات توحي بأن عمل المقاومة مستمر دون رداع، مع إمكانية تطوير الأدوات بما يتناسب مع الواقع الميداني الذي تحاول واشنطن عبر تحركاتها الأخيرة، خلقه في المنطقة».
كما أكدت أن «المقاومة تمتلك قدرة التكيف مع هذا الكمّ من الأسلحة والمعدات الأميركية المتطورة وتجاوزها، وضرب القواعد مجدداً».
أيهم مرعي