شركة بترومسيلة تسلم قطاع نفطي في شبوة لشركة “جنة هنت“ الأمريكية..!
الرأي الثالث - متابعات
سلمت شركة بترومسيلة قطاع (5) جنة النفطي عسيلان في محافظة شبوة – جنوب شرقي اليمن – لشركة أمريكية، وسط تحركات أمريكية مكثفة في المحافظات النفطية اليمنية.
وجاء عودة شركة “جنة هنت“ الأمريكية لتشغيل القطاع النفطي في عسيلان، رغم اعلان الشركات الأجنبية عن مخاطر العمل جراء الحرب في اليمن ومغادرة معظم الشركات.
وقامت الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية، وايكوم، بتعيين شركة جنة هنت الأمريكية كمشغل للقطاع 5 جنة بدلاً من بترومسيلة،
وقالت وايكوم إنها قامت باختيار المشغل البديل بعد أن قامت شركة جنة هنت بإرسال رسالة بتاريخ 11 نوفمبر الجاري عرضت فيها تولّي دور المشغّل.
ومن المقرر ان الشركة الأمريكية مهام تشغيل القطاع اعتباراً من 01 يناير 2025، وستنتقل مسؤوليات بترومسيلة إليها.
وانسحبت “بترومسيلة” من مسؤولية تشغيل القطاع بتقديم الاستقالة في 01 نوفمبر الجاري، بعد أن تولت تشغيله منذ أوائل العام 2022، وترافق ذلك أزمات متعددة عملت على افشال إدارة بترومسيلة للقطاع.
واشنطن تكرّر النموذج السوري: تلزيم نفط شبوة لشركة أميركية
بعد أيام من وصول قوات أميركية إلى محافظة شبوة النفطية شرق اليمن، أعلنت شركة «هنت أويل» الأميركية عودتها إلى تشغيل قطاع «خمسة جنة هنت» الواقع في مديرية عسيلان في المحافظة نفسها.
وقالت الشركة في بيان إن عودتها لتشغيل القطاع، الذي تخلّت عنه قبل تسع سنوات وجرى تسليمة للجانب اليمني، جاء باستدعاء من قبل شركة «الاستثمارات النفطية» اليمنية الخاضعة لسلطة الحكومة اليمنية.
ورأى مصدر نفطي في صنعاء أن تسليم شركة «الاستثمارات النفطية» القطاع الأهم والأغنى في اليمن للمشغّل الأميركي السابق «مؤامرة جديدة تستهدف السيطرة على الثروة النفطية.
وبذريعة حماية المصالح الأميركية، سيُستدعى المزيد من القوات الأميركية إلى المحافظة الواقعة على البحر العربي».
وأشار المصدر إلى أن «هذه التحرّكات تدفع نحو تقويض أي مساع أممية لإنهاء الانقسام النقدي والمالي في اليمن، كون النفط أحد مرتكزات الحل لهذا الانقسام»،
موضحاً أن «إعلان الشركة الأميركية عودتها لتشغيل القطاع النفطي الواقع في نطاق القطاع 18 الذي يحتضن أكثر من 10 تريليونات قدم مكعب من الغاز اليمني المسال، في أعقاب وصول قوات أميركية إلى محافظة شبوة، يؤكد أن الولايات المتحدة تحاول تمرير نموذج إدارة ونهب النفط السوري في اليمن».
وبحسب الوثيقة الصادرة عن شركة «الاستثمارات النفطية» اليمنية، والموقّع عليها من قبل المدير التنفيذي ، عبد الله عمير، سُلّمت إدارة قطاع خمسة النفطي في محافظة شبوة لشركة «هنت أويل».
واللافت في الأمر أن الحكومة حاولت تسويق الصفقة بأنها جرت بين شركة حكومية نفطية وأخرى أميركية من دون أن تعلم هي بتفاصيلها، وسعت إلى تبرئة وزارة النفط التابعة لها من فضيحة تسليم أهم القطاعات النفطية اليمنية للشركة الأميركية التي كانت المتحكّم الرئيسي بالمئات من الآبار النفطية التي تنتج أكثر من 40 ألف برميل خام يومياً منذ أكثر من 20 عاماً، على رغم أن وزارة نفط عدن هي من أجبرت شركة «الاستثمارات النفطية» على تسليم القطاع بكل أصولة لشركة «بترومسيلة» عام 2021.
وطبقاً لما ورد في الوثيقة الصادرة عن الشركة اليمنية، التي تسمى اختصاراً «وايكوم»، فإن اجتماعاً عقدته إدارة الشركة مع الشركاء بتاريخ 18 تشرين الثاني الجاري «لتعيين مشغّل بديل في ضوء تسلّم الشركة خطاب استقالة شركة بترومسيلة الحكومية، المشغّل السابق للقطاع مطلع الشهر الجاري»،
ألا أن خبراء نفط، منهم المهندس عبدالغني جغمان، قالوا إن «ذريعة شركة الاستثمارات النفطية غير مقبولة وغير مبرّرة بأن تسلم القطاع لشركة هنت. وكان الأحرى بها تشغيل القطاع من دون تمكين هنت من العودة».
وفي الوقت الذي سبق لصنعاء أن حذرت الشركات الدولية من مخالفة العقود المتفق عليها معها، مؤكدة اتخاذها الإجراءات الكفيلة بحماية القطاعات الإنتاجية النفطية في المحافظات الخارجة عن سيطرتها، تجاهلت شركة «هنت» رد فعل صنعاء في حال عودتها لتشغيل القطاع النفطي في شبوة، وخاصة أن الأخيرة أعلنت حظر تصدير النفط منذ ثلاث سنوات.