بالتزامن مع مفاوضات وقف النار في لبنان : تحركات أميركية بشأن غزّة
الرأي الثالث - وكالات
على وقع الحديث عن احتمال التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل"، هناك تركيز أميركي على أداء الدور المفاوض للتوصل إلى "اتفاق مماثل يُنهي الأعمال القتالية في قطاع غزّة"، وفق ما ذكرته شبكة "سي أن أن" الأميركية.
وقالت مصادر لـ"سي أن أن" إنّ "مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، موجود حالياً في السعودية، في زيارة تهدف إلى البحث في سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأكدت الشبكة الأميركية أنّ ماكغورك ونظراءه الإقليميين يخططون من أجل مناقشة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل"، وكيف "يمكن أن يساعد ذلك على المضي قدماً في وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى في غزة، وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالاستقرار الإقليمي".
يأتي ذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض، أمس، أن "المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط سيزور السعودية، من أجل البحث في الاستفادة من وقف إطلاق النار المحتمل بين لبنان وإسرائيل، من أجل التوصل إلى اتفاق مماثل يُنهي الأعمال القتالية في غزّة".
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، في حديثه إلى الشبكة أيضاً، أمس الإثنين، أن مفاوضات وقف إطلاق النار استندت إلى "كثير من التشاور والمناقشات والعمل" في الأشهر الأخيرة، وأنه تم تحقيق "تقدم كبير في اتجاه التوصل إلى اتفاق، ونحن قريبون جداً من إعلانه"، مستدركاً "لكن أريد أن أكون حذراً ومتأنياً في كيفية وصف الأمر، لأنه حتى يتم إنجاز كل شيء، فلن يكون لديك اتفاق".
يأتي ذلك، بينما استخدمت واشنطن حق النقض "الفيتو" في جلسة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والتي عُقدت في الـ20 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وعطلت وقف إطلاق النار، بينما لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يكثّف عدوانه على لبنان وقطاع غزة.
وفي السياق دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم إسرائيل واللبنانيين إلى اغتنام "فرصة" سانحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة، وقال بارو في تصريحات تلفزيونية، "هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها".
وإذ أعرب عن "حذره"، أشار إلى أنه "من خلال الدبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية في شأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا بصدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً".
وتتماشى تصريحاته مع تلك التي أدلى بها المبعوث الأميركي أموس هوكستاين وتحدث فيها عن "مزيد من التقدم" نحو التوصل إلى هدنة خلال جولة قام بها في لبنان وإسرائيل هذا الأسبوع.
وفي معرض رده على سؤال حول مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية الخميس الماضي في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما إذا كان سيتم اعتقاله إذا زار باريس، قال الوزير الفرنسي "إنه سؤال افتراضي ولا يجب علي الإجابة عنه طالما أنه افتراضي".
وأضاف أن "فرنسا ستطبق دائماً القانون الدولي"، موضحاً أن هذه المذكرة تمثل "إضفاء الطابع الرسمي على الاتهام" وليست حكماً.
وإلى جانب الدعوة الفرنسية، حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأورويبي جوزيب بوريل إسرائيل و "حزب الله" اللبناني على قبول مقترح الهدنة الأميركي وذلك في تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحافي في بيروت.
وأضاف بوريل أن على القادة اللبنانيين انتخاب رئيس بعد عامين من الفراغ في السلطة. كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتخصيص 200 مليون يورو للقوات المسلحة اللبنانية.
ميدانيا كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، عن أن عدد المنازل المدمرة في شمال "إسرائيل" جراء صواريخ "حزب الله" تجاوز الـ8 آلاف و800 منزل.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنه مع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" و"حزب الله"، تجاوز عدد المنازل المتضررة جراء صواريخ الحزب في الشمال 8 آلاف و800 منزل، إضافة لتضرر أكثر من 7 آلاف مركبة ونحو 300 موقع زراعي".
وأضافت أن "الدمار في كريات شمونة لا يصدق، وترميم المدارس المتضررة فقط سيستغرق 4 أشهر".
وذكرت أنه "لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية مع لبنان، ومعظم المنازل بحاجة إلى ترميم أو هدم".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن "إسرائيل كانت ستواجه على الأرجح قراراً من مجلس الأمن بوقف الحرب في لبنان".
وأشارت إلى أن الحاجة لإراحة قوات الاحتياط المستنزفة في لبنان وغزة دفعت نحو اتفاق مع لبنان، مضيفة أن "الاتفاق مع لبنان سيمكننا من فصل جبهتي غزة ولبنان وإبقاء حماس وحيدة".
في سياق متصل، نقلت "القناة 13" العبرية عن رئيس مجلس مستوطنات المطلة في شمالي "إسرائيل" قوله: إن "الاتفاق مع حزب الله خنوع محرج ومحزن، ويأتي بعد تدمير 70% من منازل البلدة، وأطالب السكان بعدم العودة".
وأكدت تقارير إعلامية أمريكية وعبرية، اليوم الثلاثاء وأمس الاثنين، أن "إسرائيل" و"حزب الله" اللبناني يقتربان من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة وإشراف مباشر من واشنطن.
والاثنين، أعلن البرلماني اللبناني قاسم هاشم قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع "إسرائيل".
ويأتي الحديث عن قرب وقف إطلاق النار في ظل تكثيف "إسرائيل" عدوانها على لبنان، يقابله تصعيد لـ"حزب الله" في رده بالصواريخ والمسيرات على مدن إسرائيلية، لا سيما نهاريا وحيفا وتل أبيب.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله" بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت "إسرائيل" منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان ومن ضمنها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفاً وكثافة، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد "حزب الله" يومياً بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات.