اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي يدخل حيز التنفيذ
الرأي الثالث - وكالات
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ، اليوم الأربعاء، في تمام الساعة الـ4 فجراً بتوقيت بيروت.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن الثلاثاء، أنّ "الكابينت" المصغّر وافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تفاصيل يتضمّنها الاتفاق، إذ "يشمل عدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد لبنان"، وستسحب قواتها بالتدريج من جنوبي "الخط الأزرق" في لبنان، خلال مدة تصل إلى 60 يوماً.
إضافة إلى ذلك، فإنّ الاتفاق يتضمّن أنّ كلّاً من لبنان و"إسرائيل" يلتزمان قرار مجلس الأمن الدولي "1701".
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أعلن في وقت سابق، أنّ لبنان و"إسرائيل" وافقا على مقترح وقف إطلاق النار.
وأكد بايدن، في خطابٍ من البيت الأبيض الثلاثاء، أنّه لن يكون هناك جنود أميركيون في جنوب لبنان، معتبراً أنّ "هذا وعده للشعب الأميركي".
"لن يكون هناك جنود أميركيون في جنوب لبنان وهذا وعدي للشعب الأميركي"
وقال إنّه منذ بداية "الحرب على حزب الله فإن آلاف الاسرائيليين باتوا لاجئين"، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة "تدعم سيادة لبنان الذي يمتلك ثقافات متعددة".
وفي تعليقهم على الاتفاق، أكد رؤساء مستوطنات الشمال أنّه "استسلام ورفع للراية البيضاء"، مضيفين أنّه "تسوية محزنة واتفاق استسلام من الحكومة الإسرائيلية لحزب الله"، في ظل الواقع الصعب الذي يعيشونه مع استمرار عمليات المقاومة الإسلامية.
ومع بدء العد العكسي لدخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وسّع الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على لبنان، مستهدفاً العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب والبقاع.
وأفاد مصدر في بيروت عن غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت منطقة الخندق الغميق.
وقالت وزارة الصحة في وقت سابق، إن غارة الاحتلال على منطقة بربور في بيروت أدت في حصيلة محدّثة إلى استشهاد 3 أشخاص، إضافة إلى إصابة 10 آخرين.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، شنّ الاحتلال سلسلسة غارات طالت العمروسية والليلكي والجناح.
وفي الجنوب، استشهد شخص وأصيب 7 آخرون، 3 منهم بحال حرجة في العدوان الإسرائيلي على بلدة الصرفند.
وشنّ الاحتلال غارات استهدفت مدينتي صيدا وصور.
وارتقى شهيدان في غارة الاحتلال على بلدة زيتا قضاء صيدا.
وإلى البقاع، حيث قال مصدر إن أكثر من 60 غارة للاحتلال استهدفت عدة مناطق في البقاع.
وشنّ الاحتلال سلسلة غارات طالت مدينة بعلبك.
واستشهد 3 أشخاص في غارة الاحتلال على بلدة الفيكاني في البقاع الأوسط، كما استشهد 4 أشخاص في غارة الاحتلال على بلدة مزرعة بيت مشيك في محافظة بعلبك الهرمل.
وتمّ تسجيل 3 شهداء وجريحين في غارة الاحتلال على الهرمل وغارة أخرى على مدينة بعلبك.
هذا وشنّ الاحتلال غارات استهدفت مناطق ونقاطاً حدودية بين سوريا ولبنان من جهة عكار شمال البلاد.
وقالت وزارة الصحة إنّ غارة الاحتلال الإسرائيلي على معبر العريضة أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وإصابة شخص آخر. كما استشهد وجرح عدد من الأشخاص في العدوان الإسرائيلي على معبر الدبوسية الحدودي بين لبنان وسوريا.
وقال مصدر إنّ جميع المعابر البرية بين سوريا لبنان باتت خارج الخدمة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في لبنان عن ارتفاع عدد الضحايا منذ بدء العدوان إلى 3823 شهيداً و15859 جريحاً.
بيان أمريكي فرنسي
في موازاة ذلك أكد بيان مشترك لبايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن واشنطن وباريس ستعملان معاً لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية ومساعدة اقتصاد لبنان، مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار سيوجد الظروف اللازمة للعودة إلى الهدوء.
وأضاف البيان: "سيؤدي الإعلان الصادر اليوم إلى وقف القتال في لبنان وصون إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تنشط من لبنان".
وأكد الرئيسان في بيانهما المشترك أن الولايات المتحدة وفرنسا "ستعملان مع إسرائيل ولبنان لضمان تنفيذ هذا الترتيب وتطبيقه بالكامل"، مشيرين إلى أن "واشنطن وباريس ستظلان مصممتين على منع عودة هذا النزاع إلى دورة جديدة من العنف".
بنود الاتفاق
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن "حزب الله" وكل التنظيمات المسلحة بلبنان ستتوقف، بموجب الاتفاق، عن مهاجمة "إسرائيل" في البداية، وفي مقابل ذلك تتوقف دولة الاحتلال عن تنفيذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان جوا وبراً وبحراً.
وأضافت القناة أن الاتفاق ينص على أن قوات الأمن والجيش اللبناني هما الوحيدان اللذان يسمح لهما بحمل السلاح جنوبي لبنان.
كما ينص الاتفاق على أن استيراد السلاح وصناعته وكل ما يتعلق به ستكون في إطار سيطرة حكومة لبنان.
وحسب القناة يؤكد لبنان و"إسرائيل"، بموجب الاتفاق، أهمية قرار مجلس الأمن 1701.
يشار إلى أن "إسرائيل" وسّعت، منذ 23 سبتمبر الماضي، نطاق عدوانها على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد ومن ضمنها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
ويرد "حزب الله" يومياً بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، وقصف مناطق وأهداف وسط "إسرائيل".
وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالاً عن نحو 3800 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.