اعتصام بصنعاء يطالب الحوثيين بتسليم قتلة شيخ قبلي

الرأي الثالث - متابعات

أثاراغتيال الشيخ القبلي صادق أبو شعر على يد دورية أمنية حوثية في العاصمة صنعاء تظاهرات شعبية غاضبة لأبناء محافظة إب التي ينتمي إليها.

وتوافد المئات من أبناء إب وأقرباء القتيل إلى ميدان السبعين في صنعاء، ونصبوا الخيام وسطه احتجاجاً على مقتله، وطالبوا بتسليم العناصر التي اغتالته بينما كان يقود سيارته جنوب العاصمة الخاضعة لسيطرة الميليشيات المدعومة من إيران.

وقال ابن عم القتيل عبدالعزيز أبو شعر إن المئات من أقرباء القتيل وقبائل إب، بينهم مشايخ وأعيان، نظموا وقفة احتجاجية أول من أمس الثلاثاء، ونصبوا الخيام في ميدان السبعين للمطالبة بتسليم القتلة الحوثيين.

وأوضح أن مسلحين تابعين للقيادي الحوثي علوي الأمير الذي تم تعيينه مديراً لقسم شرطة منطقة شميلة (جنوب العاصمة)، اغتالوا الشيخ صادق أحمد صالح أبو شعر، أحد أبرز مشايخ مديرية الشعر التابعة لمحافظة إب.

رفض التمييع

وأكد أبو شعر أن المحتجين "تعهدوا باستمرار الاعتصام في ميدان السبعين حتى تسليم جميع القتلة وإلا سيتم اتخاذ إجراءات تصعيدية أخرى تكفل لهم أخذ حقهم الشرعي"، من دون مزيد من التفاصيل.

ووثقت مقاطع فيديو متداولة توافد حشود قبلية وجماهيرية إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء أمس الأربعاء وأول من أمس، طالب خلالها المحتجون بتسليم القيادي البارز في الميليشيات الحوثية والمتهم بالقتل.
 
وخلال الاعتصام تحدث بعض مشايخ ووجهاء محافظة إب عن محاولات الحوثيين "تمييع قضية الاغتيال عبر تدخل القيادي الحوثي ضيف الله رسام الذي تم تعيينه رئيساً لما يسمى ’مجلس التلاحم الشعبي القبلي‘".

 وذكروا أن الحوثيين "أرسلوا رسام لإقناع المشايخ بإنهاء الاعتصام مقابل وعود غير مؤكدة بتسليم الجناة، وهي وعود سبق أن خبروها مع حالات مشابهة جرى تمييعها".

وأثارت الحادثة موجة غضب واستنكار شعبي واسعة في محافظة إب وباقي المحافظات مع تزايد حدة التوتر في المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثي، عقب موجات احتجاج سابقة تنذر بتفاقم الغضبة الشعبية التي تخشاها الميليشيات، 

ومن أجلها قمعت أشكال التظاهر والتجمهر كافة للاحتفاء بذكرى الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، واعتقلت عشرات الشباب والنشطاء وما زالوا يقبعون في سجونها حتى اللحظة بداعي "إثارة الفوضى وتنفيذ أجندات صهيونية"، وفقاً لإعلامها الأمني.

وتتزامن هذه التوترات مع تدهور متزايد للأوضاع الإنسانية وارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص الخدمات والسطوة الأمنية التي تفرضها الجماعة على السكان، خصوصاً المطالبين بصرف مرتباتهم المقطوعة منذ نحو ثمانية أعوام.

اللغز والتهمة

وأكد الناشط الحقوقي إبراهيم عسقين من جهته أنه فيما كان الشيخ أبو شعر عائداً إلى منزله في وقت متأخر من ليل الإثنين الماضي، وقعت حادثة تصادم بسيطة بين سيارته ودورية تابعة لمدير قسم شرطة شميلة القيادي الحوثي علوي الأمير، نشب على إثرها شجار دفع مسلحي الدورية إلى قتله بدم بارد.

وأضاف أن "الدورية الحوثية أخذت جثة أبو شعر وسيارته إلى تقاطع دار سلم حتى لا يكشف أمرهم، وفي فجر اليوم التالي أمطروا سيارة القتيل بأكثر من 100 طلقة من جميع الاتجاهات والجثة بداخلها، في محاولة لتأكيد روايتهم التي لفقوها تالياً بأنه كان مطارداً من رجال الأمن الذين قاومهم وقتل خلال المطاردة بصورة غير متعمدة".
 
ويشير عسقين إلى أن الحادثة تمت نحو الساعة العاشرة مساء، لكن لم يعلم بها أحد إلا ظهر اليوم التالي عندما اتصل المستشفى بأهالي القتيل، مؤكداً أن السلطات الحوثية باشرت بنزع تسجيلات كاميرات المراقبة من موقع الحادثة حتى لا يكشف أمرها.

ولم يصدر عن الحوثيين أي توضيح أو بيان حول الحادثة، في حين دانتها الحكومة الشرعية على لسان وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني الذي قال إن "جريمة الاغتيال تأتي في سياق مسلسل الجرائم التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين"، 

مطالباً "المجتمع الدولي بملاحقة قادة الميليشيات المتورطة بهذه الجرائم".

إخلال بالشرف

ويذكر عسقين أن "عقب انكشاف أمرها وتوافد أهالي المجني عليه، أبلغت جماعة الحوثي ذوي الضحية بأنهم طاردوه بعد أن وجدوه يمارس الشذوذ داخل سيارته، وأنه حاول مقاومتهم بإطلاق الرصاص من بندقيته، في حين أنهم لم يكشفوا عن مصير الشخص الآخر الذي اتهموه به، خصوصاً أنهم أمطروا السيارة بالرصاص".

ويضيف أن "الأهالي يعرفون أخلاق وسلوك الشيخ صادق المستقيم، وهي حجج دخيلة ومريعة وغير مسبوقة دأبت الجماعة على سوقها حين تحاول ابتزاز المحتجين وأهالي ضحاياها"، مشدداً على أن "دوافع القتل لا يعلمها أحد حتى الآن، في حين ذهب بعضهم إلى الحديث عن محاولة سرقة سيارته وبندقيته والمبالغ التي كانت في حوزته".

ويوضح عسقين أن آخر ما وصل إليه المحتجون اليوم الخميس "هو نزول شخصيات من مكتب وزير داخلية الحكومة الحوثية وتسليم ذوي الضحية بنادق تحكيم (وتعني بحسب العرف القبلي التسليم بما يطلبه المحتجون) ووعدوا بتسليم القتلة إلى الأمن ومنحهم مهلة للوفاء بذلك".