الجيش السوري يواصل استهداف الإرهابيين في أرياف حماه وحلب وإدلب

الرأي الثالث - وكالات

تواصل قوات الجيش السوري ضرب المجاميع الإرهابية ومواقعها وأرتالها في ريفي حلب الشمالي وإدلب، مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية، بمختلف أنواعها إلى وحداته، بحسب ما أعلنته القيادة العامّة للجيش السوري والقوات المسلحة.

وفي بيان أصدرته مساء الثلاثاء، أكدت القيادة العامّة للجيش السوري أنّ التنظيمات الإرهابية تلقّت سلسلة ضربات دقيقة، خلال الساعات الـ24 الماضية، أسفرت عن تدمير مقرّ عمليات تابع لما يسمّى بـ"هيئة تحرير الشام" و3 مستودعات.

وتمكّنت القوات المسلحة السورية من القضاء على ما لا يقلّ عن 200 إرهابي، بينهم متزّعمو مجموعات من جنسيات أجنبية، وتدمير وإسقاط أكثر من 20 طائرةً مسيّرة، أطلقها الإرهابيون في اتجاه القرى والبلدات الآمنة.

في غضون ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة حماه، بهدف تعزيز قوات الجيش السوري الموجودة على الخطوط الأمامية في مواجهة المسلحين، وفقاً لما أكده مصدر عسكري سوري. 

في آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل الميادين باستمرار الاشتباكات العنيفة على محورين في ريفي حماه الشمالي والشرقي، شمالي سوريا، مع تركّزها في الوقت الحالي في الريف الشمالي، بالتوازي مع فتح جبهة جديدة ضدّ الجيش السوري في شرقي البلاد، في ريف دير الزور.

اشتباكات عنيفة في ريفي حماه الشمالي والشرقي 

وأوضح مصدر ميداني أنّ الجماعات المسلحة تحاول الالتفاف على حماه، والوصول إلى جبل زين العابدين في أطراف المدينة، إذ إنّه يُعدّ منطقةً مرتفعةً جداً، وهو مشرف على حماه، على نحو يمكّن من السيطرة عليها نارياً بصورة كاملة.

وتُواجَه هذه المحاولات بتصدٍّ عنيف من الجيش السوري، الذي تقدّم إلى العديد من البلدات والقرى في ريف حماه الشمالي. ودفع هذا التقدّم الجماعات الإرهابية المسلحة إلى الالتفاف واتخاذ محور ريف حماه الشرقي، بهدف التقدّم إلى جبل زين العابدين .

واستخدم الجيش السوري سلاح الطيران والمدفعية، من أجل تخفيف ضغط الجماعات المسلحة على خطوطه في ريف حماه الشرقي، ومنع وصولها إلى مناطق قريبة من جبل زين العابدين، في حين يبدو أنّ مدينة حماه هي الهدف الاستراتيجي الثاني للجماعات المسلحة والدول التي تدعمها، بعد مدينة حلب.
 
الجيش السوري يتقدّم إلى مشارف خناصر

بالتوازي مع ذلك، يتقدّم الجيش السوري على محور طريق حلب - خناصر - أثريا، وذلك بعد أن تقدّمت الجماعات المسلحة، وسيطرت على خناصر والسفيرة، وباتت على بعد أقل من 5 كلم من مدينة أثريا، الواقعة في أقصى ريف حماه الشرقي.
 
واستعاد الجيش السوري زمام المبادرة، وتقدّم إلى مشارف مدينة خناصر، التي تدور الاشتباكات في محيطها، والتي يحاول الجيش السيطرة عليها، ليتخذها نقطة تمركز أساسيةً له.
 
وبعد السيطرة على خناصر، بحسب ما أوضحه مراسل الميادين، يتوجّه الجيش السوري إلى السفيرة، التي تقع في نهاية ريف حلب الجنوبي الشرقي، على مقربة من معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية.

أما فيما يتعلق بالوضع الإنساني في حلب، فباتت المدينة منطقةً عسكريةً، تسودها حالة من الحذر الشديد، وسط الهدوء في الشوارع. ويأتي ذلك في ظلّ شحّ في المواد الغذائية والمياه وانقطاع الكهرباء وضعف شديد في الاتصالات.

وشهدت المدينة موجة نزوح كبيرةً، نحو الساحل ودمشق وحمص، وفقاً لما أفاد به مصدرعسكري .

إلى جانب ذلك، استهدف الجيش السوري عبر الغارات الجوبية المكثّفة مقارّ للجماعات الإرهابية المسلحة في سرمين وسرمدة، وصولاً إلى محيط مدينة إدلب، وفي المناطق التي كانت توجد فيها "هيئة تحرير الشام"، قبل بدء العملية العسكرية.

"مجلس دير الزور العسكري" يحاول شنّ هجوم جديد

مصدر عسكري أفاد أيضاً بتجمّع المسلحين التابعين لـ"مجلس دير الزور العسكري"، المنضوي تحت مجموعة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في منطقة المعامل لشنّ هجوم جديد ضدّ الجيش السوري.

ويأتي هذا بعدما أفشل الجيش السوري الهجوم الأول الذي شنّه "مجلس دير الزور العسكري"، بإسناد ناري أميركي، بحيث تمكّن الجيش من صدّ الهجمات التي شنّها المجلس على القرى السبع، على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
 
وأوضح مصدر أنّ مسلحي "مجلس دير الزور" يحاول السيطرة على القرى السبع، ودفع الجيش السوري إلى الضفة الغربية للفرات، وإنهاء أي وجود له عند الضفة الشرقية، مضيفاً أنّه من المرجّح أن تندلع اشتباكات على غرار تلك التي دارت فجر الثلاثاء.

ولدى حديثه عن هذه "الجبهة الجديدة" التي فتحت ضدّ الجيش السوري، برعاية من الولايات المتحدة، أشار المصدر إلى أنّ القوات الأميركية قدّمت إسناداً نارياً مدفعياً ثقيلاً، وشنّت غارات واستخدمت مروحيات رشاشة في استهداف نقاط الجيش السوري عند القرى السبع.

وفي حين أنّ الاشتباكات انتهت صباحاً، بعد ساعات على اندلاعها، تواصل القصف والاعتداءات الأميركية على نقاط الجيش السوري، وخصوصاً في حطلة والحسينية. كما تعرّضت نقاط للجيش السوري في خشام لقصف مدفعي، انطلاقاً من القاعدة الأميركية في حقل "كونيكو".

ودفع هذا الأمر بمجموعات من فصائل من المقاومة إلى إسناد الجيش السوري في جبهة ريف دير الزور، وتحديداً عند القرى السبع.

في هذا الإطار، يُذكر أنّ مصدراً من فصائل المقاومة أكد ، الاثنين، وصول تعزيزات دعم من حلفاء الجيش السوري في محور المقاومة إلى جبهات شمالي وشرقي حماه، وصولاً إلى جبهات جنوبي محافظة حلب.

وأوضح المصدر أنّ التعزيزات في العتاد والأفراد ستصل تباعاً لدعم ومساندة الجيش السوري في مواجهة الهجمة الإرهابية الشرسة، التي تتعرّض لها سوريا.