اشتداد معارك منبج: مساعٍ لإبعاد «قسد» إلى شرق الفرات

الرأي الثالث - وكالات

تتنازع «قوات سوريا الديموقراطية» وفصائل «فجر الحرية»، السيطرة على مدينة منبج وريفها في ريف حلب الشرقي، في ظل اشتداد الاشتباكات بين الطرفَين في المنطقة، وقصف الطيران التركي، الحربي والمسيّر، خطوط الاشتباك هناك. 

وشنّت فصائل «فجر الحرية» هجمات على مناطق سيطرة «قسد» في كل من منبج والباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وريف الطبقة في ريف محافظة الرقة الجنوبي الشرقي، في محاولة للسيطرة على هذه المناطق، وإبعاد «قسد» من غرب الفرات في اتجاه شرقه، في عين العرب والرقة تحديداً. 

ونشرت مواقع محسوبة على «فجر الحرية»، أن «قواتها تمكّنت من السيطرة الكاملة على مدينة منبج بعد إخراج قسد منها، مع بدء عمليات تمشيط واسعة»، 

مشيرة إلى أن «العمليات متواصلة في المنطقة»، فيما نقلت وكالة «رويترز»، عن مصدر أمني تركي، قوله إن «مقاتلين من المعارضة سيطروا على 80% من المدينة الواقعة شمال شرق سوريا».

 كما نشرت الفصائل مقاطع مصورة، قالت إنها تُظهر سيطرتها الكاملة على منبج وريفها، بعد خروج «قسد» منها.

في المقابل، نفى الناطق الإعلامي باسم «قسد»، فرهاد الشامي، في تصريحات إعلامية، أن تكون «منبج قد شهدت هجمات عنيفة من الفصائل التركية»، وقال إن «الهجمات فاشلة»، متوعّداً بأن «تكون المدينة مقبرة للمهاجمين».

 ووفقاً لمصادر ميدانية، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «الفصائل المسلحة بدأت هجومها عبر تحريك مجموعات من داخل منبج، بالتزامن مع هجمات من أريافها بهدف الضغط ميدانياً على المنطقة لتسهيل السيطرة عليها».

 وأوضحت المصادر أن «المعارك التي تدور في المدينة، تبدو بمثابة محاولة من جانب الفصائل للسيطرة تدريجيّاً على مدن الشريط الحدودي الشمالي، من دون وجود معلومات عمّا إذا كانت الخطّة تهدف إلى السيطرة على كامل الحدود، وصولاً إلى مدينة المالكية في أقصى الريف الشمالي لمحافظة الحسكة». 

وقدّرت أن «تواصل تركيا هجماتها على مناطق سيطرة قسد عبر فصائل فجر الحرية بهدف استكمال مشروع الحزام الآمن»، متوقعة أن «تدخل كل من واشنطن وموسكو على خط الوساطة بين الطرفين».

أمّا في محافظة دير الزور، فبدا المشهد مختلفاً، مع نجاح «قسد» في السيطرة على مدينة دير الزور، وتثبيت نقاط السيطرة في محيطها، بعد تسجيل اشتباكات متقطّعة بينها وبين فصائل «ردّ العدوان».

 والظاهر أن «سوريا الديموقراطية» تريد الاحتفاظ بوجودها العسكري على طريق دير الزور، مروراً بالميادين، وصولاً إلى مدينة البوكمال عند الحدود مع العراق. 

وقدّرت مصادر ميدانية في دير الزور أن «توقّف الاشتباكات بين الطرفين حصل بعد تفعيل قناة تواصل بينهما، مع وجود مؤشرات إلى رغبتهما في تفادي الاقتتال»، 

مشيرة إلى أن «هناك حرصاً من الطرفين على تطويق أيّ مواجهات، في ظلّ معلومات عن إمكانية إشراك قسد في هيئة الحكم الانتقالية التي يتمّ التحضير لها بعد إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد».