تمديد هشّ لهدنة منبج : «قسد» - تركيا: معركة على الأبواب
الرأي الثالث - وكالات
مع انتهاء مهلة الأربعة أيام التي رعتها الولايات المتحدة لاعتماد هدنة طويلة الأمد بين «قسد»، من جهة، وتركيا وفصائل «الجيش الوطني» ، من جهة أخرى، وترك المجال مفتوحاً أمام المفاوضات السياسية، تزايد خطر اندلاع حرب في شمال سوريا وشمال شرقها في أي لحظة، على رغم استمرار المساعي لتأجيل هذه المعركة لأطول فترة ممكنة.
وفي هذا الإطار، أعلنت الخارجية الأميركية، مساء أمس، تمديد وقف إطلاق النار بين تركيا و»قسد» حتى نهاية الأسبوع، مضيفة: «أننا نريد تمديد وقف القتال في منبج لأطول مدة ممكنة».
وكانت الفصائل المدعومة من تركيا، استغلّت فترة المفاوضات لجلب تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينتي تل أبيض ومنبج، وذلك بهدف شن هجمات من جهتين على مدينة عين العرب (كوباني) وإخراج «قسد» منها، كخطوة أولى نحو السيطرة على كامل المناطق الخاضعة لسلطة الأخيرة.
وتضغط الفصائل عسكرياً على مدينة عين العرب بالتحديد، لكونها تتوسّط مواقع سيطرة «الجيش الوطني»، بين مناطق «نبع السلام» في تل أبيض ورأس العين، و»غصن الزيتون» في عفرين ومنبج التي سيطرت عليها الفصائل أخيراً.
كما أن السيطرة على عين العرب ستعني محاصرة مدينتي الطبقة والرقة، وبالتالي التمهيد لإخراج «قسد» من كامل جغرافيا محافظتي حلب والرقة، وحصرها في محافظة الحسكة وشرق دير الزور وشمالها.
ولذلك، تدرك «الإدارة الذاتية» أن أي سقوط لمدينة عين العرب، سيعني بداية الانهيار لها ولـ»قسد»، لكون «كوباني» من المدن التي صمدت بوجه هجمات «داعش»، ولموقعها المهم على الحدود مع تركيا، بالإضافة إلى أنها بوابة لدخول محافظة الرقة.
وكشف مدير المركز الإعلامي لـ»قسد»، فرهاد الشامي، في تصريحات إعلامية، أن «قسد أجرت ثلاثة لقاءات ميدانية بشأن تنظيم اتفاق لوقف إطلاق النار في قرقوزاق وسد تشرين ومنبج»، مؤكداً أن «المفاوضات لم تصل إلى أي نتائج بسبب تعنّت الاحتلال التركي وإصراره على الحرب».
ورأى أن «تركيا استغلّت فترة المفاوضات للتحضير لهجوم واسع على عين العرب»، لافتاً إلى أن «أنقرة تسعى لاحتلال كامل الأراضي السورية»، ومتوعّداً تركيا ورئيسها، رجب طيب إردوغان، بـ»الهزيمة في عين العرب.
فقد قرّرت قسد المقاومة على كل الأصعدة لحماية مناطق سيطرتها».
وترافق هذا التصعيد مع تسيير «التحالف الدولي»، دوريات مراقبة في مدينة الرقة وريفها، وقبل ذلك في عين العرب، بهدف محاولة إجبار الطرفين على الحوار، وتجنّب الحلول العسكرية.
وفي السياق نفسه، تعتقد مصادر مقرّبة من «قسد» بأن «تركيا أرادت من خلال المفاوضات على إعادة رفات سليمان شاه إلى موقعه بالقرب من كوباني، الدخول لمسافة كيلومترين جنوب المدينة، ما يعني محاصرتها»،
لافتة إلى أن «كل المؤشرات تؤكد أن نوايا تركيا عدوانية، وهي تريد شن هجمات لفرض سيطرة مسلحيها بالقوة على مناطق شمال وشرق سوريا، وليس فقط كوباني».
وكشفت أن «قسد تلقّت تطمينات أميركية بخصوص عين العرب، لكنّ قواعد التحالف وروسيا لم تعد موجودة إلا في الحسكة ودير الزور»، متوقّعة أن «تشن تركيا هجوماً ضاغطاً على عين العرب في الساعات أو الأيام القادمة».
من جهتها، قالت مصادر ميدانية إن «تركيا عازمة على تنفيذ خطة إنهاء الوحدات الكردية بالقوة، بعد رفض الأخيرة حل نفسها»، وفق ما دعاها إليه قائد الإدارة العسكرية في دمشق، أحمد الشرع، معتبرة أن «تركيا لن تجد نفسها منتصرة في سوريا، إلا إذا حقّقت هدفها بالقضاء على الوحدات الكردية».
ورأت المصادر أن «أنقرة أغلقت باب دمشق بوجه الإدارة الذاتية من خلال حثّها السلطات الجديدة على عدم التفاوض إلّا على تسليم السلاح، والانخراط في الجيش الجديد»،
متوقّعة أن «تشن تركيا هجمات على المناطق التي لا تشهد تواجداً للقواعد الأميركية، والانتظار إلى حين تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب ولايته، وأن يتخذ الأخير قرار الانسحاب الأميركي، ما سيفتح المجال لتركيا لشن هجماتها على مناطق النفط في الحسكة ودير الزور»،
مستدركة بأن «العائق الوحيد هو ملف سجون ومخيمات داعش، والتي قالت أنقرة إنها مستعدّة لإعداد خطة لحمايتها في حال الانسحاب الأميركي».