Logo

ميقاتي بعد لقائه الشرع في دمشق: تشكيل لجنة مشتركة لترسيم الحدود

الرأي الثالث -  وكالات

 أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، من دمشق، بعد لقائه القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، أنه ستكون هناك لجنة مشتركة للقيام بعملية ترسيم الحدود بين البلدين، 

مشدداً على ضرورة ضبط الحدود بشكل كامل، خصوصاً في النقاط غير الشرعية، لوقف أي عمليات تهريب بين البلدين.

وأكد ميقاتي في مؤتمر صحافي، بعد اللقاء، أن ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسورية على سلم الأولويات، والأمر يمكن أن يأخذ بعض الوقت، قائلاً: "أخرج من هذا الاجتماع مرتاحاً لوضع سورية ووضع العلاقات اللبنانية السورية". 

وتطرق ميقاتي إلى قضية النازحين السوريين في لبنان، مشيراً إلى أن لبنان يحتضن منذ سنوات أعداداً كبيرة من الإخوة السوريين، وبات ملحاً اليوم لمصلحة البلدين معاً معالجة هذا الملف سريعاً، وعودة النازحين إلى سورية التي بدأت تستعيد عافيتها، 

مشيراً إلى أنه لمس لدى الشرع كل تفهم لهذا الواقع، واستعداداً لمعالجة هذا الملف بشكل حاسم.

من جهته، أكد الشرع، في المؤتمر ذاته أن سورية ستقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، معتبراً أن أي عوائق حدودية بين البلدين يجب أن تلغى في المستقبل، موضحاً أن موضوع دخول اللبنانيين يعود إلى نقطة الحدود الجمركية. 

ورحّب الشرع بانتخاب جوزاف عون رئيساً للبنان، آملاً في بناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد.

ووصل ميقاتي إلى سورية في وقت سابق اليوم، في زيارة هي الأولى إلى دمشق لرئيس وزراء لبناني منذ عام 2010. 

وشارك في الاجتماع الذي ضمّ ميقاتي والشرع، عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير. 

وعن الجانب السوري، شارك كلّ من وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات أنس خطاب، ومدير مكتب الشرع علي كده.
 
وكان الشرع قد استقبل ميقاتي عند مدخل قصر الشعب.

 ووصل ميقاتي والوفد المرافق إلى مطار دمشق في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق ما أفاد مسؤول في المطار وكالة فرانس برس، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي الى دمشق منذ إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.

ووجه الشرع دعوة لرئيس الحكومة اللبناني، في 3 يناير/ كانون الثاني الحالي، لزيارة سورية من أجل البحث في الملفات المشتركة بين البلدين وتمتين العلاقات الثنائية. 

وقال حينها المكتب الإعلامي لميقاتي إن "اتصالاً جرى بين رئيس الحكومة وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع جرى خلاله البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفات الطارئة".

وجاء ذلك بعد إصابة أربعة عناصر من الجيش اللبناني خلال اشتباكات في منطقة معربون - بعلبك على الحدود اللبنانية السورية مع مسلحين سوريين، بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، وذلك خلال عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي. 

وأكد الشرع في المكالمة مع ميقاتي أن "الأجهزة السورية المعنية قامت بكل ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود ومنع تجدد ما حصل".
 
وكان زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط زار سورية، في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على رأس وفد سياسي وديني من مشايخ الدروز، حيث التقى مع الشرع ووجه له التحية في المعركة التي خاضها "من أجل التخلص من القهر والاستبداد"، 

متمنياً أن تعود العلاقات اللبنانية السورية إلى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين وأن تقام محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري.

وكانت السلطات السورية قد أخذت، أخيراً، قراراً بمنع دخول اللبنانيين إلى أراضيها عبر المعابر الحدودية، باستثناء الحاصلين على إقامة رسمية في سورية، 

حيث أكدت مصادر مطلعة  أن هذا القرار يعود لأسباب أمنية بحتة، من دون صدور أي تعليمات سياسية أو دبلوماسية رسمية في هذا الصدد.