Logo

فصائل فلسطينية تجتمع في القاهرة لبحث مسودة اتفاق وقف إطلاق النار

الرأي الثالث - وكالات

قالت مصادر، أن مصر وجّهت الدعوة لفصائل المقاومة الفلسطينية للاجتماع في القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، على ضوء التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي التي يرجح، بحسب مصادر متعددة، أن تتم قبل نهاية الأسبوع الحالي.

وبحسب ما توفر من معلومات، حتى ظهر اليوم الثلاثاء، فإنه من المقرر أن تصل وفود ممثلة لحركات حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ ووفد من التيار الذي يتزعمه القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، إلى القاهرة، لعقد مجموعة من الاجتماعات البينية، وكذلك للقاء المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري،

 بهدف وضع اللمسات النهائية على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي والتي ستتولى إدارة وتنسيق الشؤون المدنية والمعيشية في القطاع، وذلك على الرغم من رفض السلطة الفلسطينية وحركة فتح التعاطي مع المبادرة المصرية بتشكيل اللجنة.

وكانت فصائل حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وممثلون لتيار دحلان، قد سلموا المسؤولين في مصر قائمة من نحو 50 اسماً لشخصيات مستقلة من القطاع لاختيار 15 منهم لتشكيل اللجنة التي من المقرر أن تعمل تحت إشراف مصري ودولي بعد رفض السلطة الفلسطينية التعاون أو التنسيق معها.
 
ووفقاً لمصادر، فإنّ ملف اللجنة وإدارة القطاع عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ في عهدة مصر من أجل إنجازه وحسمه، حيث من المقرر أن تناقش اجتماعات القاهرة المقررة، الاتفاق بشأن الترتيبات الخاصة بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتنظيم عملية تشغيل معبر رفح خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.

ورغم رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لعمل لجنة الإسناد المجتمعي التي تأتي ضمن المبادرة المصرية لتشكيل إدارة فلسطينية للقطاع خلال اليوم التالي لوقف الحرب، إلا أن القاهرة لا تزال تعمل على جسر الخلافات وتقديم صيغة قد تقرب وجهات النظر، وتراعي مخاوف عباس.

وفي السياق انطلقت في الدوحة، اليوم الثلاثاء، "جولة أخيرة" من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

 وقال مصدر مطلع لوكالة فراس برس،  إن اجتماعات اليوم "تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من الصفقة"، بحضور رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد ديفيد برنيع، وموفدَي الرئيس الأميركي جو بايدن، بريت ماكغورك، والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويلتقي الوسطاء بشكل منفصل مع مسؤولي حركة حماس، على ما أفاد المصدر. 

وفي السياق، تحدثت مصادر مصرية عن استعدادات لتشغيل معبر رفح، لإدخال المساعدات واستقبال المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، لافتة إلى أنه سيتم إدخال المساعدات الإنسانية والوقود عبر معبر رفح منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار،

 مشيرة إلى أن بدء سفر المرضى والجرحى سيكون بعد مرور أسبوع على بدء الاتفاق. وأكدت المصادر أنه سيتم إدخال البيوت المتنقلة، والخيام، وآليات هندسية لإزالة الركام مع بدء الاتفاق.

ويأتي هذا في وقت يهدّد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بالاستقالة من الحكومة، في حال تمّ التوصل إلى اتفاق في غزة. واعتبر بن غفير، في شريط فيديو قام بتعميمه، اليوم الثلاثاء، أن هذه "صفقة خضوع لحماس"،

 داعياً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن أيضاً معارضته الصفقة، إلى الانسحاب معاً من الحكومة إذا تم إبرامها.

 وقال: "لا قدرة لحزب عوتسما يهوديت وحده على منع الصفقة، أقترح أن نذهب معاً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونخبره أنه إذا مرر الصفقة سننسحب من الحكومة".

لكن يبدو أن احتمال التوصّل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى، وفق الكثير من المؤشرات والتصريحات، وبفضل ضغوطات مارسها ترامب على حكومة الاحتلال، وفق ما أوردته تقارير إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، 

بالإضافة إلى "هدايا" قدّمها لها، تضاف إلى ذلك حسابات إسرائيلية داخلية، ولا يقلل ذلك من جهود الوسطاء أيضاً، قطر ومصر.

وأرسلت قطر، أمس الاثنين، مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومبادلة المحتجزين الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين، إلى إسرائيل وحركة حماس، في خطوة أولى تهدف لإنهاء الحرب المستمرة على القطاع منذ 15 شهراً. 

وقبل أسبوع واحد فقط من تولي ترامب منصبه، قال مسؤولون إنّ انفراجة تحققت في المحادثات التي تستضيفها الدوحة، وإنّ الاتفاق قد يكون قريباً.
 
وكشف مصدر مسؤول في حركة حماس ، مساء أمس الاثنين، عن أنّ الحركة تسلّمت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار من الوسطاء. 

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه سيُعقد اجتماع مركزي للحركة لمناقشة مسودة الاتفاق الذي تسلمته، وشدد على أنه "إذا لم يكن هناك مساس بالنقاط الجوهرية التي تهمّ شعبنا، فإن الرد سيكون إيجابياً".

ووفق مسودة الاتفاق الذي يقوم على ثلاث مراحل، سيتمّ في المرحلة الأولى، إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى. 

وتعتقد إسرائيل أن معظم المحتجزين على قيد الحياة، لكنها لم تتلقً أي تأكيد رسمي من "حماس". وإذا سارت المرحلة الأولى على النحو المخطط لها، فستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. 

وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلاً عن إعادة جثث المحتجزين. 

وتتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، الترتيبات طويلة الأمد، بما في ذلك المناقشات حول حكم بديل في قطاع غزة وخطط إعادة إعماره.