السيسي يتطلع إلى تهدئة في باب المندب مع وقف إطلاق النار بغزة
الرأي الثالث - وكالات
أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، عن تطلع بلاده لتهدئة الأوضاع في منطقة باب المندب، بعد التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز، في حضور وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير، للتباحث حول دور الموانئ البحرية المصرية في تيسير حركة الملاحة العالمية، ودعم سلاسل الإمداد بشكل فعال ومستدام.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في مضيق باب المندب، وسبل استعادة الأمن في تلك المنطقة بسبب أهميتها الكبيرة لطرق التجارة البحرية الدولية.
وأشار السيسي إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمة في هذا الإطار، باعتبارها الجهة الدولية التي تجمع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من ناحية، والأطراف الفاعلة في مجال الشحن البحري من ناحية أخرى.
وشهد اللقاء تأكيد الجانبين على استمرار التعاون في مجالات عمل المنظمة البحرية الدولية، في ضوء ما تمتلكه مصر من مقومات في مجال الشحن والنقل البحري، عن طريق قناة السويس وسواحلها الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر.
وحسب بيان للرئاسة المصرية، بحث الجانبان تعزيز التعاون في موضوعات البيئة وتغير المناخ والطاقة المتجددة والنظيفة، إثر استعراض جهود مصر في التحول إلى مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يساهم في تعزيز جهود المنظمة لاستخدام السفن للوقود البديل.
كما تناول اللقاء سبل تعزيز دور المنظمة في نقل الخبرات الدولية ذات الصلة بتلك التكنولوجيا، وتيسير الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر والبنى التحتية اللازمة بالموانئ والممرات البحرية الرئيسية في الدول النامية.
وتعلق مصر آمالاً واسعة على أن يدفع الاستقرار الأمني في غزة لإنقاذ اقتصادها من أزمة مالية خانقة، من خلال استعادة قناة السويس حركة الملاحة الدولية المعطلة منذ عام، واستئناف الأنشطة السياحية في شبه جزيرة سيناء، وزيادة الصادرات المحلية إلى القطاع، بالإضافة إلى مشروعات إعادة الإعمار.
وفي 10 يناير/كانون الثاني الحالي، حمل السيسي الحرب في غزة المسؤولية عن فقدان مصر نحو سبعة مليارات دولار دخلاً مباشراً، تمثل حجم التراجع في إيرادات قناة السويس خلال الـ11 شهراً الماضية، بما يعادل 350 مليار جنيه "كان يمكن ضخها في قطاعات كثيرة بالدولة". (الدولار= 50.37 جنيهاً).
وتراجعت إيرادات القناة من نحو 8.8 مليارات دولار في العام المالي 2022-2023 إلى 6.6 مليارات في عام 2023-2024، على خلفية استهداف جماعة الحوثيين في اليمن سفن الشحن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأثرت هجمات الحوثيين في حركة الملاحة بتلك المنطقة الاستراتيجية، التي يمر عبرها نحو 12% من التجارة العالمية، عقب تحويل العديد من شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا إلى نحو أسبوع.
وتمثل تحويلات المصريين العاملين في الخارج أكبر مصدر للعملة الأجنبية في البلاد، تليها الصادرات والسياحة وإيرادات قناة السويس، على الترتيب.