Logo

نواف سلام يميل إلى تشكيل حكومة لبنانية من 24 وزيراً

الرأي الثالث - وكالات

 طمأن رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام بأن تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة، وبأسلوب عمل جديد، مؤكداً أنه لن يكون صندوق بريد عند القوى السياسية،

 فاتحاً الباب في الوقت ذاته أمام التواصل مع الكتل البرلمانية والتشاور معها والاستماع إلى طلباتها باعتبارها الجهة التي تمنح الثقة، على أن يكون التشكيل مسؤوليته.

وخرج نواف سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون مساء اليوم الثلاثاء، في قصر بعبدا حاملاً بيده ملفاً أسود اللون من دون الكشف عمّا إذا كان قد قدّم أي مسودة بالأسماء أو تشكيلة وزارية، 

لكنه حرص على تكرار التعاون والتنسيق المستمرّ بين الرئاستين حاسماً مسألة ميله إلى حكومة من 24 وزيراً، ملوحاً أيضاً بفصل النيابة عن الوزارة.

وتوقف نواف سلام عند التسريبات الإعلامية لناحية توزيع الحقائب على الأحزاب التقليدية والسير أيضاً وفق شروط حزب الله وحركة أمل، خصوصاً بمنحهما وزارة المال، 

وعلى مستوى إعطاء كل أربعة نواب وزيراً، وغيرها من الأخبار والأسماء التي سرت وعرّضته لانتقادات سياسية وشعبية رافضة لسيره على نهج التأليف السابق، خصوصاً أنه معوَّل عليه بسلك طريق ونهج مختلف وإصلاحي، 

مؤكداً أن "معظمها شائعات، ومن باب التكهنات".

وحرص سلام على تأكيد التزامه تشكيل حكومة وفق أسلوب عمل جديد، مع احترام الدستور بشكل تام، وانطلاقاً من المبادئ التي سبق أن حددها ولا يمكن أن يبدّلها أو يتنازل عنها تحت أي ظرف، وفق تعبيره، منها رفض المحاصصة، التمسك بالشراكة الوطنية في تأليف الحكومة، والتي تقوم على الكفاءة والنزاهة في التمثيل، كما تأليف حكومة تستجيب لتطلعات المواطنين، وتعمل على النهوض والإصلاح، خصوصاً أن المسؤوليات الملقاة عليها غير مسبوقة لانتشال لبنان من أزماته المتراكمة.

وقال سلام في كلمة له أمام الصحافيين: "أطمئن اللبنانيين جميعهم أن تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة، وأعمل من دون كلل وبتعاون كامل مع الرئيس عون على ألا يتأخر ذلك"، 

مشدداً على أنه يريد تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، وسيعمل ليلاً ونهاراً لإتمام ذلك في أسرع وقت؛ لأن المهام كبيرة، رافضاً الحديث عن مهلة أو وقت لولادة الحكومة، لكنه أكد في المقابل أنها لن تأخذ أشهراً كما حال الحكومات السابقة.
 
وأضاف سلام: "أنا على تواصل مع الكتل البرلمانية فهذه حكومة عليها أن تأخذ ثقة النواب، من هنا أتشاور واستمع لطلبات الكتل، ولكن أنا من يشكل الحكومة وهذه مسؤوليتي، ولست صندوق بريد"، 

مشدداً على أنه "لم يلتزم بإعطاء أي حقيبة لأي فريق، أما حقيبة المال فهي مثل سائر الحقائب الوزارية ليست حكراً على طائفة، لكن أيضاً لا يمكن أن تكون ممنوعة على طائفة"، معتبراً أيضاً أن الحقائب كلها سيادية، ويجب أن نخرج من هذه التسميات.

ونفى سلام مسألة منح كل 4 نواب وزيراً، فهذه حكومة وليست "بازل"، مؤكداً أنه ميّال إلى حكومة من 24 وزيراً، 

فحكومة ثلاثينية أو ما كانت تسمى وحدة وطنية أثبتت التجارب أنها تحوّلت إلى حكومات شلل وطني، كما أن حكومة من 14 وزيراً وكأن منح كل وزير حقيبتين، ليست مناسبة في ظلّ حجم المهام الملقاة على الوزراء، 

مشدداً على أنّ "البرلمان مهمته العمل على التشريع ومراقبة الحكومة والأخيرة عليها أن تحكم".

وشدد رئيس الوزراء المكلف في معرض رده على أسئلة الصحافيين عما يُذكر عن شروط تعجيزية لحزب الله وحركة أمل وعراقيل تواجه ولادة الحكومة، على أنه لا سبب للإحباط لا اليوم ولا غدا، فالإحباط ممنوع، وأنا على تواصل مع حركة أمل وحزب الله.
 
وقال مصدرٌ مطلعٌ على أجواء اللقاء بين عون وسلام ، إنّ "الرئيس المكلف وضع عون في تصوّره الوزاري، والمبادئ التي يجب العمل عليها، وضرورة أن تكون الطوائف كلها ممثلة في الحكومة، مع التأكيد على رفض المحاصصة أو الاحتكار أو الإقصاء، 

ولم تُحْسَم الأسماء، فهناك أسماء عدة مقترحة على مستوى كل وزارة، ويجب أن يقع الاختيار على صاحب الكفاءة والنزاهة والقدرة على العمل والإنجاز في ظلّ المهام الصعبة التي ستلقى عليه".

وأشار المصدر إلى أنّ "نواف سلام يستمع إلى آراء القوى السياسية ومطالبها والأسماء التي تطرحها لكنه يدرسها وهو سيكون صاحب القرار بشأنها"، 

لافتاً إلى أنّ "عملية التأليف ليست سهلة، خصوصاً أنّ هناك تعويلاً شعبياً على سلام، الذي يحرص على العمل بأسلوب مختلف وجديد، وهناك عقد مرتبطة بطريقة تأليف الحكومات المتعاقبة، لكن سلام يعمل على حلها وفكّها مع حرصه في الوقت ذاته على عدم إقصاء أي مكوّن أو تهميشه". 

ولفت إلى أن "أسبوعاً فقط مرّ على تكليف سلام تشكيل الحكومة، ولا يمكن بالتالي الحديث عن تأخير، ولا يمكن في الوقت ذاته التسرّع، فهذه حكومة لديها مسؤوليات وتحديات كبرى، ويجب أن تكون على مستوى تطلعات الشارع اللبناني، لذلك الجهود مستمرة لولادة قريبة للحكومة".