لبنان يرفض بقاء إسرائيل في الجنوب بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً
الرأي الثالث - وكالات
عقد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري اجتماعاً مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز اليوم الخميس.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تلويح إسرائيل بتأخير استكمال انسحابها من الأراضي اللبنانية لما بعد 26 يناير/ كانون الثاني الجاري، بذريعة "عدم تنفيذ الاتفاق بالكامل".
وعرض بري مع رئيس اللجنة للأوضاع والمستجدات الميدانية حول الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، وخروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، بحسب ما ذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة البرلمان.
وقال مصدر مقرب من بري إن "اللقاء بحث آخر المستجدات الميدانية والوضع في الجنوب، وكان تشديد من الجانب اللبناني على رفض الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات المستمرة للاتفاق والقرار 1701، مع تكرار ضرورة الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال ضمن المهلة المتفق عليها، أي الستين يوماً، مع رفض أي ذرائع أو حجج دائماً ما يلجأ اليها العدو".
وأشار المصدر إلى أنّ "بري سمع من الجانب الأميركي أن المساعي مستمرة ومكثفة من أجل تأكيد الانسحاب الكامل لإسرائيل مع انقضاء المهلة، علماً أنه لم يحصل على ضمانات بذلك، ولكن كان هناك توافق وتأكيد أميركي بضرورة حصول ذلك، لا سيما في المرحلة الجديدة التي يدخلها لبنان، وتستدعي الاستقرار الكامل".
من جهته، قال مصدر نيابي في حزب الله : "إننا نترقب يوم 26 يناير، ولن نتحدث بالتفاصيل قبل انقضاء المهلة ورؤية مدى التزام العدو بتعهداته، علماً أن لا ثقة به، ونحن نعرف مناوراته والذرائع والأكاذيب التي يلجأ إليها ليبرر تجاوزاته واعتداءاته"،
مشيراً إلى أن "حزب الله نفذ فقط عملية واحدة رداً على اعتداءات إسرائيل، وبقي من دون أي رد آخر رغم كل الاعتداءات التي تجاوزت الـ500، وأسفرت عن سقوط شهداء وتدمير ونسف للبلدات الحدودية والبنى التحتية،
وذلك من أجل اظهار الالتزام بالاتفاق وترك الجيش اللبناني يقوم بمهامه، لكنه لن يسكت عن أي تجاوز يحصل بعد انقضاء المهلة، لا هو ولا بيئة المقاومة والأهالي الذين ينتظرون العودة وبدأوا يتحضرون لها".
من جانبه، قال مصدر في الجيش اللبناني إن "انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يتم بحلول الساعة الرابعة من فجر الأحد، تاريخ انقضاء مهلة الستين يوماً التي نصّ عليها الاتفاق، على أن ينتشر الجيش في هذه الأماكن، وبالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)"،
داعياً المواطنين إلى "التريث وعدم التسرّع بالعودة إلى بلداتهم بانتظار التعليمات الرسمية حفاظاً على سلامتهم".
ويكثف لبنان اتصالاته من أجل إرغام إسرائيل على الانسحاب بشكل كامل من الأراضي اللبنانية، التزاماً بالبنود المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي،
وكشف الرئيس جوزاف عون في هذا الإطار أنه "لقيَ تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه".
وقال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ إن تل أبيب وواشنطن تجريان محادثات بشأن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، مع قرب انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار مع حزب الله،
وذلك في وقتٍ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل تسعى إلى تأجيل استكمال انسحابها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب توصلت إلى تفاهم مع إدارة جو بايدن بشأن البقاء مدةً أطول، ولكن الرئيس دونالد ترامب يحثها على الانسحاب في الوقت المحدد.
في الإطار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، اعتداءاته في الجنوب، حيث أقدمت قواته على التوغل في حي راس الضهر، غربي بلدة ميس الجبل، وداهمت عدداً من المنازل بمشاركة الدبابات وسط إطلاق نار باتجاه المنازل.
هذا ودخل عدد من أهالي الناقورة اليوم إلى بلدتهم من أجل تفقد منازلهم التي دمرها العدوان الإسرائيلي، وذلك بعد حصولهم على تصاريح من الجيش اللبناني، فيما يستعد أهالي البلدات والقرى الحدودية التي لا تزال محتلة، ويتجاوز عددها الـ50، للعودة يوم الأحد،
علماً أنّ المسؤولين المحليين ورؤساء البلديات يواصلون إصدار البيانات التي تدعوهم إلى التريث وانتظار التعليمات الرسمية.
والتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، اليوم، قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، وتناول البحث التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق ترتيبات وقف إطلاق النار، حيث إن الجيش انتشر في كل المناطق التي انسحب منها الاحتلال الإسرائيلي، وهو في جهوزية كاملة للانتشار على كامل تراب الجنوب.
وأكد وزير الدفاع "موقف لبنان الثابت بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه في الجنوب ضمن المهلة التي حددتها ترتيبات وقف إطلاق النار بحلول 26 يناير الجاري".
وفي شأن آخر، أبلغ الرئيس اللبناني جوزاف عون المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن لبنان يريد عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، لا سيما بعد زوال الأسباب التي أدت إلى نزوحهم إلى لبنان.
وطلب عون من غراندي المباشرة بتنظيم مواكب العودة للنازحين، داعياً المجتمع الدولي إلى "توفير الدعم المادي والانساني لتحقيق هذه العودة، لا سيما أن بعض الدول بدأت فعلياً بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم"،
مشدداً على "أهمية العمل على وقف التسلل عبر جانبي الحدود بين البلدين".