حراك دبلوماسي خليجي مكثف في بيروت : نقف إلى جانب لبنان
الرأي الثالث - وكالات
التقى وزير الخارجية الكويتي عبدالله علي اليحيا، اليوم الجمعة، الرئيس جوزاف عون في مستهل زيارته إلى بيروت، والتي يلتقي فيها عدة مسؤولين لبنانيين.
وقال مصدر في قصر بعبدا الجمهوري ، إنّ "اللقاء تناول الأوضاع في لبنان والمنطقة، والتطورات الحاصلة خصوصاً لبنانياً مع انتخاب عون رئيساً للبلاد، وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة".
وهنأ اليحيا عون بتوليه رئاسة البلاد، وتم التطرق لـ"موضوع وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وذلك على مسافة ساعات من انقضاء مهلة الستين يوماً التي توجب على الاحتلال الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية".
وأشار المصدر إلى أنّ "هناك تفاؤلاً عربياً كما خارجياً بمستقبل لبنان، انطلاقاً من التعهدات التي وردت في خطاب القسم الذي ألقاه عون عند انتخابه رئيساً، بحيث إن الإصلاح هو المسار الأساسي للنهوض بلبنان ولعودة الدعم الخارجي إليه، ولا سيما في مجال إعادة الإعمار".
ولفت إلى أنّ "عون أكد أهمية قيام أفضل العلاقات بين لبنان والخارج وخصوصاً الدول العربية، معرباً عن أمله في تعزيز العلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة".
وأشار اليحيا إلى أن الزيارة "هي زيارة دعم وتأييد والتزام بالوقوف الى جانب لبنان لتقديم كل العون اللازم في كل المجالات"،
وشدد على "تفعيل اللجان المشتركة اللبنانية الكويتية لمعالجة المواضيع المطروحة وفق الحاجات اللبنانية".
وبالتزامن، يزور لبنان اليوم أيضاً الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي،
ويأتي ذلك في إطار الحراك الدبلوماسي الخارجي المكثف تجاه لبنان، الذي بدأ منذ انتخاب رئيس للبلاد، في 9 يناير/ كانون الثاني الحالي، ووضْع حدّ للشغور الرئاسي الذي تجاوز السنتين،
وكانت من أبرز محطاته الزيارة التي قام بها أمس الخميس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان باعتبار أنها الأولى من نوعها لمسؤول سعودي كبير إلى لبنان منذ 15 عاماً.
وأكد البديوي في مؤتمر صحفي مشترك، الجمعة، مع وزيري الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، والكويتي، عبدالله علي اليحيا، على ثبات مواقف دول مجلس التعاون الداعمة لوحدة واستقرار وأمن الجمهورية اللبنانية،
مشدداً على دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه وضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة في لبنان لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية،
كما أكد على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن خاصة القرار 1701 واتفاق الطائف لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دولياً وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية.
كذلك أشار البديوي إلى دعم دور الجيش وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان، ورفض تحوّل لبنان إلى نقطة انطلاق للإرهاب أو تهريب المخدرات وتهديد أمن المنطقة، وتجديد الرفض القاطع لاعتداءات قوات الاحتلال المتكررة على لبنان مع دعوتها إلى الانسحاب الفوري من كافة الأراضي اللبنانية،
مؤكداً أن أمن واستقرار لبنان عامل رئيسي للاستقرار في المنطقة.
ودعا الأمين العام جميع الأصدقاء والشركاء الدوليين لاستمرار الجهود المشتركة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم لبنان على كافة الأصعدة،
آملاً أن يلبّي تشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة طموحات الشعب اللبناني.
لبنان ينتظر فجر الأحد
على صعيد آخر، وعلى وقع الحراك الدبلوماسي السياسي الخارجي تجاه لبنان تبقى الأنظار متّجهة إلى الساعة الرابعة من فجر الأحد، تاريخ انقضاء مهلة الستين يوماً التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي،
والتي يجب فيها انسحاب جيش الاحتلال الكامل من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب اللبناني، خصوصاً أنّ العديد من التقارير والتصريحات الإسرائيلية تتحدث عن احتمال تأخير العملية والبقاء لمدّة أطول.
ويستغل جيش الاحتلال ما تبقى من وقتٍ لاستكمال عمليات تدمير ونسف وتفجير الأحياء والمنازل والمساجد والبنى التحتية للقرى الحدودية جنوبي لبنان. وقد توغّل اليوم الجمعة إلى منطقة الزقاق عند أطراف بلدة عيترون، وقام بعمليات تجريف وحرق عددٍ من المنازل.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأنّ قوة إسرائيلية توغلت عند منتصف الليل داخل بلدة بني حيان وقامت بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات الرصاص في المناطق المجاورة، قامت بعدها بإحراق عدد من المنازل.
ولا تزال هذه القوة منتشرة داخل أحياء البلدة حتى ساعات هذا الصباح، حيث تستكمل إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان.
وزاد الدمار في القرى الحدودية جنوبي لبنان خلال فترة الستين يوماً بنسبة تفوق تلك التي سجلت إبان العدوان الإسرائيلي أي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى تاريخ وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي،
حيث استغل الاحتلال أيضاً الاتفاق للتوغل في مناطق عجز عن الدخول إليه خلال المواجهات البرية مع حزب الله،
مع الإشارة إلى أن الخروقات الإسرائيلية تخطّت الـ500 خرق، وأسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 38 شخصاً.
وفي بيانٍ له، أمس الخميس، قال حزب الله إن "بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو انسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، تستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان الضغط على الدول الراعية للاتفاق، من أجل التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، وعدم إفساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال".
وشدد على أن "أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال".