Logo

سفن أميركية وبريطانية تبحر في البحر الأحمر بعد تعهد الحوثيين بوقف الهجمات

 في علامة على أن حركة المرور على أحد طرق التجارة الرئيسية في العالم يمكن أن تعود إلى طبيعتها بعد أكثر من عام من الاضطراب، عادت السفن البريطانية والأميركية إلى البحر الأحمر بعدما تعهد الحوثيون بوقف الهجمات على السفن المرتبطة بالدولتين، وفقاً لما أوردت بلومبيرغ في تقرير لها اليوم الثلاثاء.

ونجحت ست سفن مرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عبور البحر الأحمر من دون التعرض للهجوم منذ 19 يناير/كانون الثاني، عندما قال الحوثيون إنهم سيتوقفون عن استهداف السفن المرتبطة بتلك الدول، بحسب مركز المعلومات البحرية المشترك الذي يجمع المعلومات عن هجمات المسلحين من العديد من القوات البحرية.

ويقدّر مركز المعلومات البحرية المشترك أنه مع تقدم اتفاق السلام وبقاء السفن والبنية التحتية غير مستهدفة، من المتوقع تحسن الاستقرار. ومع ذلك، تظل المخاطر في البحر الأحمر وخليج عدن مرتفعة، 

كما قال المركز في تقرير هذا الأسبوع. وأعلن الحوثيون وقفاً جزئياً للهجمات، استجابة لاتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في غزة، بعد حملة استمرت أكثر من عام عطلت التجارة العالمية. 

وقالت الجماعة إن السفن المرتبطة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة سيُسمح لها بالمرور اعتباراً من 19 يناير، فيما تظل محظورة السفن المملوكة بالكامل لمواطنين أو شركات إسرائيلية، أو التي تبحر تحت العلم الإسرائيلي.
 
وإذا صمد الممر الآمن، فقد يمنح شركات الشحن الأخرى التي تستمر في تجنب البحر الأحمر الثقة للعودة. 

فقد قالت شركات عملاقة في الصناعة مثل شركة "إيه بي مولر-ميرسك إيه/إس" (A.P. Moller-Maersk A/S) الدنماركية، وشركة "إم إس سي مديتيرانين شيبينغ" (MSC Mediterranean Shipping Co. SA) السويسرية، وشركة "ميتسوي أو إس كيه لاينز" (Mitsui OSK Lines Ltd) اليابانية، إنها لن تستأنف عمليات العبور فوراً رغم التأكيدات، مستشهدة بعدم اليقين المستمر بشأن الأمن في البحر الأحمر.

وأجبرت الهجمات العديد من السفن على اتخاذ الطريق الأطول حول أفريقيا لتجنب البحر الأحمر، ما أدى إلى إطالة أوقات الرحلة وإضافة تكاليف الشحن، ما أسهم تالياً في زيادة نسب التضخم حول العالم.

كبريات شركات الشحن تستبعد عودة سفنها إلى البحر الأحمر

وفي السياق ورغم إبداء الجماعة الحوثية نوايا بعدم مهاجمة السفن في البحر الأحمر شريطة استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، باستثناء السفن التابعة أو المرتبطة بإسرائيل؛ أكدت أكبر ثلاث شركات مشغلة للحاويات في العالم، أنها لن تعيد سفنها إلى البحر الأحمر، معربة عن خشيتها من عدم الاستقرار في القطاع.

ونقلت جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن «إم إس سي ميدتيريان شيبينج»، و«إيه بي مولر مارسك»، و«سي إم ايه - سي جي إم»، في الأيام الأخيرة، أنها ستواصل اتخاذ مسارات أخرى لسفنها بعيداً عن البحر الأحمر؛ بسبب «الوضع غير المتوقع في غزة والتوترات الأوسع في الشرق الأوسط».

وعبّر نيلز هاوبت، المتحدث باسم أكبر شركة شحن في ألمانيا، «هاباج لويد»، عن المخاوف من «إرسال ناقلة غاز إلى البحر الأحمر تشتعل فيها النيران؛ ولا نعرف متى سنعود».

وتعهدت الجماعة الحوثية باستئناف هجماتها إذا واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، بعد إعلانها الالتزام بوقف تلك الهجمات إثر سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
 
واستخدمت الجماعة الحوثية طوال 14 شهراً الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة والزوارق لاستهداف السفن التجارية والسفن البحرية المرسلة لحمايتها في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب؛ ما تسبب في إجبار شركات الشحن على إرسال سفنها في طريق تلتف حول قارة أفريقيا جنوب عند رأس الرجاء الصالح.

وبعثت الجماعة الحوثية رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى شركات الشحن، أكدت فيها أنها لن تهاجم السفن الأميركية والبريطانية أثناء سريان وقف إطلاق النار في غزة، مستثنية من ذلك السفن المرتبطة أو التابعة لإسرائيل.

وحذَّرت الجماعة من أن تنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية أو صاروخية على مواقعها، ستعني عودة استهداف السفن.

وتوقعت شركة «موانئ دبي العالمية»، وهي شركة إماراتية تدير محطات في البحر الأحمر، أن يتم استئناف بعض الرحلات البحرية التي جرى تحويلها سابقاً؛ ما «سيعني انخفاض أسعار الشحن بنسبة 20 أو 25 في المائة»، وأن الأمر مرتبط بالوقت إن لم تقع حوادث.

ومنذ أيام توقع نائب الرئيس التنفيذي لشركة «دي بي وورلد» أن تبدأ السفن غير المرتبطة بإسرائيل العودة للبحر الأحمر قريباً؛ ما يدفع أسعار الشحن إلى «الانخفاض بشدة».
 
وتوقع في حديث إلى «رويترز» أن تتراجع أسعار الشحن البحري «بما لا يقل عن 20 و25 في المائة» على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وأطلقت الجماعة الحوثية، الأربعاء الماضي، سراح 25 من أفراد طاقم سفينة الشحن «غالاكسي ليدر»، التي استولت عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في أولى عملياتها الموجهة ضد التجارة الدولية في المياه المحيطة باليمن، دعماً لقطاع غزة، حسب مزاعمها.

وحتى منتصف العام الماضي، كانت الجماعة نفذت أكثر من 190 هجوماً على السفن التجارية وأصول البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقاً لبيانات البنتاغون، في حين ادعى زعيم الجماعة أن عدد السفن المستهدفة بلغ 211 سفينة مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.

ويقدَّر حجم مرور البضائع عبر البحر الأحمر بنحو 40 في المائة من إجمالي التداول التجاري بين قارتي آسيا وأوروبا، وتحمل السفن المارة بهذه الطريق، سنوياً، أكثر من 14 مليون حاوية، من السيارات والمواد الغذائية إلى السلع المنزلية والإلكترونيات، وتصل قيمتها إلى أكثر من تريليون دولار.
 
وتسبب مرور السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا بإضافة قرابة أسبوعين من وقت الإبحار، وزيادة في أسعار الشحن.

كما قُدّرت الكلفة التي تسبب بها تغيير مسارات السفن وزيادة رسوم التأمين بأكثر من 40 مليار دولار في السنة الأولى من الهجمات.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الجمعة، إن التعدي على السفن في البحر الأحمر لم يعد مقبولاً بعد توقف الحرب في قطاع غزة، مشيراً إلى تكبُّد الاقتصاد المصري ثمناً باهظاً جراء الهجمات.

وكشفت السلطات المصرية، الشهر الماضي، عن أن عدد السفن المارة في القناة بلغ نحو 35 سفينة يومياً، أقل بـ45 في السابق.

وتراجع عدد السفن المارة في القناة من 26 ألفاً و400 سفينة خلال عام 2023 إلى 13 ألفاً و200 خلال العام الماضي، بانخفاض نحو 50 في المائة.

طاقم سفينة ترفع علم هونغ كونغ يغادرها في البحر الأحمر بعد حريق

وفي سياق منصل قال مصدران بحريان إن طاقم السفينة «إيه إس إل باوهينيا» التي ترفع علم هونغ كونغ غادرها في البحر الأحمر بعد أن اندلعت نيران فيها اليوم الثلاثاء، مضيفين أن سبب الحريق لم يتضح بعد.

ووفقا لـ«رويترز»، ذكر المصدران أن سفينة أخرى أنقذت الطاقم وأن أفراده بخير، وأوضحا أن الواقعة حدثت في المياه المفتوحة قبالة اليمن.