نشاط مكثف للخارجية اليمنية بالتزامن مع احتشاد قبلي ووعيد للحوثيين
الرأي الثالث
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، رشاد العليمي، الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية اقتداءً بالتصنيف الأميركي، محذراً من عدم الوثوق بما سمّاه «العقيدة الإرهابية» للجماعة المدعومة من إيران.
وجاءت تصريحات العليمي -خلال استقباله في مقر إقامته في الرياض، الثلاثاء- رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، جبرائيل مونيرا فيناليس، وسفيري ألمانيا وفرنسا والقائمة بأعمال السفارة الهولندية.
وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وضع السفراء الأوروبيين أمام تطورات الساحة الوطنية، والتدخلات الأوروبية المطلوبة لدعم الاقتصاد اليمني، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وسفن الشحن البحري.
وأفادت وكالة «سبأ» الحكومية بأن اللقاء تطرّق إلى قرار الإدارة الأميركية بتصنيف الجماعة الحوثية «منظمة إرهابية أجنبية»، وإلى أهمية التحاق المجتمع الدولي بمثل هذه الإجراءات العقابية بوصفه خياراً سلمياً لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الميليشيات، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، خصوصاً القرار «2216».
وجدّد رئيس مجلس الحكم اليمني، خلال لقائه بالسفراء، طمأنة مجتمع العمل الإنساني باتخاذ كل الإجراءات المنسقة مع المجتمع الدولي لتوجيه متطلبات التصنيف الإرهابي نحو أهدافه الرئيسية دون الإضرار بالفئات الاجتماعية الضعيفة، والواردات الغذائية والسلعية المنقذة للحياة.
ودعا العليمي -حسب المصادر الرسمية- إلى استلهام العبر من التجارب المخيبة للآمال في التعامل مع الميليشيات الحوثية، وعدم الركون إلى محاولاتها المضللة بشأن عقيدتها الإرهابية المزعزعة لاستقرار اليمن، والأمن والسلم الدوليين.
الضغط على الحوثيين
وكثفت الخارجية اليمنية نشاطها الدبلوماسي خلال الفترة الأخيرة، وذلك بالتزامن مع تطورات عدة في اليمن، على رأسها التصنيف الأمريكي لجماعة الحوثي منظمة إرهابية.
وبدأ وزير الخارجية وشؤون المغتربين شائع الزنداني جولة خليجية استهلها من العاصمة العمانية مسقط، التقى فيها المسؤولين العمانيين، ثم توجه إلى الكويت، التي قابل فيها ولي عهدها، وعاد إلى الرياض.
وفي الرياض التقى وزير الخارجية بسفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، وناقش معهم تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وجهود تحقيق السلام، وفقا لوكالة سبأ الحكومية.
وتعد هذه المرة التي يتحرك فيها وزير الخارجية في جولة خليجية متعددة، على الأقل منذ تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
وأحدثت تصريحات الوزير الزنداني لصحيفة عُمانية أن الحوار هو الحل للوضع في اليمن ضجة واسعة، في ظل ارتفاع مؤشرات المواجهة داخل اليمن.
يتزامن هذا مع لقاءات لسفير السعودية في اليمن محمد آل جابر التقى فيها سفراء سلطنة عمان والجزائر، وهي لقاءات أعقبت مباحثات عسكرية سعودية مع المبعوث الأممي إلى اليمن قبل أيام.
وتواصل جماعة الحوثي إعلان ما تصفه بالنفير القبلي في مناطق سيطرتها خاصة في أوساط القبائل، سواء تلك الواقعة قرب خطوط التماس، أو في المدن الخلفية.
وسجلت تقارير صحفية اندلاع مناوشات في عدة جبهات محاذية بين الحوثيين والحكومة، أبرزها في تعز ومارب.
وتجمع العشرات من عناصر القبائل المسلحين في مدينة مارب داخل المناطق الموالية للحكومة للرد على الحوثيين، الذين احتشدوا بدورهم داخل نطاق سيطرتهم.
وتوعد زعيم جماعة الحوثي بعودة هجماته والرد على أي تصعيد يستهدف جماعته، وذلك في أول خطاب له الأحد منذ قرار التصنيف، وهاجم الولايات المتحدة، وأعاد التذكير بالمواجهة الحكومية مع عناصره في حروب صعدة الست.
وفي سياق التحرك اليمني لدى الاتحاد الأوروبي، طلب وزير الخارجية شائع الزنداني، خلال استقباله سفراء الاتحاد، الضغط على الجماعة الحوثية لوقف اعتداءاتها والتجاوب مع جهود السلام.
وتعقب هذه التطورات لقاءات متعددة لرئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك في الولايات المتحدة، وذلك في مؤتمر رعته عدة دول على رأسها بريطانيا، وخرج بتوصيات تؤكد على دعم الحكومة اليمنية، وتزويدها بالدعم اللازم خاصة في قوات خفر السواحل.
في هذه الأثناء يواصل السفير الأمريكي لدى اليمن لقاءاته مع أطراف في الحكومة اليمنية، والتقى خلال اليومين الماضيين عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، بينما عاود سفراء الإتحاد الأوروبي لقاء رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي.
وأفاد الإعلام الرسمي بأن الزنداني التقى سفراء الاتحاد الأوروبي، والنمسا، وبلجيكا، وبلغاريا، وكرواتيا، وقبرص، والتشيك، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، والمجر، وآيرلندا، وإيطاليا، ومالطا، وهولندا، وبولندا، والبرتغال، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، وبحث معهم -بحضور نائبه مصطفى نعمان- تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في بلاده، وكذا الجهود المشتركة لدعم الحكومة لتقديم الخدمات العامة وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، إضافة إلى استعراض آخر المستجدات الإقليمية والجهود المبذولة لتحقيق السلام.
وشدد الزنداني، خلال اللقاء، على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية للضغط على ميليشيات الحوثي لوقف اعتداءاتها المستمرة، والتجاوب مع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن».
ونسب الإعلام الرسمي إلى السفراء أنهم جددوا دعمهم لأي مبادرات هادفة لتحقيق الحل السياسي في اليمن، وأكدوا التزام دولهم بمساندة مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية، لتحقيق السلام والاستقرار، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب.