Logo

وزير الخارجية المصري من بيروت: لانسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان

الرأي الثالث - وكالات

يجول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، التي وصلها صباح اليوم الجمعة، لتأكيد دعم مصر للبنان في ظل المرحلة الدقيقة والعصيبة التي تمر بها البلاد، مشدداً في مواقفه على ضرورة تنفيذ القرار الدولي 1701 ببنوده كافة وانسحاب إسرائيل الكامل من الجنوب ووقف انتهاكاتها واستهدافها للمدنيين العائدين إلى منازلهم. 

وأكد عبد العاطي أنّ "الدور المصري مستمرّ ولن يتوقف، وهو ثابت في وقف كل الخروقات الإسرائيلية "، مشدداً على أنّ "الاتصالات دورية مع وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب ومع الإدارة الأميركية الجديدة ومع الجانب الإسرائيلي كما مع فرنسا، 

لتأكيد أهمية الالتزام بالتنفيذ الكامل لاتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار وضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية كافة من دون انتقاص، ووقف الانتهاكات واستهداف المدنيين، والاتصالات مستمرة بهذا الشأن".

واجتمع وزير الخارجية المصري صباح اليوم مع الرئيس جوزاف عون ونقل إليه رسالة تهنئة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمّنت دعوة لزيارة مصر "في أقرب فرصة للتنسيق والتشاور"، 

معرباً فيها عن دعم مصر الكامل للبنان حكومةً وشعباً واستعدادها لمساندة لبنان في تخطي تبعات الحرب والدمار والمشاركة في عملية إعادة الأعمار.

وفي زيارته الثالثة إلى بيروت خلال ستّة أشهر، قال عبد العاطي إنّ "السيسي أعطى توجيهات للحكومة المصرية بالعمل على إعادة تطوير وتفعيل وتنشيط كل أطر التعاون الثنائي بين البلدين، مع التطلّع إلى عقد اللجنة العليا المشتركية برئاسة رئيس وزراء مصر ولبنان خلال هذا العام فور تشكيل الحكومة بقيادة الرئيس المكلف نواف سلام". 

ولفت في تصريح من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس اللبناني إلى أن "انتخاب عون كان مبعث ارتياح شديد ليس فقط للشعب اللبناني بل أيضاً للشعب المصري والقيادة والحكومة المصريتين، وكلنا أمل وثقة في الإدارة الحكيمة للرئيس عون لدفّة الأمور إلى برّ الأمان، ونحن على ثقة بأنه سيكون هناك ازدهار واستقرار وأمن في لبنان الشقيق".

وأضاف: "تحدثنا عن الدعم المصري الكامل للبنان في إعادة الإعمار وحلّ الأزمات وذلك في إطار الجهد الدولي وأكدت استعداد مصر والحكومة المصرية والشركات المصرية في خدمة لبنان وتنفيذ كل مشروعات التعافي وإعادة الإعمار"، 

وأشار عبد العاطي إلى "أهمية تنفيذ القرار 1701 بكل بنوده ونصوصه وبروحه ومن دون انتقاص"، 

مؤكداً أن "مصر حريصة كل الحرص على تأكيد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان من دون الانتقاص من أي شبر من السيادة والأراضي اللبنانية".

كما أعرب وزير الخارجية المصري عن ترحيب القاهرة بـ"انتشار الجيش في كل لبنان وحرصها على تقديم كل الدعم للمؤسسة العسكرية والجيش اللبناني الوطني العظيم"، 

مؤكداً أهمية عودة كل النازحين من الشعب اللبناني إلى الجنوب والبقاع مع الإدانة الكاملة للاستهداف غير المبرر وغير المشروع للمدنيين أثناء العودة إلى منازلهم. وتطرق عبد العاطي إلى الملف الحكومي، 

مؤكداً التطلع إلى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة بقيادة نواف سلام، حتى يستكمل لبنان كل مؤسساته واستحقاقاته، ويتم التفرغ إلى إعادة الإعمار، ويعود لبنان كما كان مركزاً للإشعاع الحضاري والثقافي والفني والمالي والاقتصادي في المنطقة العربية.
 
ورداً على سؤال حول تأخر ولادة الحكومة في ظل الانقسامات والتجاذبات السياسية، أكد عبد العاطي أن "مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية لا بد أن تتم بملكية لبنانية وطنية تامة ونحن ندعم كل جهود سلام في تشكيل حكومة لبنانية لا تقصي أحداً ولا تستبعد أحداً وتعكس كل التنوع الطائفي والديني في لبنان الشقيق ونتطلع إلى سرعة الإنجاز وتكون حكومة لبنانية قوية تمثل الجميع حتى تتولى مسؤوليتها الوطنية في إعادة الإعمار وتلبية تطلعات الشعب اللبناني الشقيق الذي عانى كثيراً وآن له أن يستريح وينعم بالاستقرار والرفاهية".
 
وتأتي زيارة عبد العاطي في وقت تواصل إسرائيل خرقها اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن ضمن بنوده الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية خلال مهلة ستين يوما، أي بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني الجاري، قبل أن يعلن البيت الأبيض تمديدها حتى 18 فبراير/شباط المقبل. 

ومنذ انتهاء مهلة الستين يوماً، فجر الأحد الماضي، تتمادى إسرائيل في اعتداءاتها على المدنيين العائدين إلى قراهم، موقعة في صفوفهم العديد من الشهداء والجرحى، بينهم عسكريون ومسعفون ونساء وأطفال، 

كما واصل الاحتلال عمليات التفجير والتجريف ووسع هذا الأسبوع استهدافاته لتطاول النبطية والبقاع اللبناني.