Logo

"الاستيلاء على غزة" يتصدر الصحف الأميركية: نهج ترامب المتغطرس

الرأي الثالث -أسوشييتد برس

 تصدر عنوان "الاستيلاء على غزة" كبريات الصحف والمجلات الأميركية، ووصفت مجلة ذا تايم طرح الرئيس دونالد ترامب بـ"الغريب"، 

فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز إن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على أراضٍ في الشرق الأوسط ستكون بمثابة انقلاب دراماتيكي في موقف ترامب الذي ترشح لمنصبه لأول مرة في عام 2016 متعهداً بإخراج أميركا من المنطقة بعد حرب العراق.

وقالت "ذا تايم" إن طرح ترامب يأتي في لحظة حساسة بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار. ورأت المجلة الأميركية أن ترامب تجاهل تاريخ الصراع على ملكية الأرض في هذه البقعة من العالم،

 مشيرة إلى أن ملكية الأرض جزء أساسي من صراع الشرق الأوسط. وفي تصريحات مدوية خلال مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم بالكشف عن رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة مع التأكيد مجددا على ضرورة تهجير الفلسطينيين منه وإبعادهم إلى أماكن أخرى، 

معتبرا أنه لا بديل عن ذلك، بدعوى أن القطاع لم يعد صالحا للعيش فيه، وتحدث عن "ملكية أميركية طويلة الأمد" لإعادة إعمار القطاع وخلق العديد من فرص العمل فيه، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، دون الإشارة إلى السند القانوني الذي يقوم عليه طرحه.

وبعدما تبادل ترامب ونتنياهو الإطراء، خلط الرئيس الأميركي الأوراق وخرج بقرارات مفاجئة للكثيرين، فبينما كانت الأنظار تترقب ما ستتمخض عنه محادثات ترامب ونتنياهو بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار وسبل المضي قدما في تنفيذ ما تبقى من مراحله وتذليل العقبات أمامها،

 جاءت تصريحات ترامب لتضع الاتفاق برمته على المحك. لم يتطرق ترامب ونتنياهو إلى تفاصيل المرحلة الثانية من صفقة التبادل، التي كان من المفترض أن تبدأ الاثنين الماضي، واكتفيا بالحديث عن رغبة مشتركة في إطلاق سراح من تبقى من الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.

وربطت قناة سي إن بي سي الأميركية طرح ترامب بمجموعة من القرارات المماثلة التي فاجأ بها العالم خلال الأيام المعدودة التي أمضاها في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، 

مشيرة إلى أن تصوره يأتي في أعقاب كشفه عن رغبة في الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
 
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن سكان غزة لا يريدون مغادرة أراضيهم الأصلية، كما أن مقترح ترامب لم يتحدث بشكل واضح عن أين توجد أرضهم الجديدة باستثناء الحديث عن نقلهم إلى الأردن ومصر أو "ربما قطعة أرض جديدة وجميلة"،

 إضافة إلى عدم حديثه عن الجوانب العملية لإجبار السكان على مغادرة القطاع، وخاصة أنه قال إنه "سيجبرهم على ذلك حتى لو لم يرغبوا". وأضافت "الفكرة تشير إلى نهج ترامب المتغطرس في التعامل مع المنطقة.. 

يحاول ترامب الظهور بأنه قادر على حل ما فشلت به الجهود الدبلوماسية الأميركية طوال عقود، دون إعطاء أي اعتبار لما يريده الفلسطينيون".
 
أما صحيفة نيويورك تايمز فقالت إن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على أراضٍ في الشرق الأوسط ستكون بمثابة انقلاب دراماتيكي في موقف ترامب الذي ترشح لمنصبه لأول مرة في عام 2016 متعهداً بإخراج أميركا من المنطقة بعد حرب العراق. 

إضافة لذلك، تقول الصحيفة إن ترامب لم يكشف في خطته عن أي سلطة قانونية تمنحه الحق في الاستيلاء على المنطقة، ولم يتطرق إلى حقيقة مفادها أن الإبعاد القسري للسكان ينتهك القانون الدولي وعقودًا من إجماع السياسة الخارجية الأميركية في كلا الحزبين.

ووصفت شبكة سي أن أن تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على غزة بأنها "تأكيد لافت من رئيس أميركي في منصبه، لا سيما أنه رئيس صعد إلى السلطة السياسية في الولايات المتحدة من خلال انتقاده للحروب الأميركية الأطول في الشرق الأوسط وتعهده بإعادة الاستثمارات الأميركية إلى مواطنيها.

 وهي تفتح الباب أمام مجموعة من الأسئلة حول الكيفية التي سيمضي بها ترامب في الاستيلاء على الأراضي، وما هي صلاحياته القانونية ومن سيدفع ثمن هذا الجهد".

وتوقعت الشبكة الإخبارية الأميركية أن "يكون هناك الكثيرون في المنطقة ممن يعارضون خطة ترامب، على الرغم من ادعائه بأن جميع محاوريه يحبذونها"، 

وأشارت إلى رفض مصر والأردن بالفعل فكرة قبول المزيد من اللاجئين الفلسطينيين خشية زعزعة الاستقرار وعدم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.

وسارعت المملكة العربية السعودية للتعبير عن رفضها التام المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنها لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، 

وشددت على أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون حصول ذلك. وشددت وزارة الخارجية السعودية في بيان على أن "موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع"، وأن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات".

واعتبر البيان أن "السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأميركية السابقة والإدارة الحالية".

ويرى مراقبون أن مفاجأة ترامب بشأن غزة تندرج ضمن سلسلة تصريحاته وقراراته الصادمة التي وضعته في مواجهة العديد من دول العالم سواء كانت سياسية أو اقتصادية، ما حدا به إلى تأجيل بعضها. 

وتباين تفسير ذلك بين فريق يرى أن قراراته فجائية غير مدروسة مدفوعة بمنطق القوة، وفريق آخر ينظر إليها باعتبارها فلسفة لتحقيق رؤيته من خلال الارتفاع بسقف المطالب حتى ينال ما يستهدف من خلال التفاوض.