قمة أوروبية غربية في أوكرانيا بالذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية
الرأي الثالث - وكالات
وصل قادة الاتحاد الأوروبي ومسؤولون أجانب إلى كييف، اليوم الاثنين، لتأكيد دعمهم لأوكرانيا في الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية، فيما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى دعم أقوى لأوكرانيا.
وقالت فون ديرلاين عبر شبكات التواصل الاجتماعي: "نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا"،
مرفقة منشورها بمقطع فيديو تظهر فيه وهي تصل في قطار إلى كييف برفقة رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
وإلى جانب فون ديرلاين وكوستا، وصل إلى كييف رئيس وزراء كندا جاستن ترودو بالقطار صباح اليوم، لإحياء الذكرى السنوية الثالثة للغزو الروسي.
وكان في استقبال الزوار في محطة القطار كل من وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك.
ومن المقرر أن يحضر الضيوف، بالإضافة إلى رؤساء وزراء دول شمال أوروبا وإسبانيا، فعاليات مخصصة للذكرى السنوية الثالثة للغزو الروسي، حيث سيبحثون سبل دعم أوكرانيا في ظل التحول الأخير في سياسة الولايات المتحدة تحت رئاسة دونالد ترامب.
ويحضر القادة قمة تجمع، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، 13 مسؤولاً، فيما ينضم إليه 24 آخرون عبر الفيديو. وحيا زيلينسكي اليوم المقاومة الأوكرانية في الذكرى الثالثة للغزو الروسي.
ومع إتمام الحرب عامها الثالث، كتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "ثلاث سنوات من المقاومة. ثلاث سنوات من عرفان الجميل. ثلاث سنوات من البطولة المطلقة أظهرها الأوكرانيون"، شاكراً "كل الذين يدافعون (عن أوكرانيا) ويدعمونها".
قمة أوروبية خاصة بشأن أوكرانيا في 6 مارس المقبل
وبمواجهة الخطر الروسي وتبدل الموقف الأميركي، يسعى الأوروبيون الذين باتوا في موقع ضعف لتعبئة قواهم. وفي هذا السياق، أعلن كوستا عقد قمة أوروبية خاصة في السادس من آذار/مارس، قائلاً "إننا نعيش لحظة حاسمة لأوكرانيا والأمن الأوروبي".
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الولايات المتحدة اليوم الاثنين والخميس على التوالي.
وردد ماكرون في طريقه إلى واشنطن أنه هو و"زملائي الأوروبيين ملتزمون بعودة السلام بصورة عادلة ومتينة ودائمة"، وعازمون على أن "يخرج أمن الأوروبيين معززاً" من المفاوضات.
حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا
إلى ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي اليوم مجموعة سادسة عشرة من العقوبات على روسيا في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان أنه "منذ ثلاث سنوات تقصف روسيا بلا توقف أوكرانيا على أمل انتزاع أراض لا تعود لها"، مضيفة أن "كل رزمة من العقوبات تحرم الكرملين من الأموال الضرورية لشن هذه الحرب".
وتهدف هذه الحزمة إلى تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة والذخيرة، بما في ذلك قذائف المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي، وتدريب وتسليح المزيد من الجنود الأوكرانيين.
ومن المتوقع أن يقدم وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إحاطة لزملائه في الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع على الجبهة عبر الفيديو.
ووفقاً لأرقام المفوضية الأوروبية، فقد دعم الاتحاد الأوروبي ودوله الـ27 أوكرانيا على مدار السنوات الثلاث الماضية بما يقارب 134 مليار يورو، بما في ذلك حوالي 48 مليار يورو مساعدات عسكرية.
وكانت فون ديرلاين قد قالت، قبيل ساعات من اجتماعها المقرّر في كييف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "أوكرانيا الحرة وذات السيادة هي في مصلحة العالم بأسره".
وأضافت: "يجب أن نسرع في تسليم الأسلحة والذخيرة بشكل عاجل"، مشيرة إلى أنها ستطرح قريباً خطة شاملة لزيادة إنتاج الأسلحة وقدرات الدفاع في الاتحاد الأوروبي، وهو ما ستستفيد منه أوكرانيا أيضاً.
كما أعلنت فون ديرلاين عن تدابير إضافية لزيادة أمن الطاقة في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، وقالت إن الهدف هو دمج أسواق الكهرباء في أوكرانيا ومولدوفا بالكامل في شبكة الكهرباء الأوروبية بحلول نهاية العام المقبل.
وقالت وزيرة دفاع ألمانيا السابقة: "شراكتنا الوثيقة هي في مصلحة أوكرانيا، ولكن أيضاً في المصلحة الأوروبية".
بدوره، كتب كوستا في منشور له على منصة إكس في الساعات الأولى من اليوم الاثنين: "قبل ثلاث سنوات، في هذه اللحظة بالذات، حطم غزو روسيا السلام في أوكرانيا، وتسبب في معاناة هائلة للشعب الأوكراني".
وأضاف في فيديو مرفق مع المنشور: "اليوم نحن جميعاً أوكرانيون. المعاناة التي ألحقها بكم الروس منذ بداية هذه الحرب العدوانية هي قاسية ولا تغتفر".
وتابع: "كنا معكم منذ اليوم الأول وسنظل معكم جنباً إلى جنب، كتفاً بكتف. نريد سلاماً عادلاً ودائماً، كما تريدون أنتم"، وقال "مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وأمن أوكرانيا هو أمن أوروبا".
وتأتي الزيارات بعدما شهدت العلاقات الدبلوماسية بين كييف وواشنطن تحولاً كبيراً، في وقت تشعر فيه الدول الأوروبية وأوكرانيا بالقلق من احتمال أن تسعى كل من الولايات المتحدة وروسيا إلى تسوية السلام بينهما بشكل ثنائي،
وهو ما قد يمنح موسكو تنازلات إقليمية، ويستثني أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويغلق الباب أمام مشاركة الولايات المتحدة في عمليات حفظ السلام المستقبلية.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)