Logo

الحكومة اليمنية: إيران مستمرة في تزويد الحوثيين بالسلاح

الرأي الثالث - متابعات

قالت الحكومة اليمنية، إن جماعة الحوثي التي هجرت ملايين اليمنيين تتاجر بالقضية الفلسطينية، ضمن إطار مشروع إيران في المنطقة.
 
وذكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني أن الجماعة، تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية، متناسية سجلها الحافل بجرائم التهجير القسري بحق ملايين اليمنيين.
 
وأضاف لإرياني في تصريح صحفي "في الوقت الذي ترفع فيه مليشيات الحوثي شعارات الدفاع عن فلسطين وتتحدث عن مخططات التهجير في قطاع غزة، تتناسى سجلها الحافل بجرائم التهجير القسري التي ارتكبتها بحق ملايين اليمنيين".
 
ولفت إلى انه وبذريعة الحرب والسيطرة، تسببت المليشيات الحوثية في تشريد أكثر من ستة ملايين يمني، في أكبر موجة نزوح “داخلي، خارجي” في تاريخ اليمن، بعد أن مارست سياسات القمع والتشريد، وفجرت منازل معارضيها، متسببة في اكبر كارثة الإنسانية في العالم، في مشهد يعكس تناقضها الواضح بين ما تدّعيه وما تمارسه على أرض الواقع.
 
وأضاف الارياني: أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي يتغنى بالقضية الفلسطينية، ليس سوى "زعيم عصابة" ارتكبت أفظع الجرائم بحق اليمنيين، من تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، إلى تفجير المنازل، ومصادرة الممتلكات، واعتقال المعارضين وتعذيبهم في السجون السرية، بالإضافة إلى فرض سياسات التجويع والنهب المنظم للموارد، مما جعل الحياة في مناطق سيطرتها “جحيمًا لا يُطاق”.
 
وأكد أن الشعارات التي يرفعها الحوثيون “ليست سوى وسيلة لاستغلال المشاعر وكسب الشعبية”، بينما هم في الواقع يمارسون أبشع الانتهاكات بحق أبناء بلدهم.
 
ودعا اليمنيين إلى عدم الانخداع بخطابات المليشيا الزائفة، والوقوف ضد مشروعها التخريبي الذي لم يجلب لليمن سوى “الدم والدمار والخراب”.
 
وأكد الارياني، أن الوقت قد حان لكي يتعامل المجتمع الدولي بحزم مع انتهاكات جماعة الحوثي، التي لم تكتفِ بجرائمها ضد اليمنيين، بل باتت تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
 
وطالب الوزير اليمني باستكمال فرض عقوبات صارمة على بقية القيادات المسؤولة عن هذه الانتهاكات، ومحاسبتهم على جرائمهم بحق المدنيين.
 
وحذر من أن استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم اتخاذ خطوات جدية لوقف هذه الانتهاكات، شجع الحوثيين على التمادي في ممارساتهم القمعية.

وفي السياق جددت الحكومة اليمنية الشرعية اتهامها لإيران بالاستمرار في دعم ميليشيات الحوثي بالأسلحة بصورة مباشرة عبر موانئ الحديدة (غرب البلاد).

وقال وزير الدفاع اليمني محسن الداعري إن النظام الإيراني مستمر بدعم جماعة الحوثي بالأسلحة والصواريخ والمسيرات بصورة مباشرة عبر موانئ الحديدة، في وقت أكد جاهزية الجيش لأي تصعيد عسكري من قبل الحوثيين.

وفي لقاء جمعه والمستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى اليمن أنتوني هايورد داخل العاصمة الموقتة عدن، اتهم الداعري المجتمع الدولي بـ"التهاون مع الميليشيات مما جعلها تستمر في جرائمها بحق الشعب اليمني".

وشدد الداعري على ضرورة دعم القوات المسلحة اليمنية لمواجهة الحوثيين، مؤكداً أنها في كامل جاهزيتها لردع اعتداءاتهم وجرائمهم.

وينفي الحوثيون ومعهم إيران تلك الاتهامات. وسبق ونفى القيادي في جماعة الحوثي حميد عاصم تلقيهم دعماً من إيران خلال حوار مع "اندبندنت عربية". وقال عاصم إن إيران دولة شقيقة ونتمنى أن تدعمنا كما يدعي بعض ومن يتهمنا عليه إثبات ذلك.

تأكيد دولي

في غضون ذلك، أكدت الشرعية اليمنية أهمية تنفيذ القرارات الدولية في شأن حظر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيات الحوثي. واعتادت إيران نفي تزويدها المليشيا الحوثية بالأسلحة، غير أنها أقرت مرات عدة بأنها تدعمها بالمستشارين وتضعها في سياق ما تسميه "محور المقاومة".

إلى ذلك جدد سفير اليمن لدى فيينا ومندوبها الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيثم شجاع الدين في كلمة اليمن خلال اجتماعات مجلس محافظي الوكالة، مطالبة إيران بالكف عن سلوكها المزعزع للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، من خلال استمرار دعمها لميليشيات الحوثي بالسلاح مما يستوجب دعم اليمن لحماية أراضيه، مجدداً مطالب بلاده للمجتمع الدولي "باتخاذ خطوات عملية لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في استعادة الدولة وتعزيز قدرتها، من أجل حماية الممرات المائية الحيوية في اليمن".

وناقش الاجتماع موضوع التحقق والرصد في إيران بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 لعام 2015، وتجاوزات إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة بسبب وقف إيران التزاماتها المتعلقة ببرنامجها النووي.

مناورة مع إسرائيل

وأمس الأول هدد زعيم الميليشيات الحوثية باستئناف العمليات البحرية ضد إسرائيل ما لم تتراجع عن قرارها بمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال أربعة أيام، بعد التهدئة التي فرضها اتفاق وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة.

وقال الحوثي في بيان مصور "سنعطي مهلة أربعة أيام للوسطاء (في محادثات إطلاق النار) في ما يبذلونه من جهود، لدخول المساعدات إلى غزة"، متوعداً بالعودة لشن عملياتهم العسكرية في المياه الدولية في حال استمرار إسرائيل منع دخول المساعدات.

وثمنت حركة "حماس" تهديدات الحوثي واصفة إياه بـ"القرار الشجاع"، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف "جريمة التجويع" التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، اتهمت جماعة الحوثي الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بالمشاركة في مناورات عسكرية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت وكالة سبأ التابعة للحوثيين إن القوات العسكرية التابعة للحكومة "شاركت في مناورات عسكرية بمدينة إيلات إلى جانب العدو الصهيوني، وبرعاية أميركية مباشرة".

ووفقاً للخبير العسكري عبدالعزيز الهداشي فإن الحوثي يهدف من وراء نشر هذه "الدعايات إلى تخدير الناس البسطاء وإيهام الشارع بأنه يواجه الصهيونية لكسب تعاطف الناس، لتعزيز جبهاته بالمقاتلين والمراهقين والمغرر بهم".

وأوضح أن تهديد الحوثي باستئناف عملياته ضد الملاحة الدولية رسالة إعلامية أخرى هدفها إيصال رسائل داخلية وخارجية لتحقيق مكاسب لا علاقة لها بفلسطين وقضيتها، بقدر ما هي مغامرات بطولية جوفاء تعرض مقدرات البلاد للتدمير، في حين أن تلك المشاغبات لا تضر إسرائيل ولا تغير من موازين القوى".

ويضيف "لو كان محور المقاومة الإيراني جاداً لكلف أحد أذرعه القريبة من إسرائيل بشن عمليات ستكون جدواها العسكرية أفضل بكثير من مغامرات الحوثي غير المحسوبة، خدمة للمشروع الإيراني".