السواحل اليمنية تستقبل مئات المهاجرين الأفارقة خلال أيام
الرأي الثالث - متابعات
رغم القيود التي فرضتها السلطات اليمنية في مواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، فإن المئات من هؤلاء تمكنوا من الوصول إلى سواحل البلاد خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الحالي، لينضموا إلى مئات وصلوا قبلهم إلى هذا البلد الذي يعاني من صراع ممتد منذ عشرة أعوام .
ومع تسجيل وصول أكثر من 1500 مهاجر غير شرعي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أعلنت الحملة الأمنية المشتركة المكلفة بتأمين مناطق ومديريات الصبيحة، وسواحل محافظة لحج غرب عدن ضبط قارب لتهريب المهاجرين غير الشرعيين في سواحل رأس العارة، وعلى متنه 132 شخصاً من مواطني دول القرن الأفريقي.
وهي عملية تضاف إلى سلسلة من العمليات التي نفذتها الحملة منذ انطلاقتها قبل ما يزيد على العام، وبهدف إغلاق أحد منافذ تهريب المهاجرين.
وبحسب البلاغ الذي وزعته القوات الحكومية اليمنية، تم خلال العملية إلقاء القبض على طاقم القارب المكون من أربعة أفراد، وتمت إحالتهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
ووصف البلاغ العملية بأنها واحدة من كبرى العمليات التي يتم ضبطها خلال العام الجاري، وقال إنها «تعكس حجم الاستعداد والجاهزية العالية لوحدات الحملة الأمنية في التعامل مع التحديات المتزايدة».
وسجّلت هذه الحملة منذ انطلاقها حضوراً قوياً على امتداد جغرافيا مديريات الصبيحة، وعلى وجه الخصوص في المناطق الساحلية التي كانت لعقود مرتعاً للمهربين، والعصابات المنظمة.
ونجحت الجهود الأمنية -بحسب البلاغ- في تفكيك العشرات من الشبكات الإجرامية التي تنشط في تهريب البشر، والمخدرات، والأسلحة، وفرضت سيطرة أمنية غير مسبوقة على الطريق الساحلي الممتد من رأس العارة حتى باب المندب.
دعم جهود الحملة
ومع تأكيد قيادة الحملة الأمنية أنها مستمرة «ولن تتوقف حتى يتم تطهير كل المنافذ والمعابر من أدوات الفساد، والتخريب»، دعت الجهات الرسمية، ومنظمات المجتمع المدني «إلى دعم هذه الجهود الوطنية، وتعزيز آليات التعاون، لضمان استدامة الأمن، والاستقرار، وحماية النسيج الاجتماعي والسكاني من مخاطر الجريمة العابرة للحدود».
وأتت هذه العملية بعد أيام من إعلان وزارة الداخلية وصول دفعتين جديدتين من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي إلى سواحل محافظة شبوة، شرق عدن، تضم الأولى 200 مهاجر من حملة الجنسية الإثيوبية، من بينهم 160 من الذكور، و40 من الإناث، انطلقوا إلى ساحل منطقة كيدة بمديرية رضوم، على متن قارب تهريب يتكون طاقمه من 3 بحارة يحملون الجنسية الصومالية.
وفي العملية الثانية، وطبقاً لـ«مركز الإعلام الأمني» التابع لوزارة الداخلية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وصل 150 مهاجراً من القرن الأفريقي إلى المنطقة نفسها، التي شهدت قبل ذلك وصول دفعتين من المهاجرين غير الشرعيين بلغ عددهم نحو 300 شخص، يحملون الجنسيتين الإثيوبية، والصومالية.
استمرار التدفق
وكانت الشرطة اليمنية سجلت وصول 748 مهاجراً من القرن الأفريقي إلى سواحل محافظة شبوة، خلال مارس (آذار) الماضي، عند محاولتهم دخول البلاد بطريقة غير شرعية.
وتجاوز عدد الواصلين خلال الشهرين الماضيين 1193 مهاجراً، معظمهم من حملة الجنسية الإثيوبية، وفي المرتبة الثانية تأتي الجنسية الصومالية في محافظة شبوة وحدها.
وكانت السلطات الأمنية في شبوة أعلنت القبض على ثلاثة مهاجرين من حملة الجنسية الإثيوبية على ذمة احتجازهم وتعذيبهم 25 شخصاً من جنسيتهم في أحد الأماكن، بغرض ابتزازهم،
واتهمت المقبوض عليهم باحتجاز الرهائن بهدف ابتزازهم، وإجبارهم على دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم.
وقالت السلطات إن الوحدات الأمنية «وعند تلقيها بلاغاً عن المكان، تحركت على الفور وتمكنت من تحرير المحتجزين بسلام، وضبطت المتهمين على ذمة استكمال التحقيقات، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وترحيلهم إلى بلدهم».