Logo

الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز الوحدة مع أميركا اللاتينية في وجه الهيمنة

الرأي الثالث - فرانس برس

 أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، خلال منتدى الصين - سيلاك (مجموعة دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي) في بكين، أنّ بلاده تريد تعزيز علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي في زمن "المواجهة بين الكتل". 

وخلال خطاب ألقاه في حفل افتتاح الاجتماع الوزاري الرابع للمنتدى، قال شي: "من خلال الوحدة والتعاون فقط يمكن للدول حماية السلام والاستقرار العالميين وتعزيز التنمية والازدهار في سائر أنحاء العالم"، 

مندّداً بتصرفات تنمّ عن "تنمّر وهيمنة"، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.
 
وأشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالصداقة "العريقة" التي تربط بين بلاده ودول أميركا اللاتينية. 

وأضاف: "على الرّغم من بُعد الصين عن منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، فإنّ الجانبين يتمتّعان بتاريخ عريق من التبادلات الودّية"، مشبِّهاً القمّة بـ"شجرة عظيمة صامدة".

وتوافد زعماء ومسؤولون من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على بكين هذا الأسبوع لحضور منتدى الصين - سيلاك. 

وعزّزت بكين في السنوات الأخيرة تعاونها الاقتصادي والسياسي مع دول أميركا اللاتينية، ودعت شركاءها التجاريين إلى تشكيل جبهة موحّدة في مواجهة الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها أخيراً الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

وأصبحت أميركا اللاتينية بمثابة ميدان معركة رئيسي في مواجهة ترامب مع الصين، وتواجه الآن ضغوطاً من واشنطن للاختيار بين الطرفين.

وأضاف الرئيس الصيني خلال كلمته: "من خلال الوحدة والتعاون فقط يمكن للدول حماية السلام والاستقرار العالميين وتعزيز التنمية والازدهار في سائر أنحاء العالم". 

وتعهّد شي أيضاً بتوفير قروض بقيمة 9.2 مليارات دولار من أجل دعم "التنمية" في دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، وهي جزء من مجموعة واسعة من المبادرات الهادفة إلى تعميق التعاون، بما في ذلك مجال البنى التحتية والطاقة النظيفة.

وأشار إلى أن بكين ستتعاون أيضاً مع المنطقة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات، فضلاً عن تعزيز التبادلات على غرار المنح وبرامج التدريب. 

جاءت تصريحات شي بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة والصين عقد اتفاق لخفض الرسوم المتبادلة بينهما بشكل كبير لمدة 90 يوماً. واعتبر ترامب ذلك "إعادة ضبط" كاملة "للعلاقات التجارية.

وبموجب الاتفاق، وافقت الولايات المتحدة على خفض الرسوم التي تفرضها على المنتجات الصينية إلى 30 في المئة، بينما ستخفض الصين الرسوم التي تفرضها من جانبها إلى 10 في المئة. 

وشكّل الاتفاق خفضاً كبيراً للتصعيد في حرب تجارية طاحنة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم أدت إلى اضطراب الأسواق العالمية.

وشدّد الرئيس الصيني في خطابه أمام الوفود على أنّه "لا رابح في حروب رسوم جمركية أو حروب تجارية". كذلك، حذّر شي من أنّ "التنمّر والهيمنة لن يؤدّيا إلا إلى العزلة الذاتية". 

وأضاف: "يشهد العالم اليوم تحولات متسارعة لم يشهدها منذ قرن، في ظل مخاطر متعددة متشابكة ومتداخلة".

ومن أبرز القادة المشاركين في المنتدى، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي وصل إلى بكين السبت في زيارة دولة تستمر خمسة أيام. 

كذلك حضر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي أعلن الأسبوع الماضي نيته توقيع اتفاقية للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية. ودعا بيترو إلى "حوار بين الحضارات" يأخذ مصالح المنطقة بالاعتبار. 

وقال إن "الحوار الأفقي، بدلاً من الحوار العمودي، يمكن أن يكون خالياً من الاستبداد والإمبريالية، ومن الأخذ والرد بين الحضارات".

وحتى الآن انضمّ ثلثا دول أميركا اللاتينية إلى برنامج بكين للبنية التحتية في مبادرة الحزام والطريق البالغة قيمته تريليون دولار. وتجاوزت الصين الولايات المتحدة بكونها أكبر شريك تجاري لدول عديدة في أميركا اللاتينية، في مقدّمتها البرازيل والبيرو وتشيلي. 

وأكد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك في أثناء المنتدى أن بلاده تتجه نحو "قفزة إلى الأمام في علاقاتها الاقتصادية مع الصين".