Logo

المغرب يعيد فتح سفارته في دمشق بعد 13 عاماً على إغلاقها

الرأي الثالث - وكالات

 أعلن المغرب إعادة فتح سفارته في العاصمة السورية دمشق،  بعد 13 عاماً من الإغلاق، في مؤشر على حدوث تقدم في مسار تطبيع العلاقات بين البلدين.

وجاء إعلان إعادة فتح السفارة المغربية خلال كلمة ألقاها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين امس السبت، في بغداد. 

وقال بوريطة إن إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق تأتي "تجسيداً لموقف المغرب التاريخي الثابت، والمتمثل بدعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته في الحرية والأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة التراب السوري والسيادة الوطنية"، 

مشيراً إلى رسالة سابقة بهذا الخصوص وُجهت إلى الرئيس السوري أحمد الشرع. مؤكداً أن إعادة فتح السفارة "سيسهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين".

ومنذ نجاح الثورة السورية في إطاحة نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، ساد الترقب السياسي في المغرب انتظاراً لما سيؤول إليه مسار العلاقات بين دمشق والرباط، في ضوء الاتصالات التي جرت بعد قدوم الحكومة الجديدة، وذلك بعد سنوات من القطيعة والخلاف خلال عهد النظام السابق.

ويؤشر إعلان المغرب إعادة فتح سفارته في سورية، بما يعنيه من تفعيل للتعاون الدبلوماسي والسياسي، على حصول تقدم على مستوى عدد من الملفات التي تلقي بظلالها على مستقبل العلاقات الثنائية، وخطوة لبداية تجاوز البلدين لخلافات الماضي.

وكان اقتصار التواصل السياسي بين المغرب الرسمي والنخب السياسية السورية الجديدة، خلال الأسابيع الماضية، على اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين ورسالة تهنئة من الملك المغربي محمد السادس إلى الشرع بعد تعيينه رئيساً لسورية خلال المرحلة الانتقالية، 

دون أن يتطور الأمر إلى إيفاد وزير الخارجية ناصر بوريطة أو إعادة فتح سفارة المغرب المغلقة منذ عام 2012، قد طرح أكثر من سؤال عما إذا كانت الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين ستفضي إلى تطبيع العلاقات وتجاوز الملفات التي كانت تقف عائقاً أمام قيام علاقات طبيعية بين البلدين قبل سقوط نظام الأسد.
 
وبحسب محللين مغاربة، فإن مستقبل العلاقات بين الرباط ودمشق يعتمد بدرجة أولى على تعاطي الحاكمين الجدد في سورية مع ملف الصحراء الذي يشكل بوصلة السياسة الخارجية للمملكة و"النظارة التي ينظر بها إلى العالم"، على حد تعبير العاهل المغربي. 

وشكلت قضية الصحراء منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي عنواناً بارزاً لتوتر العلاقات والصراع بين الرباط ودمشق، حين اصطف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مع ليبيا والجزائر في بدايات إنشاء جبهة "البوليساريو".