Logo

المبعوث الأمريكي باراك: سوريا تجري محادثات "هادئة" مع "إسرائيل"

الرأي الثالث - وكالات

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إن الإدارة السورية الجديدة تجري حالياً محادثات بهدوء مع "إسرائيل" حول جميع القضايا.

وأكد باراك، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، أن حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع لا تريد الحرب مع "إسرائيل"، داعياً إلى إعطاء فرصة للإدارة السورية الجديدة.

وفي وقت سابق قال باراك إن سقوط نظام بشار الأسد فتح باب السلام، وإن رفع العقوبات سيمكّن الشعب السوري من فتح الباب واستكشاف الطريق نحو الازدهار والأمن.
 
وأول أمس الأربعاء جدد الرئيس السوري، أحمد الشرع، الحديث عن وجود مفاوضات غير مباشرة جارية عبر وسطاء دوليين لوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية في أراضي بلاده. 

جاء ذلك خلال لقاء الشرع بقصر الشعب الرئاسي في العاصمة دمشق،  يوم الأربعاء، وجهاء من محافظة القنيطرة والجولان (جنوب غرب)، وفق بيان لرئاسة الجمهورية السورية نشرته عبر حسابها بمنصة إكس.
 
من جانبه، أكد الشرع "العمل على وقف الاعتداءات من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين". وشدد على "أهمية دور الوجهاء في تعزيز الروابط الوطنية ونقل هموم المواطنين".

وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها الشرع عن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل؛ إذ سبق أن أشار إلى ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته للعاصمة باريس في مايو/ أيار الماضي. 

وأكد حينها أنه على إسرائيل "التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري".
 
وفي الـ7 من مايو/أيار الفائت، نقلت وكالة رويترز، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية لمحادثات بين سورية وإسرائيل. 

وأفاد مصدر مطلع ومسؤول أمني سوري ومسؤول مخابرات إقليمي لـ"رويترز"، بأن الاتصالات غير المباشرة، التي لم تُعلن سابقاً، تركز على مسائل أمنية ومخابراتية وبناء الثقة بين دولتين لا تربطهما علاقات رسمية.

وفي مارس/آذار الفائت، حثّ الشرع المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من جنوب سورية، معتبراً أن توغّلها الميداني يشكّل "تهديداً مباشراً" للأمن في المنطقة.

 وفي كلمة ألقاها، خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الشرع "نحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سورية في الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري"،

 معتبراً أن "هذا التوسع العدواني ليس فقط انتهاكاً للسيادة السورية بل تهديداً مباشراً للأمن والسلام في المنطقة بأسرها".
 
ومطلع مايو الماضي، أكد الرئيس السوري إجراء مفاوضات غير مباشرة بين سوريا و"إسرائيل"، عبر وسطاء بهدف التهدئة.

وقال في مؤتمر صحفي عقده في باريس آنذاك: "هناك مفاوضات غير مباشرة (مع إسرائيل) تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص الوضع كي لا تصل الأمور إلى حد يفقد السيطرة عليه كلا الطرفين".

وتبنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة منفتحة تجاه الإدارة السورية الحالية، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، منتصف مايو الماضي.

ورفعت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات عن سوريا، وتلاها عديد من الدول الغربية، لتبدأ سوريا مرحلة جديدة من البناء والتنمية، بدعم خليجي ودولي.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة لم تهدد إسرائيل، فقد شنت الأخيرة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024 غارات جوية على سورية، فقتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، إضافة إلى توغلها بمحافظتي القنيطرة وريف دمشق.

ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

 كما احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كلم، ويقع بين سورية ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 متراً.