لامي يلتقي الشرع في دمشق مع استئناف العلاقات البريطانية السورية
الرأي الثالث - وكالات
زار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم السبت، العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول بريطاني بهذا المستوى منذ أكثر من 14 عاماً، التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب، بحضور وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني.
وقالت وزارة الخارجية السورية إنّ اللقاء تناول "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك"،
مشيرة إلى أن الزيارة تشكل محطة مهمة في مسار إعادة بناء العلاقات السورية – البريطانية بعد مرحلة طويلة من القطيعة السياسية التي أعقبت اندلاع الثورة السورية وسنوات الحرب.
وعقب اللقاء الرئاسي، عقد وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، جلسة محادثات مع نظيره البريطاني، ديفيد لامي، ناقشا خلالها "تعزيز الحوار والتعاون المشترك"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
وتحمل هذه الزيارة أهمية استثنائية كونها الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، في تحول سياسي دراماتيكي أعاد رسم المشهد السوري الداخلي والعلاقات الخارجية للبلاد.
وكان وزير الخارجية البريطاني قد أرسل وفداً رسمياً رفيع المستوى إلى دمشق في الأيام الأولى التي أعقبت سقوط النظام السابق، في خطوة قال إنها تهدف إلى "اللقاء مع السلطات السورية الجديدة وبحث سبل دعم المرحلة الانتقالية"،
وكان لامي قد شارك، في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، في اجتماعات الرياض حول سورية، التي عقدت في العاصمة السعودية بدعم إقليمي ودولي لتثبيت استقرار الأوضاع في البلاد ودعم السلطات الانتقالية.
وفي بيان لها اليوم السبت، أكدت الحكومة البريطانية أن "زيارة وزير الخارجية إلى دمشق تعيد العلاقات الدبلوماسية مع سورية، في أول زيارة وزارية منذ 14 عاماً"،
وأضاف البيان: "الوزير لامي جاء لتأكيد دعم المملكة المتحدة للحكومة السورية الجديدة في تنفيذ التزاماتها السياسية والاقتصادية والإنسانية، ونعلن عن حزمة إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني لتقديم مساعدات عاجلة للسوريين".
وتأتي زيارة لامي إلى دمشق بعد يوم واحد فقط من اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، بنظيره الأميركي ماركو روبيو.
وناقش الجانبان خلال الاتصال ملفات شائكة عدّة، من بينها العقوبات الأميركية المفروضة على سورية، وملف الأسلحة الكيميائية، والتدخل الإيراني، إضافة إلى قضايا مكافحة تنظيم "داعش" والانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة داخل الأراضي السورية.
وأبلغ الشيباني نظيره روبيو خلال الاتصال أن "سورية تتطلّع إلى بناء علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة والعمل على رفع العقوبات الأميركية، وعلى رأسها عقوبات قانون قيصر"،
لافتاً إلى أن "تخفيف القيود المفروضة على الاقتصاد السوري سيكون عاملاً أساسياً في جذب الاستثمارات الأجنبية خلال المرحلة المقبلة".
كما تناول الاتصال إمكانية مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في نيويورك، في مؤشر على رغبة الحكومة السورية في الانخراط مجدداً في المؤسسات الدولية بعد سنوات من العزلة السياسية.
وتفتح هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات السورية مع الغرب، وسط مراقبة دولية لما ستسفر عنه هذه الانفتاحات، خاصّة على صعيد ملف العقوبات وعودة الشركات الأجنبية للعمل في السوق السورية.