Logo

اتفاق بين بغداد و"قسد" بوساطة أميركية لتسريع إخلاء مخيم الهول

الرأي الثالث - وكالات

كشفت مصادر عراقية عن اتفاق جديد بين العراق و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بوساطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لتسريع إخلاء العوائل العراقية من مخيم الهول الواقع تحت سيطرة القوات الكردية شرقي مدينة الحسكة شمال شرقي سورية.

ووفق إحصاءات صدرت في فبراير/ شباط الماضي، يضمّ المخيم الواقع على بعد 13 كيلومتراً عن الحدود العراقية، نحو 37 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، من بينهم نحو 16 ألف سوري، و15 ألف عراقي، ونحو ستة آلاف من جنسيات أجنبية مختلفة. 

وبدأت عمليات إجلاء العائلات العراقية من المخيم عام 2021، ونقِل نحو 14 ألفاً و500 شخص إلى العراق حتى إبريل/ نيسان الماضي.

وأفاد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت بأن الاتفاق يقضي بتسيير رحلتين شهرياً لنقل العراقيين من مخيم الهول نحو مخيم الجدعة في محافظة نينوى، بعد إكمال التدقيق الأمني. 

وبيّن وتوت أن "هذا الأمر يهدف إلى الإسراع بإخلاء المخيم من العوائل العراقية"، لافتاً إلى "جهود دولية كبيرة" يبذلها العراق من أجل إنهاء هذا المخيم وسحب كافة رعايا الدول منه. 

واعتبر أنه "يشكل خطراً وتهديداً على أمن العراق الداخلي، ولهذا الحكومة العراقية تولي اهتماماً كبيراً بهذا الملف، خاصة بعد التغييرات الأخيرة في سورية".
 
وأضاف أن "الحكومة العراقية بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية مختصة تعمل على إعادة تأهيل العراقيين العائدين من مخيم الهول من أجل دمجهم في المجتمع من جديد، وهناك تقدم وإنجازات كبيرة تحققت بهذا الملف خلال الفترات الماضية"،

 مشيراً إلى أن مئات العوائل خرجت من مخيم الجدعة "وتمارس حياتها بشكل طبيعي في مدن عراقية مختلفة".

وقال المستشار العسكري السابق اللواء صفاء الأعسم، إن "العراق ما زال يعتبر أن مخيم الهول قنبلة موقوتة، ويعمل بكل ما يملك من جهود من أجل تفكيك هذه القنبلة، ولهذا هو يسرع من عملية نقل العراقيين إلى الأراضي العراقية"،

 مشيراً إلى أن الاتفاق الحالي يسرع عملية النقل بعدما كانت تتم عبر "رحلة واحدة كل شهر أو شهرين وربما أكثر من ذلك حتى".
 
وبيّن الأعسم أن "المتغيرات في سورية، وخاصة الأمنية، زادت من مخاوف العراق كثيراً من مخيم الهول، وهذا الملف كان أبرز ما يناقشه المسؤولون العراقيون في أي اجتماع مع الحكومة السورية الجديدة وكذلك مع قوات قسد". 

وقال إنّ "المخيم يضمّ شخصيات إرهابية، وليس عوائل إرهابيين فقط ومن مختلف الجنسيات وليس عراقيين فقط".

وشدّد المستشار العسكري على أن "تفكيك مخيم الهول بحاجة إلى جهود دولية وأممية كبيرة". وقال: "العراق وحده لا يستطيع ذلك، خاصة أن خطر هذا المخيم لا يهدّد العراق، بل المنطقة بصورة عامة وخاصة الداخل السوري، فهناك حتى إرادة من قبل إدارة سورية الجديدة في دمشق على حسم هذا الملف بالتعاون مع العراق وباقي المجتمع الدولي".
 
في المقابل، قال عضو مجلس مفوضية حقوق الإنسان السابق علي البياتي، إن "ملف مخيم الهول إنساني قبل أن يكون ملفاً أمنياً، ويجب التعامل مع هذا الملف بشكل مدروس، فنقل تلك العوائل من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة يجب أن يكون وفق خطة"،

 داعياً إلى التعامل مع تلك العوائل "وفق برنامج معدة مسبقة، وليس نقلهم فقط إلى العراق".

وبيّن البياتي أن "مخيم الجدعة، أصبح شبه ممتلئ بالعوائل من النساء والأطفال والشبان، وبدأ يتوسع لأكثر من مخيم داخل مدينة الموصل"، 

مشدداً على أن "الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مطالبة بتكثيف عملها داخل مخيم الجدعة وتكثيف برامج إعادة تأهيل تلك العوائل من أجل إخراجها، حتى يقل الزخم البشري وكذلك تقل الأعباء المختلفة على الجهات الحكومية العراقية".

وفي 22 يونيو/ حزيران الماضي، غادرت أكبر دفعة من العراقيين مخيم الهول إلى بلدهم بعدد أفراد بلغ 935 شخصاً (236 عائلة). وفي منتصف إبريل/ نيسان الماضي، غادرت 241 عائلة بعدد أفراد 865 شخصاً المخيم، وفق وسائل إعلام محلية عراقية. 

وفي العام الماضي، غادرت 223 عائلة عراقية مكونة من 832 شخصاً المخيم، متجهةً نحو الأراضي العراقية وسط إجراءات أمنية مشددة لقوات التحالف الدولي.