Logo

مجاعة كارثية وارتفاع بمعدلات وفيات سوء التغذية في غزة

الرأي الثالث - وكالات

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، من تداعيات المجاعة الكارثية التي تضرب القطاع جراء الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ أوائل مارس/ آذار الماضي، وأكدت وجود ارتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع.

وقالت الوزارة في بيان: “مجاعة كارثية ومجازر دامية قرب مراكز المساعدات الأمريكية (مصائد الموت) تهدد حياة آلاف المواطنين في قطاع غزة”.

وأوضحت أن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع استقبل منذ فجر السبت “32 شهيدا وعشرات الإصابات نتيجة المجزرة الإسرائيلية باستهدافهم في مركز لتوزيع للمساعدات الأمريكية في مدينة رفح (جنوب)”.

وفي وقت سابق السبت، قال مصدر طبي إن 32 فلسطينيا استشهدوا وأصيب عشرات بمجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص صوب تجمعات المجوعين الذين كانوا ينتظرون حصولهم على المساعدات الأمريكية قرب مركز توزيع غربي مدينة رفح.

وفي 27 مايو/ أيار الماضي، اعتمدت تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

وتسببت هذه الآلية، التي باتت توصف بأنها “مصائد للموت“، في مقتل 877 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و666 آخرين منذ 27 مايو الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس.

وفي السياق، أكدت وزارة الصحة بغزة في بيانها السبت، أن القطاع يمر “بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة”.

وعلى مدى أشهر الإبادة، حذرت الوزارة من عجز تام في أصناف كثيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية في مخازنها ما يحول دون تقديم العلاجات اللازمة للمرضى والمصابين، حيث تفاقم ذلك مع إغلاق إسرائيل للمعابر أوائل مارس الماضي.

ومنذ 2 مارس 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

كما أوضحت وزارة الصحة بغزة في بيانها اليوم أن طواقمها الطبية رصدت “ارتفاعا ملحوظا في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية”، دون تفاصيل.

والجمعة، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأضاف أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضا إلى 620 شخصا منذ 7 أكتوبر 2023.

وطالبت وزارة الصحة بغزة في بيانها السبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بـ”التحرك العاجل لوقف هذه المجازر وفتح الممرات الإنسانية لتوريد الغذاء والدواء والوقود بشكل آمن ومُنتظم”.

من جانبه، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، المجتمع الدولي بفتح ممرات إنسانية آمنة وبإشراف دولي لضمان وصول الغذاء والدواء إلى كافة مناطق القطاع.

كما دعا المكتب الحكومي، في بيان، المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق دولي في جريمة التجويع التي تواصل إسرائيل ارتكابها بإغلاق معابر القطاع منذ أوائل مارس/ آذار الماضي.

ووجه نداء عاجلا للمجتمع الدولي ومنظماته الأممية والحقوقية والقانونية، بالتحرك الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال: “أمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة منذ 651 يوما من الإبادة الجماعية والتجويع، نطالب بفرض ممرات إنسانية آمنة ودائمة بإشراف دولي مباشر وفعلي، لضمان وصول الغذاء والدواء إلى كافة المناطق دون عراقيل من الاحتلال”.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي ضرورة “نزع الطابع السياسي عن المساعدات الإغاثية، ووقف عمليات التلاعب أو التحكم بها من قبل الاحتلال أو جهات متواطئة”.

ودعا إلى رفع الحصار الإسرائيلي “بشكل فوري عن قطاع غزة باعتباره جريمة جماعية بحق السكان المدنيين”، وإلى تحرك دولي ضاغط لإجبار إسرائيل على وقف الإبادة الجماعية وسياسات التجويع والتهجير.

إلى جانب ذلك، طالب المكتب الحكومي المجتمع الدولي بفتح تحقيق دولي عاجل في “جريمة التجويع بغزة وتقديم المسؤولين عنها إلى محاكمات عادلة”.

في السياق، طالبت فلسطين بتحرك دولي فوري لوقف “إبادة التجويع” الإسرائيلية في قطاع غزة.

أفاد بذلك حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، السبت، في منشور عبر منصة “إكس”.

وقال الشيخ إن “القيادة الفلسطينية وجهت رسائل عاجلة إلى دول العالم وقادتها، وطالبتهم بالتحرك الجاد والفوري لوقف إبادة التجويع التي تُمارَس بحق الشعب الفلسطيني وتفتك بالأطفال في غزة”.

وأضاف أن “العار يلاحق الضمير الإنساني الصامت على ما يجري، ويجب وقف هذه الحرب فورا وإنقاذ الشعب الفلسطيني”.
 
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.