Logo

باريس ولندن وبرلين تدعو إلى إنهاء الحرب على غزة فوراً

الرأي الثالث - فرانس برس

دعت باريس ولندن وبرلين، في بيان مشترك الجمعة، إلى "إنهاء الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة فوراً"، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام. 

ورداً على التحذير الذي أصدرته الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر مجاعة وشيكة وواسعة النطاق بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، دعت العواصم الأوروبية الثلاث الحكومة الإسرائيلية إلى "رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً". 

وذكّرت الدول الأوروبية إسرائيل بأن عليها "احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".

وأضافت في البيان: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فوراً والسماح بشكل عاجل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالقيام بعملها لمكافحة الجوع".

 وضم وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني صوته إلى الانتقادات، قائلاً "لم يعد بإمكاننا القبول بالمجازر والمجاعة" في قطاع غزة. ويتصاعد القلق خصوصاً إزاء تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية. 

وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن ربع الأطفال الصغار والأمهات الحوامل أو المرضعات الذين فحصتهم في عياداتها الأسبوع الماضي كانوا يعانون سوء التغذية.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الأزمة "بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة"، مضيفاً أن "حوالي شخص من أصل ثلاثة لا يأكل لأيام". 

وتابع البيان "سوء التغذية في تزايد حاد، حيث إن تسعين ألف امرأة وطفل في حاجة عاجلة إلى العلاج". 

وأضاف أنه من المتوقع أن يواجه 470 ألف فلسطيني "مجاعة كارثية" بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول في القطاع المحاصر. 

ونبّه برنامج الأغذية العالمي من أن هناك "أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية"، 

مشيراً إلى أن "المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء، إذ وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية".
 
دعوات إلى وقف إطلاق النار

وفي بيانها المشترك، قالت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إن "الوقت حان لإنهاء الحرب في غزة"،

 وحضت "جميع الأطراف على إنهاء الصراع من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار فوراً". 

وفي بيان منفصل الجمعة، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن لندن "لن تعترف قريباً بدولة فلسطينية"، غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم القيام بذلك في سبتمبر. 

وأضاف ستارمر أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية في نهاية المطاف مسألة "لا لبس فيها"، لكن هذه الخطوة "يجب أن تكون جزءاً من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين".

لكن ستارمر يواجه ضغوطاً متزايدة، إذ طالبه أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم، بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين. 

والموقف البريطاني شبيه بموقف ألمانيا التي قالت إنها تعتبر الاعتراف بدولة فلسطين "إحدى الخطوات الأخيرة نحو حل الدولتين".
 
غوتيريس ينتقد "انتفاء الإنسانية" في غزة

واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة "انتفاء الإنسانية والتعاطف" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا يعاني أزمة إنسانية فحسب، بل "أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي". 

وقال، في كلمة عبر الفيديو لمنظمة العفو الدولية: "لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه في أكثر المجتمع الدولي. انعدام التعاطف. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية". 

وأضاف: "هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أزمة أخلاقية تشكّل تحدياً للضمير العالمي. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة".

وتابع: "يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنهم يقولون إنه يوجد طعام هناك على الأقل. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعاً أمام أعيننا..

 لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين". وأضاف: "يواصل موظفونا الأبطال عملهم في ظروف لا تصدق. كثير منهم في حالة ذهول وإرهاق شديدين لدرجة أنهم يقولون إنهم لا يشعرون بأنهم أموات ولا أحياء".

وأدان غوتيريس أيضاً مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 مايو/ أيار، عندما بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها. 

وقال: "نحن نحتاج إلى أن نتحرك: وقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ووصول الإغاثة على نحو فوري ومن دون عوائق". 

وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة "لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير" في غزة إذا توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

بدورها، دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش الجمعة إلى "تحرك جماعي عاجل".

 وأكدت، في بيان، أنه "لا يوجد أي مبرر لما يحدث في غزة. إن حجم المعاناة الإنسانية وانتهاك الكرامة الإنسانية تجاوزا منذ فترة طويلة أي شيء مقبول قانونياً وأخلاقياً". 

وتابعت سبولياريتش: "يجب أن تنتهي هذه المأساة الآن، فوراً وبحزم. أي تردد سياسي، وأي محاولة لتبرير الفظائع المرتكبة أمام أعين المجتمع الدولي، ستُعتبر إلى الأبد فشلاً جماعياً في إنقاذ البشرية من الحرب"، 

وأشارت إلى وجود 350 عضواً في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة "يكافح الكثير منهم أيضاً لتوفير ما يكفي من الغذاء والمياه الصالحة للشراب".