Logo

إسرائيل تتوعد الحوثيين مجددا فما سيناريو المواجهة المقبل؟

الرأي الثالث

 جددت إسرائيل وعيدها للحوثيين بالانتقام رداً على شن الجماعة اليمنية المدعومة من إيران هجمات صاروخية ضدها. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إنها تعمل على إعداد خطة هجومية كبيرة ضد الميليشيات التي انقلبت على السلطات الشرعية عام 2014، 

مؤكدة أنها "ستضع حداً للحوادث الإرهابية وعمليات الإطلاق الكثيرة على إسرائيل"، بحسب "القناة 14"، التي قالت إن ذلك يأتي في أعقاب تصريح وزير الدفاع يسرائيل كاتس أخيراً بأن غزة واليمن هما الساحتان الرئيستان المتبقيتان، 

في إشارة إلى الإعداد لعمل عسكري متوقع.

ونقلت عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله "نحن نبني قدرات، وسنعرف كيفية تفعيلها حالما يتخذ المستوى السياسي قراراً بذلك".

 وأضاف أن "ما أنجزناه في 12 دقيقة في إيران، سنعرف أيضاً كيف نفعله في اليمن".

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي الثلاثاء الماضي خلال تقييم شامل للوضع على الساحة الإقليمية، بأن ثمة جبهتين مفتوحتين على الساحة هما قطاع غزة واليمن، 

وذلك على خلفية الهجوم على اليمن هذا الأسبوع، إضافة إلى إطلاق الحوثيين صواريخ باتجاه إسرائيل. وأكد كاتس ضرورة "العمل لتحقيق نصر شامل في كلا القطاعين في إطار سياسة هجومية حازمة كما هي الحال في إيران ولبنان وسوريا".
 
وأشارت القناة العبرية في السياق إلى أن المعنى هنا هو أن اليمن الذي كان خلال الـ20 شهراً الماضية ساحة ثانوية هاجمتها إسرائيل مرات عدة يتحول الآن إلى ساحة مركزية إلى جانب غزة، 

وتحظى الآن بأولوية عملياتية على المستوى السياسي ومن ثم داخل الجيش الإسرائيلي أيضاً.

يقول المحلل السياسي اليمني والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي، عبدالحفيظ النهاري، إن الصراع الإسرائيلي - الحوثي يحمل تعقيدات كثيرة بعكس عمليتهم في إيران التي حسمت إلى حد ما كونها معركة مع دولة وجيش ومؤسسات بأهدافها الواضحة،

 أما عملياتهم ضد الحوثيين، وفق النهاري "فهي صعبة نتيجة للتضاريس اليمنية وكونهم ميليشيات تضرب وتهرب وتحصينات أسلحتهم المخبأة في أعمال الجبال وتحت الأرض"،

 إضافة إلى "تعدد الجبهات فضلاً عن البعد الجغرافي الذي يفصل المسافة بين اليمن وإسرائيل، 

وهو ما يستنزف القدرة الجوية الإسرائيلية التي استعانت بقطعها البحرية في ضرباتها الأخيرة ضد الحوثيين إضافة إلى الطائرات المسيرة"، 

وهي تسعى إلى "توفير طاقتها وعدم انجرارها في حرب استنزاف مع الحوثيين كما يريد لها الحوثي وإيران".

في المواجهات المقبلة، يرى النهاري أن "إسرائيل ستركز على فرض حصار يستهدف موانئ الحديدة المطلة على البحر الأحمر (غرب اليمن) أو عزل موانئ المحافظة عن العمل تماماً، 

سواء من خلال استهدافها (تقع ثلاثة موانئ رئيسة في قبضة الحوثيين وتتهم الجماعة باستخدامها لاستقبال السلاح الإيراني ورفد خزينتها الاقتصادية) 

أو من خلال منع السفن وجعلها غير صالحة للاستخدام مثلما فعلت بتعطيل مطار صنعاء في إطار تعطيل المنافذ عن الحوثيين"، 

ويضيف "يبدو أن المسعى الإسرائيلي سيتسمر، لتقتصر المواجهة على أهداف جديدة ذات طابع استخباراتي وجوي من دون أن تستنزف هذه المعركة إسرائيل بوتيرة عالية".

إجمالاً يرى أن قرار الحسم مع الميليشيات الحوثية "يبدو بعيداً على المستوى الدولي وإسرائيل، وسيبقى صراعاً مرهوناً بما ستؤول إليه الأوضاع في غزة سواء كان قبل الهدنة أو بعد الهدنة أو من خلال نتائج مفاوضات الملف النووي الإيراني مع المجتمع الدولي".

توفيق الشنواح 
صحافي يمني