تحضيرات أميركية روسية لقمة ألاسكا وزيلينسكي يعتبرها انتصاراً للكرملين
الرأي الثالث - وكالات
ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو هاتفياً اليوم الثلاثاء الاستعدادات للقمة المقررة يوم الجمعة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا الأميركية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان منشور على تطبيق "تيلغرام" إن الجانبين أكدا من جديد عزمهما على إجراء محادثات ناجحة. ومن المتوقع أن يناقش ترامب وبوتين اتفاق سلام محتملا في أوكرانيا.
في المقابل، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن حضور بوتين الى ألاسكا الجمعة للقاء نظيره الأميركي هو "انتصار" للكرملين.
وصرح زيلينسكي لصحافيين: "أولاً، سيعقد (بوتين) لقاء على الأراضي الأميركية، الأمر الذي يشكل بالنسبة إليه انتصاراً شخصياً"،
مضيفا أن هذا الاجتماع يخرج الرئيس الروسي من "عزلته" ويؤخر فرض عقوبات أميركية محتملة على موسكو.
وفي وقت سابق اليوم، قال 26 من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية، في بيان، إنّ الأوكرانيين يتعين أن يتمتعوا بالحرية في تقرير مستقبلهم، وإنّ الحل الدبلوماسي لا بد أن يحمي مصالح أوكرانيا وأوروبا.
وتخشى كييف وحلفاؤها الأوروبيون من أن يسفر اللقاء عن اتفاقيات غير مؤاتية لأوكرانيا.
وجاء في البيان: "لا يمكن إجراء مفاوضات ذات معنى إلا في سياق وقف إطلاق النار، أو خفض الأعمال القتالية.
ولدينا جميعاً القناعة ذاتها بأن الحل الدبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا".
وأيّد قادة جميع دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء المجر، البيان الذي جرى الاتفاق عليه في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين ونُشر اليوم الثلاثاء.
كما شدد البيان على أنه لا يجب تغيير الحدود الدولية بالقوة، وأن أي "سلام عادل ودائم" يجب أن يحترم القانون الدولي، بما في ذلك مبادئ الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي.
وجاء في ختام البيان: "المجر لا تربط نفسها بهذا البيان". وتعارض حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اليمينية إرسال مساعدات عسكرية أوروبية إلى أوكرانيا، حيث تقول إنها تطيل أمد الصراع،
كما وصفت العقوبات على روسيا بأنها غير فعّالة وضارة لاقتصاد أوروبا.
إلى ذلك، رفض وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول التكهنات بشأن احتمال تقديم أوكرانيا تنازلات إقليمية من أجل إحلال السلام مع روسيا،
مؤكداً أن الغرب يقف موحّداً خلف أوكرانيا، وذلك عقب مشاورات أجراها، الاثنين، مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي.
وقال فاديفول في منشور على منصة إكس مساء الاثنين: "لا يجوز أن تغير القوة حدود الدول".
وأضاف أن ألمانيا تدعم هدف ترامب المتمثل في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، مؤكداً أن النتيجة يجب أن تكون "سلاماً عادلاً ودائماً".
وأكد ترامب أنه يتوقع تحديد إمكانية إبرام اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا خلال دقائق من بداية لقائه مع بوتين هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عنه قوله: "بنهاية ذلك الاجتماع، وربما في الدقيقتين الأوليين، سأعرف تماماً ما إذا كان بإمكاننا إبرام اتفاق".
ووصف ترامب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، قمة ألاسكا بأنها "اجتماع استطلاعي"،
مضيفاً: "قد يكون جيداً أو سيئاً... ربما أقول: حظاً موفقاً واستمروا بالقتال، أو قد أقول، تمكّنّا من إبرام اتفاق".
وتجنّب ترامب الإجابة عن مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مباحثاته مع بوتين، مُظهراً استخفافاً واضحاً به وبضرورة مشاركته في مساعي السلام،
وقال إن الرئيس الأوكراني حضر الكثير من الاجتماعات، دون أن يتمكن من وقف الحرب التي أشعلتها روسيا.
وأشار ترامب إلى أن زيلينسكي ظل يتولى السلطة طوال فترة الحرب قائلاً: "لم يتحقق أي شيء" خلال تلك المدة، مقارناً ذلك ببوتين الذي يسيطر على مقاليد الحكم في روسيا منذ عقود.
وتحدث ترامب عن أنه لا يستهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا خلال اجتماعه المقبل مع بوتين، قائلاً: "لن أعقد اتفاقاً.. ليس من شأني إبرام الاتفاق... أعتقد أنه ينبغي على الجانبين أن يعقدا الاتفاق".
وأضاف ترامب أنه يريد أن يلتقي بوتين وزيلينسكي بعد القمة.
وأوضح ترامب أن "الاجتماع التالي سيكون مع زيلينسكي وبوتين، أو بين زيلينسكي وبوتين وأنا. سأكون هناك إذا احتاجوا إلي، لكنني أريد عقد اجتماع بين الزعيمين"، مؤكداً أنه سيتصل بزيلينسكي والقادة الأوروبيين "مباشرةً بعد الاجتماع" مع بوتين.
وشدد زيلينسكي بشكل غير مباشر في خطابه المسائي عبر الفيديو، على أنه لن يقبل أي اتفاق لتبادل الأراضي، قائلاً: "سندافع بالتأكيد عن بلادنا واستقلالنا".
وأضاف: "يتعين أن يتم اتخاذ أي قرار يتعلق بأوكرانيا بمشاركة أوكرانيا".
(فرانس برس، رويترز)