Logo

عودة التوتر إلى العاصمة الليبية بعد اندلاع اشتباكات مسلحة

الرأي الثالث - وكالات

اندلعت اشتباكات مسلحة مفاجئة في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات «اللواء 444 قتال»، التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وعناصر «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، قبل أن تتدخل قوة «فض النزاع» للفصل بين المتقاتلين.

وأعاد إطلاق النار، الذي شهدته منطقة الفرناج بطرابلس فجر الجمعة، التوتر والخوف بين المواطنين، بعد خرق «الهدنة الهشة» الموقّعة في مايو (أيار) الماضي بين القوتين والعناصر الموالية لهما.

وقال شهود عيان إن المنطقة تشهد حالياً «هدوءاً حذراً»، في ظل أجواء مشحونة بالخوف، يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لا سيما مع عودة الميليشيوي أسامة طليش من الخارج، تحت حماية «جهاز الردع»، في خطوة وُصفت بأنها تحدٍّ واضح للدبيبة.
 
ومنذ منتصف مايو الماضي، تعيش العاصمة طرابلس «هدنة هشة»، توافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية لاستعادة الاستقرار، بعد قتال عنيف بين قوات موالية للحكومة، وعناصر مسلحة تابعة لـ«جهاز الردع» وموالين له. 

ومنذ ذلك الحين، تعمل 7 كتائب وألوية مسلحة على فصل المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس.

وظهر طليش، المطلوب من النائب العام الليبي، في مطار معيتيقة الدولي، مساء الجمعة، عائداً على متن طائرة فريق أهلي طرابلس من إيطاليا؛ حيث فاز الأخير، الذي يدربه المصري حسام البدري، على منافسه الهلال بالدوري الليبي في مباراة أُقيمت بمدينة ميلانو.

واستقبل طليش، الذي ظهر علانية للمرة الأولى منذ مقتل عبد الغني الككلي، آمر جهاز «دعم الاستقرار» السابق، بحفاوة من عناصر «جهاز الردع»، الذي يتولى إدارة مطار معيتيقة. 

وتزامنت عودة طليش، الذي كان إحدى أذرع الككلي المقتول، مع تصاعد حالة التوتر مجدداً، وسط مخاوف من تموضع جديد لقادة التشكيلات المسلحة في العاصمة.

وتشارك «شعبة الاحتياط»، برئاسة مختار الجحاوي، ضمن القوات التي تعمل على فض النزاع وسط طرابلس، بالإضافة إلى 6 كتائب وألوية مسلحة أخرى، نشرت أفرادها وآلياتها وسط العاصمة وفي نقاط التماس.

وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إنه «في إطار تنفيذ الخطة الأمنية المشتركة، تواصل الإدارة العامة للدعم المركزي انتشارها لتأمين ميدان الشهداء والمناطق المحيطة به، إلى جانب تأمين مختلف المواقع الحيوية بالعاصمة طرابلس».

وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يتم «من خلال تسيير الدوريات الراجلة والآلية، وتعزيز نقاط التمركز الأمني، بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار، وحماية المواطنين والممتلكات».

وبعد مقتل الككلي في 13 مايو الماضي على أيدي موالين لحكومة «الوحدة»، دخل الدبيبة في تحدٍّ مع بعض الميليشيات المسلحة، ومنها «جهاز الردع» برئاسة كارة، وحرص منذ ذلك الحين على توجيه رسائل بـ«انتهاء زمن الميليشيات».
 
وقال الدبيبة نهاية الأسبوع الماضي: «لقد ولى الزمن الذي وُصفت فيه ليبيا بأنها بلاد الميليشيات، ومعاً سنطوي هذه الصفحة من تاريخ هذا الوطن نحو دولة آمنة تكون فيها السيادة للقانون».

وعلى خلفية المشهد المضطرب في طرابلس، اجتمع الدبيبة، بصفته وزيراً للدفاع، مع الفريق صلاح النمروش، معاون رئيس الأركان آمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي، لبحث مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية.

وقال مكتب الدبيبة، مساء الخميس، إن النمروش استعرض خلال الاجتماع تقريراً حول الوضع الراهن في المنطقة الغربية، والإجراءات التنظيمية المتخذة لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق.

وخلال اللقاء، أكد الدبيبة «حرص حكومته على دعم المؤسسة العسكرية بجميع إمكاناتها»، مشدداً على «أهمية مواصلة العمل لضمان بسط الأمن، وتعزيز الاستقرار في ربوع البلاد».
 
وكانت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» قد اجتمعت في تونس، مساء الخميس، بحضور هانا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، لمناقشة «التطور المحرز في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار واستدامته».

ونقلت البعثة الأممية تأكيد اللجنة العسكرية «التزامها والتزام لجانها الفرعية بتثبيت وقف إطلاق النار، وخروج القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب و(المرتزقة)، خدمةً للأمن والاستقرار في ليبيا».

وانتهت اللجنة العسكرية مؤكدة «أهمية إحراز تقدم في العملية السياسية لتسهيل المسار الأمني في البلاد»، وذلك قبيل توجه تيتيه لتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي في 21 من الشهر الحالي.