اختتام قمة ترامب وبوتين في ألاسكا: لا إعلان لوقف إطلاق النار
الرأي الثالث - وكالات
بعد ثلاث ساعات من المحادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والوفدين الأميركي والروسي، اكتفى الرئيس ترمب ونظيره الروسي بوصف القمة بأنها كانت بناءة ومثمرة، وأن المحادثات جرت في جو إيجابي،
وأدلي الرئيسيان بتصريحات معدة سلفاً وغادرا القاعة دون فتح الباب أمام أسئلة وسائل الإعلام تاركين المحللين يفكرون في تفسير كلماتهما بحثا عن دلالات على اختراقات محتملة أو عوائق لا تزال عالقة،
حيث لم يُقدّم ترمب ولا نظيره الروسي أي تفاصيل عن أي اتفاق. وبدا بالفعل أن اللقاء كان تدريباً استكشافياً كما وصفته كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض قبل عدة أيام.
وصرح الرئيس دونالد ترامب، فجر اليوم السبت، إنه أجرى "محادثات جيدة" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين واتفقا على كثير من النقاط، مؤكداً أنهما يتمنيان أن يتوقف القتل.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الرئيسان على هامش قمتهما في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية، من دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وأضاف ترامب: "اتفقنا بشأن الكثير من النقاط، وما زالت نقاط قليلة باقية وواحدة منها مهمة"، دون أن يحددها، مردفاً: "سأبدأ بإجراء بعض المكالمات الهاتفية وأخبرهم بما حدث، اجتماعنا كان مثمراً للغاية ولم يتبق إلا القليل.
سأتصل بالرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن اجتماع اليوم، وسيتعين عليهم الموافقة على ما اتفقنا عليه. الأمر متروك لهم في نهاية المطاف".
ومضى قائلاً: "لم نصل إلى ما نريد، لكن لدينا فرصة جيدة لتحقيق ذلك"، مضيفاً: "سيكون لدينا فرصة جيدة للأعمال التجارية عند الانتهاء من هذا الصراع".
من جهته، أكد بوتين حرصه على حل المسألة الأوكرانية، مؤكداً أنه يرى ويقدّر سعي ترامب لحل الصراع في أوكرانيا. وقال بوتين إنّ "هذه القمة تنعقد بعد وصول علاقتنا مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى"،
مضيفاً: "كان من الطبيعي أن نلتقي هنا في ألاسكا لأننا جيران"، وقال في هذا الصدد: "نحن جيران مقربون، وألاسكا تمثل جزءاً من التاريخ المشترك بين روسيا وأميركا".
وتمنّى بوتين أن يكون هذا الاجتماع "بداية الوصول إلى نقطة نحو استعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. من المهم لبلداننا قلب الصفحة والعودة إلى التعاون"،
مشيراً إلى أن الشراكة الاستثمارية بين الطرفين تحمل الكثير من الإمكانات والفرص في التجارة والتكنولوجيا والفضاء، وقال: "نرى أن الرئيس الأميركي لديه فكرة واضحة عما يود تحقيقه، إنه يهتم بصدق بازدهار أمته،
ولكن مع ذلك يدرك أن روسيا لديها مصالحها الوطنية الخاصة. أتمنى أن تكون اتفاقات اليوم نقطة البداية، ليس فقط لحل القضية الأوكرانية، ولكن لإعادة العلاقات التجارية بين الطرفين".
وأوضح بوتين أن "الوضع في أوكرانيا يتعلق بالتهديدات الأساسية لأمننا، ولطالما اعتبرناها أمة شقيقة"، قائلاً إنه يهتم بصدق بوضع حد للأزمة مع أوكرانيا.
وتابع: "مقتنعون بأننا نحتاج للقضاء على جذور الصراع مع أوكرانيا من أجل تسوية دائمة وطويلة الأجل"، مؤكداً أنه يتفق مع ترامب بأنه يجب تأمين أمن أوكرانيا أيضاً.
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن "يساعدنا الاتفاق الذي توصلنا إليه في تمهيد الطريق نحو السلام مع أوكرانيا"، من دون أن يحدد شكل هذا الاتفاق وطبيعته.
واختتم الرئيسان أول اجتماع مباشر لهما في قمة ألاسكا، وظهرا لأول مرة معاً بعد مرور ما يقارب من 6 سنوات من آخر لقاء جمعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان عام 2019.
وعلى غير العادة، تحدث الضيف الروسي أولاً، كذلك أنهى ترامب المؤتمر دون تلقي أسئلة من الصحافيين على غير عادته في معظم مؤتمراته الصحافية التي يعقدها مع رؤساء العالم وزعمائه،
ولم يُعلن أي اتفاق على وقف إطلاق النار، رغم أن الرئيس الأميركي دخل هذا الاجتماع بغرض وقف إطلاق النار، إما فوراً وإما لاحقاً.
وخرج بوتين ببعض المكاسب، فقد استُقبل استقبالاً حاراً لم يحظ به خصمه زيلينسكي الذي طُرد من البيت الأبيض، وأكد من داخل القاعدة العسكرية الأميركية في ألاسكا أن "لروسيا مصالحها الخاصة".
وراقب الرئيس الروسي نظيره الأميركي، وهو يعيد تكرار ما قاله سابقاً بأن ما توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأميركية من تدخل روسي في انتخابات 2016 كان خدعة مؤلمة لهما.
بينما كرر بوتين ما صرّح به ترامب كثيراً، وقال: "أستطيع التأكيد أننا لم نكن لنهاجم أوكرانيا لو كان ترامب رئيساً في عام 2022".
وانتهى الاجتماع بعد نحو 3 ساعات، أي قبل موعده المعلَن مسبقاً بأنه قد يستمر لما بين 6 و7 ساعات. وألمح الرئيسان إلى إمكانية عقد لقاءات تالية.
ودعا بوتين في نهاية المؤتمر نظيره الأميركي إلى زيارته في موسكو، وهو ما وجده ترامب مثيراً للاهتمام، لكنه ذكر أنه "سيتعرض لانتقادات لاذعة".
واستقبل ترامب بوتين، أمس الجمعة، في ولاية ألاسكا، وظهرا جنباً إلى جنب بعد مراسم استقبال رسمية من دون أن يدليا بأي تصريحات. ونزل الرئيسان من طائرتيهما الرئاسيتين في وقت واحد تقريباً في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا في حدود الساعة 11:09 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وصل الرئيس الأميركي أولاً ثم صفق لبوتين، قبل أن يتوجه نحوه ويتصافحا وابتسما ابتسامة عريضة قبل أن يسيرا على السجادة الحمراء تحيط بهما طائرات "إف 22" الأميركية وفوقهما طائرات الشبح الأميركية "بي 2" و"إف 35" تحلّق في السماء في استعراض عسكري أميركي. وسُمع صوت إحدى الصحافيات تسأل: "الرئيس بوتين، متى تتوقف عن قتل المدنيين؟".