حرب الإبادة على غزة: إسرائيل تصعّد القصف متجاهلة الدعوات لوقف التجويع
الرأي الثالث - وكالات
فيما تتواصل حرب الإبادة على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل أكبر وسط دعوات دولية إلى ضرورة إيصال المساعدات بشكل عاجل ووقف الحرب ومحاسبة إسرائيل، خاصة عقب إعلان الأمم المتحدة، الجمعة، رسمياً، المجاعة في غزة، وذلك للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
وعقب إعلان المجاعة في غزة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب"،
مضيفاً: "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق"،
في حين أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن "تجويع الناس لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب".
في غضون ذلك، قال المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا إن إعلان تفشي المجاعة في القطاع وتفاقم الأزمة الإنسانية "يمثلان خطوة بالغة الأهمية في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس الحقائق وشن حملة تضليل إعلامية هدفها التغطية على جريمة التجويع الجماعي بحق الفلسطينيين".
وأوضح الشوا لـ"العربي الجديد" أن "ما يجري في غزة ليس أزمة طبيعية أو كارثة إنسانية طارئة، وإنما نتيجة مباشرة للعدوان الإسرائيلي المستمر وسياسة الحصار الخانق وتدمير مقومات الحياة"،
مؤكداً أن "المجتمع الدولي يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية بسبب تخاذله وفشله في الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه".
على صعيد المفاوضات، قالت تقارير إسرائيلية، الجمعة، إن مشاورات بدأت بشأن تنسيق موعد استئناف مفاوضات غزة ومكانها وسط تقديرات بالعودة إلى طاولة التفاوض خلال الأيام المقبلة.
ونقلت القناة (12) العبرية عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، لكنها لم تسمها، أن الوسطاء أجروا اتصالات مع إسرائيل وحركة حماس لتنسيق الجولة المقبلة من المفاوضات.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الإسرائيلي، الذي قاد المحادثات الأخيرة في الدوحة، سيتولى إدارة المباحثات مجدداً، مع ترجيحات بأن تُعقد في موقع جديد لم يُعلَن بعد.
وشددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، في منشور عبر منصة إكس، على أنه يمكن وقف المجاعة في مدينة غزة.
وقالت إن وقف الكارثة الجارية يتطلب إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة، بما فيها "أونروا"، لافتةً إلى أن مستودعاتها في الأردن ومصر ممتلئة بما يكفي من الغذاء، الأدوية، والمستلزمات الصحية، لتعبئة 6 آلاف شاحنة.
وختمت: "على دولة إسرائيل السماح لنا بإدخال مساعدات إلى غزة".
ميدانياً، قتل الجيش الإسرائيلي 53 فلسطينيا في قطاع غزة، منذ فجر الجمعة، 18 منهم قضوا بمجزرة استهدفت مدرسة تؤوي نازحين شمال مدينة غزة.
ووفق إفادات مصادر طبية استهدفت هجمات الجيش الإسرائيلي اليوم، مركز إيواء، ومنازل مأهولة، ومدنيين، وخيام نازحين، وتجمعات لمدنيين من منتظري المساعدات.
وفي أحدث الهجمات، استُشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما استُشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منطقة جباليا النزلة بمحيط شمال مدينة غزة (شمال)، فيما استُشهد فلسطيني رابع وأُصيب عدد آخر في قصف استهدف منتظري مساعدات في محيط مسجد الخالدي شمال غربي المدينة.
أيضا استُشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي قرب مدينة حمد شمال غربي مدينة خان يونس.
وقبل ذلك، استُشهد 47 فلسطينيا بهجمات إسرائيلية متفرقة على القطاع.
ففي شمال القطاع، انتشلت طواقم الدفاع المدني 4 جثامين من تحت أنقاض منازل تعرضت للقصف في حيي الزيتون والصبرة شرقي مدينة غزة.
فيما استُشهد فلسطيني إثر استهداف جوي لمجموعة من المواطنين في منطقة الشعف بحي التفاح شمال شرقي المدينة ذاتها.
كما استُشهدت سيدة بعد أن ألقت طائرة مسيّرة إسرائيلية “كواد كابتر” قنبلة على مواطنين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وشمال المدينة، ارتفع عدد ضحايا المجزرة التي استهدفت مركز إيواء النازحين في مدرسة عمرو بن العاص بحي الشيخ رضوان من 12 إلى 18 شهيدا.
وفي الحي نفسه، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بقصفه خيمة تؤوي نازحين من عائلة “شاهين” في شارع الجلاء، ما أسفر عن استشهاد 5 أفراد بينهم 3 أطفال.
وغرب المدينة، استُشهد 4 فلسطينيين من عائلة “الأسود” (زوجان وابنتاهما) بقصف من مروحية استهدف شقة سكنية خلف “مدرسة أبو عاصي” في مخيم الشاطئ.
وفي حي الصبرة، استُشهدت أم وابنها جراء استهداف طائرة مسيرة تجمعا لمدنيين قرب “مسجد الاستجابة”، فيما أسفر قصف منزل مأهول لعائلة “العمارين” عن سقوط شهداء وجرحى، في حين دمر منزل مؤلف من 4 طوابق لعائلة “الجعل”.
كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف محيط عيادة الصبرة ومسجد المجمع الإسلامي بحي الصبرة.
ووسط القطاع، استُشهدت فلسطينيتان وأصيب 5 آخرون إثر استهداف مسيرتين انتحاريتين شقة سكنية في “برج الاتحاد” بمخيم النصيرات.
وفي جنوب القطاع، استُشهدت سيدة فلسطينية وأطفالها الأربعة في قصف إسرائيلي استهدف خيمة قرب الكلية الجامعية غربي مدينة خان يونس.
فيما استُشهد 3 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية في خان يونس، كما استُشهد فلسطينيان في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين بمدينة أصداء شمال غربي المدينة.
وأُصيب عدد من الفلسطينيين بقصف من مسيرة إسرائيلية على محطة تحلية مياه شمالي مدينة أصداء غربي خان يونس، أثناء تجمع نازحين لتعبئة المياه.
فيما استهدف قصف مدفعي مكثف “مدينة حمد” السكنية شمال غرب خان يونس.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين بقصف جوي استهدف منزلاً لعائلة “بدير” قرب “مسجد عباد الرحمن” في مخيم خان يونس.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و263 شهيدا و157 ألفا و365 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 273 شخصا، بينهم 112 طفلا.