Logo

غارات الاحتلال تحوّل وسط صنعاء إلى "كتلة نيران"

الرأي الثالث

 مع دخول الظلام، استطاعت قوات الدفاع المدني في العاصمة صنعاء إخماد النيران في محطة الوقود بشارع الستين وسط العاصمة، والتي تعرضت لقصف إسرائيلي الأحد، ضمن سلسلة غارات استهدفت محطة كهرباء حِزيَز للمرة السادسة، وغارات أخرى متفرقة.

 وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 6 أشخاص، وإصابة 67 آخرين، وفق إحصائية شبه نهائية لوزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين في صنعاء غير المعترف بها دوليا. 

وغالبية الضحايا سجلوا في القصف الذي استهدف محطة الوقود، كما انقطعت الكهرباء في عدد من أحياء العاصمة نتيجة قصف محطة حِزيَز جنوب صنعاء.

وتعرضت محطة الوقود التابعة لشركة النفط لغارات إسرائيلية، اندلعت على إثرها كتلة نيران هائلة رصدت في أنحاء واسعة في العاصمة وتصاعدت أعمدة الدخان لساعات. 

وتقع المحطة على امتداد شارع الستين، وهو خط سريع رئيسي يزدحم بالمركبات وسط صنعاء، وتعد المحطة نقطة تموين رئيسية للمواطنين بشكل مباشر. 

و قال محمد، وهو سائق باص أجرة في صنعاء كان يسير بالقرب من المحطة أثناء الغارات التي استهدفت محطة الوقود: "شعرت أن النيران كادت تلتهم الباص رغم أني تخطيت المحطة بمسافة كبيرة، وكانت حينها المركبات تملأ الشارع كما هي العادة".
 
ودمرت الغارات الإسرائيلية محطة الوقود بشكل كامل، بالإضافة إلى نحو أربع شاحنات نقل كبيرة للوقود وأيضاً مركبات كانت بالقرب من المكان، واستمرت قوات الدفاع المدني نحو أربع ساعات لإخماد الحريق الهائل.

وبدت الحياة طبيعية في شوارع العاصمة صنعاء، عدا اختناق مروري بالقرب من المواقع المستهدفة، قبل أن تعود الحركة إلى طبيعتها بعد إخماد النيران، في الوقت الذي تشهد صنعاء أمطاراً غزيرة منذ أيام وسيولا جارفة قطعت الجسور الرئيسة. 

ولم يعد كثير من المواطنين اليمنيين يكترثون للغارات، كما قال صالح حسن، وهو أحد سكان العاصمة .

 وبرأيه، فـ"الناس تكيّفوا مع الحرب خلال السنوات الماضية، وحتى المخاوف من أزمات الوقود كانت أقل، حيث لم تشهد صنعاء أي ازدحام أمام المحطات"، وأرجع ذلك إلى "أن المواطنين لا يجدون ترف المال لتموين سيارتهم"، على حد قوله.

وقللت جماعة الحوثيين جدوى الغارات الجوية، وقال المكتب السياسي للجماعة، في بيان، إن تمادي الاحتلال الإسرائيلي "بارتكاب جرائم الحرب بحثا عن الصورة، يؤكد على فشله الاستخباراتي الذريع، وعجزه الكامل عن الردع". 

وأكد بيان الجماعة: "لن نتراجع بالرد على العدوان، مهما كانت التحديات، والشعب اليمني لن يحيد عن التصدي للمشروع الصهيوأميركي، والتصعيد بكل الوسائل المتاحة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة".
 
من جانبه، قال المتحدث باسم شركة النفط اليمنية عصام المتوكل إن "الوقود الذي استهلكته طائرات العدو للوصول إلى اليمن واستهداف محطة الوقود أكثر من كمية الوقود الذي كان بداخل خزانات المحطة المستهدفة". 

وأضاف في فيديو مصور بثه موقع الشركة عبر منصة "إكس" أن "الطائرات المعادية قطعت مسافة ألفي كيلو من أجل استهداف محطة وقود مدنية، وهذا تخبط إسرائيلي واضح لأنهم لا يستهدفون إلا المنشآت المدنية".
 
في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "استهدف مجمعا عسكريا يضم القصر الرئاسي ومحطتي طاقة وموقع تخزين وقود تستخدم لأنشطة عسكرية، ردا على هجمات الحوثيين المتكررة بإطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه إسرائيل".

 وزعم الاحتلال أن "القصر الرئاسي الذي استهدف بصنعاء يقع داخل المجمع العسكري الذي تدار منه أنشطة الحوثيين"، متهما إياهم بـ"استخدام محطتي الطاقة في حزيز وعصر لتوريد الكهرباء لأغراض عسكرية".

لكن وسائل إعلام الحوثيين أكدت استهداف محطة شركة النفط في شارع الستين، ومحطة كهرباء حزيز جنوب العاصمة صنعاء. غير أن مصادر محلية تحدثت عن غارات أخرى استهدفت جبل عطان ومحيط دار الرئاسة في ميدان السبعين أو ما يعرف بجبل النهدين. 

واعتبرت قناة المسيرة الناطقة باسم جماعة الحوثيين أن "إشاعة العدوان عن استهداف "قاعدة عسكرية" في القصر الرئاسي يمكن إدراجها في سياق "تضخيم الحدث" الذي يسعى له مجرم الحرب (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو، ولا شيء مما ذكره، حيث لا حدث حول قاعدة عسكرية بالمطلق".

ولا يوجد في العاصمة صنعاء مجمع رئاسي فاعل بالمعنى الذي يمكن أن يفهم من بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فهناك مبنى دار الرئاسة اليمنية، وتعطل العمل فيه منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2014، لكنه كان محل استهداف متكرر خلال السنوات الماضية مع الجبال المحيطة به وهي النهدين وعطان ونُقم التي كانت مقرات معسكرات سابقاً.