الرياض: الصمت إزاء جرائم "إسرائيل" يقوض الأمن العالمي
الرأي الثالث - وكالات
قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن الممارسات الإسرائيلية “تهدد السلم”، مشيرا إلى مواصلة حشد الدعم لإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف خلال كلمته في الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد في جدة، اليوم الاثنين، إن “الشعب الفلسطيني يتعرض لأفظع صور القتل والتجويع، والتحرك (الإسرائيلي) لاحتلال غزة ينتهك القانون الدولي، ونرفض سيطرته على القطاع”.
واعتبر الوزير السعودي أن “الممارسات الإسرائيلية تهدد السلم، وعازمون على مواجهة التهديد، وسنواصل حشد الدعم لإقامة دولة فلسطينية”.
كما طالب ابن فرحان “المجتمع الدولي وبشكل فوري، بوضع حد للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وإلزامه بالإفراج عن أموال عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة بشكل غير قانوني”.
وداعا إلى “تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني وبناء مؤسساته الوطنية”.
الوزير السعودي أدان “التصريحات الإسرائيلية بشأن ما يسمى رؤية إسرائيل الكبرى”، في إشارة لتصريحات سابقة أدلى بها نتنياهو في مقابلة مع قناة “i24” العبرية في 12 أغسطس/ آب الجاري.
وقال نتنياهو حينها، إنه “مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى”، وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل، ما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.
بدوره، دعا مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الاثنين، إلى تحويل الإدانات للجرائم الإسرائيلية إلى أفعال عملية ملموسة لإجبار إسرائيل على “تغيير مسارها”.
وقال منصور: “ما يجبر إسرائيل على تغيير مسارها، هو القدرة الجماعية على تحويل الإدانات إلى أفعال عملية ملموسة تحقق العدالة، وتعزز من صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتوفر كل المقومات للصمود وتنهي الظلم الواقع عليه”.
وأوضح مندوب فلسطين الأممي أن بلاده قدمت خططا ومقترحات وأوجه تعاون مع كل الجهود الرامية إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف: “ينبغي التصرف بكل الطرق المتاحة بما في ذلك التصرف بموجب الفصل السابع في مجلس الأمن، لحرمان إسرائيل من الأدوات التي تساعدها على مواصلة هذه الحرب الوحشية، ومحاسبتها على جرائمها، وإرسال قوة حماية دولية فورية لإنقاذ الشعب”.
وأشار إلى استعداد فلسطين للعمل مع “جميع الأشقاء، والأصدقاء، ومع الإدارة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وأعضاء مجلس الأمن، والشركاء الإقليميين والدوليين الآخرين، لوضع حد للحرب الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، ووقف إراقة الدماء”.
وتابع: “أفعالنا اليوم ستحدد مصير ملايين الأشخاص غدا، وعلى الأقل أولئك الذين سيكونون على قيد الحياة بحلول ذلك الوقت”.
ولفت إلى أن “قوات الاحتلال تسعى لبسط السيطرة العسكرية الكاملة على غزة، وإطالة أمد الحرب، ومنع قيام دولة فلسطين المستقلة”.
وندد منصور بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، قائلا: “يجب علينا جميعا دحره، هذا التصريح ليس إلا توضيحا إضافيا على العدوانية التي تستهدف المنطقة بأكملها”.
ولفت إلى أن المشروع الاستيطاني “إي 1” يستهدف بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس ومحيطها، بما يؤدي إلى عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، ويفصل الضفة الغربية، ويؤدي إلى تقويض تجسيد استقلال الدولة الفلسطينية.
وأضاف: “لا يمكن مواجهة الخطة الإسرائيلية بالغضب والإدانات فقط، بل يجب حشد كل الأدوات المتاحة لوقفها”.
وزاد: “إسرائيل أثبتت منذ زمن بعيد أنها لا تهتم بميثاق الأمم المتحدة أو القانون الدولي أو القرارات الأممية ذات الصلة، إذا لم تكن مصحوبة بعواقب ومساءلة”.
وبدأ وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الاثنين، اجتماعا طارئا لبحث سبل مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
ويُعقد الاجتماع في مدينة جدة السعودية، ويرأسه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رئيس الدورة الحالية لمجلس المنظمة (57 دولة).
وأفادت منظمة التعاون الإسلامي، عبر منصة “إكس”، ببدء اجتماع وزاري طارئ لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وقالت الخارجية التركية، في بيان الأحد، إن الاجتماع يبحث “الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وقرار إسرائيل بتوسيع عملياتها في غزة”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و686 قتيلا، و157 ألفا و951 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.