Logo

«هدنة غزة»: تحركات الوسطاء نحو «صفقة شاملة» مهددة بـ«عراقيل»

الرأي الثالث - وكالات

 طفت على مياه المحادثات الراكدة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رسائل أميركية جديدة تدفع نحو إبرام صفقة شاملة، مع استمرار حليفتها إسرائيل في التصعيد بالقطاع، وعدم الرد على المقترح الجزئي الذي طرحته مصر وقطر منذ أكثر من 20 يوماً.

ووسط تلك المحادثات التي لم تدفع بعدُ لإحياء المفاوضات المجمدة منذ أواخر يوليو (تموز) الماضي، تمسكت إسرائيل بنزع السلاح، و«حماس» ترفض تلك الخطوة، 

وهذا يقود، حسب خبراء ، إلى استمرار التعثر دون مساعٍ تترجم لمحادثات إلا إذا ضغطت واشنطن على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقبول صفقة جزئية أو شاملة.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، أن الولايات المتحدة نقلت مبادئ عامة أولية تهدف لاستمرار المفاوضات تتضمن مقترح صفقة شاملة إلى «حماس» لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن جميع الرهائن، 

متوقعة أن يتوجه فريق المفاوضات بقيادة رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات.

ونَقَلَ المبادئ العامة من مبعوث واشنطن للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى «حماس»، جيرشون باسكين، وهو ناشط إسرائيلي ساعد في مفاوضات الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل أكثر من عقد، 

وله تواصل مع القيادي بالحركة غازي حمد، حسب ما ذكره موقع «أكسيوس» الأميركي.

هذا التحرك الأميركي الجديد يأتي عقب حديث الرئيس دونالد ترمب، ليل الجمعة-السبت، أن الولايات المتحدة منخرطة في «مفاوضات معمّقة جداً» مع «حماس» وعليهم أن يفرجوا عن كل الرهائن، وفق ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء حديث ترمب غداة تقرير نشره موقع «تايمز أوف إسرائيل»، الجمعة، يفيد بأن ويتكوف التقى، الخميس، في باريس، مسؤولين قطريين لمناقشة التهدئة، 

بعد يوم من تصريحات متلفزة لمنسق العلاقات الأميركية مع «حماس»، بشارة بحبح، أكد فيها أن «الولايات المتحدة قد وضعت اتفاقاً شاملاً لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة».

ولم يؤكد الوسيطان القطري أو المصري تلك التحركات الجديدة نحو الصفقة الشاملة، غير أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال استقبال أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح»، الفريق جبريل الرجوب، 

أكد وفق بيان مصري أهمية قبول إسرائيل بالمقترح الجزئي الذي طرحه الوسيطان وقبلته «حماس» في 18 أغسطس (آب) الماضي، وتجاهلت إسرائيل الرد عليه.
 
ويرى مساعد «الخارجية» المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن الكرة الآن في ملعب ترمب، ويبدو من خلال التحركات الأميركية التي عادت للضوء أن ترمب يدير مفاوضات شاملة تتضمن الإفراج عن الرهائن وعدم استمرار حكم «حماس»، وإيجاد مخرج لنزع سلاحها مع وعد أميركي بإنهاء الحرب، 

مشيراً إلى أن هذا يعني تجاوز المقترح الجزئي حالياً بعد العراقيل الإسرائيلية التي لا تزال قائمة باستمرار التصعيد.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن إسرائيل لا تضع في بالها تحرك الوسطاء، وتنتظر مخرجاته من مقترحات، وهل ستتوافق مع شروطها أم لا، خصوصاً أنها وضعت شروطاً لقبول صفقة شاملة،

 لافتاً إلى أن العراقيل، وفي مقدمتها استمرار التصعيد، ستستمر في ضوء استشعار نتنياهو أن المعروض لا يخدم بقاءه ومصالحه، أو عدم تعرضه لضغوط جادة من واشنطن.

في المقابل، لا يزال طرفا الحرب يتمسكان بخيارتهما، وجدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي بالقدس، تأكيده أن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي إذا أطلقت «حماس» سراح الرهائن وتخلت عن سلاحها.

وتعليقاً على ذلك، قال باسم نعيم، القيادي في حركة «حماس»، لـ«رويترز»، إن الحركة لن تتخلى عن سلاحها لكنها ستفرج عن كل الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة، غير مستبعد أن تنخرط الحركة في «هدنة طويلة الأمد».

وأعلنت «حماس»، الأحد، ختام وفد قيادي بالحركة زيارته لمصر عقب لقاء مع شخصيات وفصائل فلسطينية في القاهرة، بهدف «التأكيد على أن وحدة الموقف والميدان هي الضمانة لإنهاء الحرب وتعزيز الصمود»، 

بعد ساعات من بيان آخر للحركة يؤكد «انفتاحها على أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً للجيش الإسرائيلي من غزة».

يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت الإذاعة الفلسطينية، الأحد، بمقتل 42 جرّاء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وتسجيل 5 حالات وفاة جديدة، بينهم 3 أطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع، خلال الـ24 ساعة الماضية.

ويشير هريدي إلى أن ساعر يطرح ما هو مطلوب من «حماس» ويتوافق مع ما تتفاوض به واشنطن مع الحركة عبر مفاوضات معمقة، كما ذكر ترمب، مشيراً إلى أن عقبة نزع السلاح يمكن حلها عبر إخراجها بشكل تقبل به «حماس» 

ولا يبدو أنها هزمت ويكون مرتبطاً بخدمة القضية الفلسطينية.

ويعتقد مطاوع أن هناك تبايناً كبيراً بين ما تريده إسرائيل، وما تريده «حماس»، وكلاهما لن يتنازل، مضيفاً: «أزمة السلاح مُبالغ فيها، وعلى إسرائيل أن تعلن ما هو السلاح الذي تخشاه في غزة،

 وتعلن (حماس) ماذا تملك، وأنا مدرك أن كلاهما يدرك أن هذا السلاح ليس مؤثراً ويصلح للجبهة الداخلية ولا يصالح للمعارك، ومُبالغة إسرائيل وتمسك (حماس) كلاهما عراقيل لتحسين شروط لصالح كل طرف ليس غير».

ويرى أن الصفقة الشاملة هي الفرصة المناسبة لوقف الإبادة وتهجير الفلسطينيين مع ضغوط لانسحاب إسرائيل أو إجراء ترتيبات لدخول قوات دولية، مؤكداً أن منع نتنياهو من تغيير الوضع الديمغرافي بغزة هو مكسب للفلسطينيين.