لودريان في بيروت... دعم المؤسسة العسكرية وخطة حصر السلاح
الرأي الثالث - وكالات
يترقّب المسؤولون اللبنانيون زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت التي تتمحور حول ملفين أساسيين هما دعم المؤسسة العسكرية وإعادة الإعمار ومتابعة إعلان وقف الأعمال العدائية وخطة الجيش اللبناني لحصر السلاح، وما سيحمله من مقاربة فرنسية للوضع اللبناني.
وبحسب معلومات "الع ، فإنّ لودريان سيلتقي الخميس في العاصمة اللبنانية الرؤساء الثلاثة، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ولن تشمل جولته القوى أو الأحزاب السياسية.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن "لودريان سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، والخطوات التي قامت بها الحكومة خصوصاً على صعيد حصرية السلاح بيد الدولة، وخطة الجيش بهذا الإطار، إلى جانب خطواتها في ملفات الإصلاح السياسي والمالي والقضائي، والتي تعد مساراً أساسياً في دعم لبنان".
وأشار المصدر إلى أن "فرنسا عبّرت في أكثر من مناسبة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس جوزاف عون منذ توليه سدة الرئاسة وكذلك رئيس الوزراء نواف سلام وحكومته، وآخرها، المقررات الوزارية التي صدرت في الجلسات الثلاثة الماضية،
ورحّبت بخطة الجيش، وهي تعتبر أن لبنان يقوم بخطوات أساسية ومهمة جداً ومطلوبة من المجتمع الدولي، ويجب في الوقت نفسه ترجمتها عملانياً وتنفيذياً من دون إبطاء، لتحقيق الاستقرار وتثبيته مما يؤثر ايجاباً على نهضة البلاد اقتصادياً".
ولفت المصدر إلى أن "فرنسا تواصل دعوتها إسرائيل للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وانسحابها من الأراضي التي تحتلها جنوباً، والرئيس إيمانويل ماكرون سبق أن اعتبر أنّ هاتين الخطوتين بمثابة شرطين أساسيين لتنفيذ خطة الجيش، وهو يؤكد على ذلك، لتحقيق الأمن والاستقرار".
كذلك، أشار المصدر نفسه إلى أن "لودريان سيتابع أيضاً كما هو معروف، المؤتمرين اللذين تسعى فرنسا إلى عقدهما بحلول نهاية العام الجاري، لدعم القوات المسلحة اللبنانية وإعادة الإعمار، وتأمل أن تكون كل العوامل موجودة للسير بهما".
وتأتي زيارة لودريان على وقع تطورات خطيرة تشهدها المنطقة، آخرها، العدوان الإسرائيلي أمس الثلاثاء على الدوحة، إلى جانب توسعة اعتداءاتها لبنانياً، بما يؤشر إلى مضيه في عملياته العسكرية، بلا أي رادع.
في الإطار، تقول مصادر رسمية لبنانية ، إن "العدوان الإسرائيلي أمس على دولة قطر، خطير جداً، ويبقي المخاوف قائمة ليست فقط على لبنان إنما على المنطقة ككلّ، من هنا ضرورة أن يتحرّك المجتمع الدولي بشكل جدّي لوضع حدّ لهذه الممارسات الإسرائيلية".
وتشير المصادر إلى أن "لبنان ينتظر من فرنسا أن تلعب دوراً في الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، وتفعّل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية التي هي عضو فيها، فالتأخير يهدد أمن واستقرار لبنان كما المنطقة،
كما سيشدد خلال لقاء لودريان على ضرورة تقديم دعم واسع للجيش اللبناني من أجل تنفيذ خطته، لا أن يقتصر على الدعم التقليدي". وتلفت إلى أن "لبنان يطالب بكل اتصال ولقاء ومناسبة المجتمع الدولي ولا سيما فرنسا وأميركا من أجل الضغط على إسرائيل لتنفيذ اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني الماضي،
ووقف اعتداءاتها وانسحابها من النقاط التي تحتلها وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لديها، ويشدد على أهمية هذه الخطوات حتى يتمكن الجيش من تنفيذ خطته واستكمال انتشاره في جنوب الليطاني".
ويشهد لبنان منذ يوم الجمعة الماضي، أجواء "هادئة" داخلياً، بعدما تمكّن مضمون جلسة مجلس الوزراء من تجنيب البلاد فتنة كبيرة على حدّ تعبير رئيس البرلمان نبيه بري، الذي عاد تواصله أيضاً مع رئيس الحكومة نواف سلام أمس الثلاثاء، بعد شبه قطيعة بين الرجلين، ربطاً بمقررات الحكومة في جلستين 5 و7 أغسطس/الماضي، في ملفي حصر السلاح وإقرار أهداف الورقة الأميركية اللبنانية المشتركة.
وعقد مجلس الوزراء بعد ظهر أمس الثلاثاء جلسة في السرايا الحكومي، على جدول أعمالها 44 بنداً، وهي الأولى له بعد جلسة 5 سبتمبر/أيلول الجاري، بحضور وزراء حزب الله وحركة أمل، بعد انسحابهم في الجلسة الماضية، عند بدء عرض قائد الجيش خطته،
وتأكيدهم أن خطوتهم لا تعني المقاطعة ولا الاستقالة بل مرتبطة فقط بموضوع حصر السلاح. وتوقف رئيس الوزراء نواف سلام في مستهل الجلسة، عند ردود الفعل الإيجابية التي تلقاها دولياً وعربياً على جلسة الخامس من سبتمبر،
وبذلك يقتضي تفعيل التحضيرات لمؤتمر إعادة الأعمار والاستثمار في ختام السنة الحالية، مع تقدّم العمل الحكومي على حصر السلاح، كما أكد على ضرورة دعم الجيش اللبناني أيضاً بهذه المناسبة.