Logo

اجتماع تحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة

الرأي الثالث -  وكالات

 تحتضن العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، قبل يوم من انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الدوحة وحرب الإبادة في غزة.

ووصل وزراء خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ومصر بدر عبد العاطي، وإيران عباس عراقجي، واليمن شائع الزنداني، ووزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية خليفة بن شاهين المرر، إلى الدوحة لحضور الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة.
 
كما أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان سيشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية في الدوحة التحضيري للقمة.

ملفات عديدة على طاولة القادة العرب والمسلمين في قمة الدوحة، تنتظر قرارات ونتائج مصيرية ومختلفة عن كل ما سبق، فالتطورات الأخيرة مختلفة كلياً وأكثر خطورة من أي وقت مضى.

ومن المتوقع أن تعتمد القمة الطارئة مشروع بيان سيعده وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية في اجتماعهم يوم الأحد (14 سبتمبر)، حول الاعتداء على قطر والوضع في غزة والمنطقة يتوقع أن يرسم مستقبل التعامل مع "إسرائيل" وحل القضية الفلسطينية.

7 ملفات ملتهبة

ويتصدر ملف الاستهداف الإسرائيلي الغاشم لقطر قائمة أجندة القمة الطارئة في الدوحة، إذ يستشعر القادة المجتمعون خطورة الرعونة الإسرائيلية وتجاوزها للخطوط الحمراء خصوصاً بعد تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتكرار الهجوم.

فالهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة (الثلاثاء 9 سبتمبر) لم يكن مجرد تصعيد عابر، بل سابقة خطيرة تنقل الصراع مباشرة إلى عاصمة خليجية، وتضع أمن الخليج برمّته على المحك.

كما تأتي حرب الإبادة الجماعية في غزة، المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً، ضمن ملفات القمة الملحّة، فغزة أصبحت ساحة إبادة مفتوحة، يمعن جيش الاحتلال فيها تقتيلاً وتجويعاً ليل نهار.
 
ولا يتوقف المشهد عند حدود القتل والتجويع، بل يتجاوزه إلى مخططات كبرى للتهجير القسري، إذ يخطط الاحتلال لترحيل سكان غزة عبر البحر والجو، مع طرح سيناريوهات لنقل بعضهم إلى مصر.

وفي الضفة الغربية، تلوح مخططات مشابهة لدفع الفلسطينيين نحو الأردن، بعد فرض ما يسمى "السيادة الإسرائيلية"، هذه المشاريع تعني إعادة إنتاج مشهد النكبة، لكن على نطاق أشمل، وتضع القمة أمام مسؤولية تاريخية للتصدي المبكر لها.

ولا يمكن تجاهل حديث نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"، الذي لم يكن مجرد فكرة عابرة، أو دعاية لاستقطاب المتطرفين في الداخل، بل يعكس رؤية إسرائيلية معززة بأيديولوجيا دينية، ترى في أرض العرب حقاً لبني صهيون.

كما لا يمكن إغفاء حالة الزخم التي تشهدها القضية الفلسطينية، خصوصاً بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار حل الدولتين، إذ يتوقع أن يتخذ العرب ما يلزم للتصدي لمحاولات "إسرائيل" الهادفة لعرقلة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على حدود 67.
 
كيفية الرد وأجندات القمة

يرى الكاتب والباحث السياسي الأردني حازم عياد، أن العدوان على الدوحة سيكون الملف الأول على طاولة القمة العربية الإسلامية الطارئة، لافتاً إلى أنها ستبحث كيفية الرد على العدوان على قطر العضو في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأشار عياد، 

- القمة ستناقش كيفية التعامل مع هذا العدوان وكيفية لجم الكيان الإسرائيلي، ومنعه من تكرار هذه الجرائم بحق الدول العربية.

- القمة جاءت بعد ثلاثة أيام من انعقاد جلسة مجلس الأمن، التي أصدرت بياناً يدين العدوان الإسرائيلي، وكذلك بعد رسالة واضحة من الجمعية العامة، بدعم مؤتمر نيويورك لحل الدولتين.

- على الدول العربية والإسلامية أن تستثمر في هذه القرارات والمواقف الأممية في قمة الدوحة، لترفع من السقوف لديها في القرارات والبيانات والإجراءات المتخذة ضد الاحتلال الإسرائيلي، للدفع قدماً نحو وقف الحرب على قطاع غزة، ونحو إقامة الدولة الفلسطينية.

- إقامة الدولة الفلسطينية ستكون الملف الثاني على طاولة القمة، لأنه لب الصراع ولب الأزمة التي تقف خلف التغول الإسرائيلي.

- التغول الإسرائيلي تجاوز القانون الدولي، وتجاوز الحقوق الفلسطينية نحو الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، بالتفكير بالاعتداء على الدول العربية، والتوسع على حسابها كما يحدث في سوريا، ولبنان، ومحاولته التمدد في البحر الأحمر.

- لذلك، فإلى جانب دعم الحق الفلسطيني يجب مواجهة السياسات التوسعية للاحتلال الإسرائيلي والعدوانية تجاه الدول العربية، ونعلم تصريحات نتنياهو، الذي يتحدث عن ارتباطه الروحي بإسرائيل الكبرى.

- القمة الطارئة جاءت متأخرة، والأصل أن تُعقد بشكل موسع للرد على التصريحات الإجرامية التي أطلقها نتنياهو، والتوجهات التي أعلن عنها صراحة بنيته التوسع في المنطقة العربية.

- هذه التوجهات العلنية ينفذها نتنياهو عبر العدوان على دول المنطقة والتوسع فيه، لتصل إلى استهداف دولة قطر، وهي دولة وسيطة معترف بها دولياً من قبل الأطراف المنخرطة في المواجهة، وعلى رأسها أمريكا التي اعترفت بهذه الوساطة وتعاملت معها، وأعطتها وزناً كبيراً في حين تجاوزتها "إسرائيل".

- لذلك فملف العدوان على قطر وكيفية الرد عليه، وملف فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية، وملف مواجهة السياسات التوسعية للاحتلال الإسرائيلي، ونواياه في التوسع على حساب الدول العربية في لبنان وسوريا، وتلميحاته بإمكانية تهجير الفلسطينيين والتمدد تجاه الأراضي الفلسطينية والأردنية عبر سياسات الضم بمبررات وعناوين متعددة، كلها ملفات ستكون حاضرة في القمة الطارئة.

- على هذه القمة أيضاً مسؤولية كبيرة واستثنائية، وأي تخاذل أو تردد في الرد على "إسرائيل" ستكون نتائجه وخيمة على الدول العربية والإسلامية.

- إذا لم يُتخذ في هذه القمة إجراءات عملية وواقعية على الأرض، تردع الاحتلال وتلجمه، وتوجه رسائل قوية للإدارة الأمريكية وتستمر في الموقف الدولي الداعم للحق الفلسطيني والحق العربي بعد العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، فإن مسار الأحداث سيتجه سلباً في غير صالح العرب.

- ففي حال كانت القرارات ضعيفة وهشة وتكراراً لما سبقها ستزداد "إسرائيل" تغولاً، والولايات المتحدة استهتاراً بالحقوق العربية وبالسيادة العربية.

- لذلك القمة مفصلية، فإما أن تفضي إلى لجم الاحتلال الإسرائيلي، أو أن تفضي إلى إطلاق يده وتوفير المزيد من الغطاء من قبل الإدارة الأمريكية لهذا التغول والتمدد الإسرائيلي.

- كما سيؤدي إلى خيبة أمل دولية، بعد أن اتخذت إجراءات لإدانة الإجراءات الإسرائيلية عبر الجمعية العامة وعبر المؤسسات داخل الاتحاد الأوروبي.

- بعض الدول دخلت في صدام مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس من المقبول أن تتخذ الدول العربية موقفاً أقل من موقف إسبانيا أو هولندا أو النرويج، وأن تبقى تعول على التطبيع وغيره من السياسات للجم الاحتلال.

- لا بد من إجراءات جديدة مشددة، إن لم تكن ستذهب إلى قطع العلاقات مع الكيان، فعلى الأقل تجميد بعض الدول علاقاتها، واتخاذ إجراءات دفاعية مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعلى نحو جدي.

- وإلا فالمسار سيكون سلبياً جداً، تمدداً للعدوان الإسرائيلي ومزيداً من التغول على المنطقة وعلى الحقوق العربية والفلسطينية.
 
وأمس السبت، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، إن انعقاد القمة يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع الدوحة، ويؤكد رفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه "إسرائيل".

كما ذكر الأنصاري أن هذه القمة الطارئة التي ستعقد على مستوى القادة، الاثنين، "ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر قدمه الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الذي سينعقد الأحد".

كما أكد أيضاً في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن انعقاد القمة "يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل".

ويوم الثلاثاء الماضي (9 سبتمبر)، شنت مقاتلات إسرائيلية هجوماً غادراً على مساكن عائلات أعضاء وفد حركة "حماس" التفاوضي في الدوحة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.

ولاقى الهجوم الإسرائيلي على قطر إدانة دولية واسعة، في حين وصفته دولة قطر بأنه "إرهاب دولة"، مؤكدةً احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان السافر.